نعيمة عاكف المرض صديقها الأخير
إسراء البواردي
قدمت فن الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل و أسعدت الملايين و تزوجت مرتين ، ورزقت بطفل وحيد وهاجمها مرض السرطان الذي أنهى حياتها أنها الفنانة نعيمة عاكف.
عندما بلغت نعيمة عاكف سن العاشرة تزوج والدها من أخرى غير والدتها التي أضطرت إلى ترك السيرك ، مع أولادها لتستقر في شقة متواضعة بشارع محمد علي ، ثم أنتقلت نعيمة إلى ملهى الكيت كات الذي كان يرتاده معظم مخرجي السينما، فألتقطها المخرج أحمد كامل مرسي وبدأ مشوارها الفني حينها.
وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها كان سيرك والدها يقدم عروضه في طنطا ، خلال موسم الإحتفال بمولد السيد البدوي ولاحظت نعيمة أن رجلاً ريفيا ميسور الحال يبدو أنه من الأعيان تحيط به شلة من أتباعه، و يحرص على حضور عروضها كل ليلة وكان يبالغ في التصفيق لها، ولم يكن إعجابه يتجاوز هذا الحد خصوصاً أنه لم يكن مسموحاً لأي رجل الإتصال بالعناصر النسائية في السيرك، وقد هداها هدية عن طريق خادمة له حيث كانت عبارة عن عروسة ففرحت بها نعيمه كثيراً.
كان علي الكسار قد سمع عن بهلوانات الشوارع فأتفق مع نعيمة مقابل تثني عشر جنيهاً في الشهر لتعمل هى وشقيقاتها في فرقته، وظهرت نعيمة في مسرح الكسار فبهرت الأنظار وهذا ما جعل بديعة مصابني تعرض عليهن العمل في فرقتها مقابل خمسة عشر جنيهاً، وكان ضمن فرقة بديعة فتاة تدعى تيشي تلقي مونولوجات على حركات رقص الكلاكيت، وكانت بديعة تشيد دائماً بموهبتها فأحست نعيمة بالغيرة منها.
وقررت أن تتعلم رقصة الكلاكيت وإلقاء المونولوجات فذهبت إلى مدرب للرقص ، ليعلمها فطلب أجراً كبيراً عن كل حصة ولم تكن مواردها تسمح بدفع هذا الأجر فقررت أن تعلم نفسها بنفسها ، وفي أحد الأيام أنتهزت فرصة غياب تيشي ودخلت حجرتها وسرقت الحذاء الذي كانت ترقص به ، ودهشت من قطع الحديد الموجودة في هذا الحذاء ووضعته في قدميها وبدأت في تقليد الرقصة ، وبعد ساعتين من التدريب المتواصل تعلمتها وأخذت الحذاء معها، وذهبت إلى عامل أحذية وطلبت منه أن يضع في حذائها قطع حديد مشابهة، وفي اليوم التالي أعادت الحذاء إلى مكانه وبدأت التدريب بحذائها ، وبعد أسبوع ذهبت إلى بديعة مصابني وطلبت منها أن تتيح لها فرصة تقديم رقصة الكلاكيت ، وبعد تردد سمحت بديعة لها وهى غير مقتنعة وعندما أنهت الرقصة صفقت لها بديعة بحرارة مع الجمهور.
وبرغم فارق السن إلا أن المخرج حسين فوزي تزوجها ونقلها من شارع محمد علي إلى فيلا بمصر الجديدة، وتوالت أفلامها ولمع نجمها في السينما وبعد عشرة أعوام من الزواج أنفصلت نعيمة عن زوجها في هدوء شديد بعد أن أخرج لها 15 فيلماً ، ومن ثم تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبد العليم وأنجبت منه أبنها الوحيد محمد صلاح الدين عبد العليم.
و قبل وفاتها كانت تعاني من مرض السرطان الذي أنهى حياتها بعد معاناه دامت لمده ثلاث سنوات.