6 ساعات قاتلة!
لم يكن يتخيل أحد أن 6 ساعات قد تكون قادرة على قلب موازين العالم بتلك الطريقة، تلك الـ360 دقيقة التي تسببت في خسائر بالمليارات لأسهم شركات مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف ما تسببت فيه من توقف للأعمال وتعطل لمصالح الشركات والمؤسسات حتى الصغيرة، لم لا فمواقع التواصل الاجتماعي لم تعد فقط للتواصل الاجتماعي وإنما باتت مصدراً للدخل بشكل مباشر وغير مباشر لكثير من المؤسسات والهيئات والأفراد في العالم.
6 ساعات مفيدة!
6 ساعات توقف فيها التنفس الاصطناعي المساعد الذي يشترك فيه مليارات حول العالم، الأمر الذي غيَّر حياة الكثيرين نعم لمدة ليست بالطويلة لكنها تغيرت، فمن المؤكد أن ساعات بلا انشغال بالهاتف المحمول أو الكمبيوتر ضارباً بكل اهتماماتك عبرهما عرض الحائط ستتيح لك الفرص للقيام بأعمال أخرى بلا شك ليس من الضروري أن تكون “جليلة” فربما تكون قد شاهدت مسلسلاً مؤجلاً أو أنجزت عملاً منزلياً تكاسلت عن أدائه لسنوات، أو تعرفت أكثر على أحد أفراد أسرتك، نعم كما قرأت، هذا هو الحال.
في الحقيقة إن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل أكبر عامل لجذب كافة الفئات العمرية، أكثر من أي حدثٍ آخر، بالطبع أكثر من انتخابات الرئاسة الأمريكية، أو طوابير الخبز في مصر، أو زحام حجز هاتف آيفون جديد في اليابان، أو احتفال هندوسي، أو زيارة الأربعين في العراق، أو جنازة آية الله الخميني مثلاً.
ومن المؤكد أن لكل جذبٍ إيجابيات وسلبيات، فربما تنجذب بصورة لا تقوى بعدها على الانفصال أو العودة إلى نقطة تستطيع فيها الحفاظ على توازنك، وربما تنجذب بعقلانية سقراط مثلاً فتذهب وتجيئ دون أن تفقد شغفك بالحياة خارج حدود مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدر على التعايش في وجودها أو في عدمها، وتصنع عالمك الخاص للتواصل.
أما عني أنا كاتب هذه الكلمات التي قد أبدو لك من خلالها منمقاً وكاتباً وعقلانياً، فلن أستطيع أن أحكي لك كيف مرت الساعات الـ6 عليّ حتى لا أفقد – ربما – ما نلته من بعض من احترامك لي بعد قراءتك للسطور أعلاه، كل ما أستطيع البوح به هو نصيحة، لا تكن مثل كاتب هذه السطور.
إقرأ أيضاً: ضريبة اليوتيوبرز!