وداعًا معالي المستشار هشام أبو علم
وداعًا معالي المستشار .. ربما جاءت كلماتي متأخرة لبضعة أيام، لكنه في الوقت الذي بدأت فيه تنكسر الصدمة بعض الشيء، ويُحتم علينا واقع الحياة أن نقبل الأقدار بكل ما تحمله من فجائع وفراق للأحبة.
خبر وفاة المستشار الجليل هشام أبو علم نائب رئيس محكمة النقض السابق، اصابني بحالة من الحزن والأسى، على الرغمن من قلة المناسبات التي جمعتنا سويًا لكنني ومنذ المرة الأولى التي قابلت فيها الرجل، كانت بيننا أُلفة في الأرواح وود بين القلوب وكانني كنت أعرفه منذ زمن بعيد، أو أنني أحد أبنائه الذين يشملهم بعطفه ورعايته.
إقرأ أيضــــــــا .. “الرأي” تنعي المستشار هشام أبو علم نائب رئيس محكمة النقض
المستشار الجيل، و قاضي العدل ومعلم الحياة، هشام أبو علم، كان منارة تشع بالأخلاق والتواضع والعلم لكل من يعرفه أو يحيط به، كان معلمًا جليلًا في اختصاصه، وبارعًا في تطبيق القانون بحذافيره، فاستحق عن جدارة التكريم والتبجيل والإحتفاء الذي حظي به في آخر أيام حياته من زملائه وتلاميذه.
أتذكر أنني حين إلتقيت المستشار هشام أبو علم للمرة الأولى، خالطتني مشاعر المهابة لوقار الرجل وهيبته، لكنه لم يكن مختالًا بقدر تواضعه، أو متكبرًا بقدر حلمه، فقد كانت أبرز صفاته جابر للخواطر زهيا فى تصرفاته عفويا فى كلامه كبير المقام قليل الكلام جميلا فى مظهره .
بينما المستشار الجليل هشام ابو العلم في دار الحق، ونحن لازلنا هنا تتخطفنا الأقدار بمشيئة الله، لا يسعنا سوى أن نتذكر كل جميل لفقيدنا ونسال الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويرزقنا وأهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.