يعد “خط بارليف” أحد أهم الأساطير الإسرائيلية التي زعم القادة الإسرائيليين قبل حرب أكتوبر 1973، أنه خط حصين من يحاول إقتحامه سيتحول إلى مقبرة لهم، وبعد حرب أكتوبر انهارت أسطورة “حصن بارليف المنيع”.
ما هو خط بارليف !!
سمى “خط بارليف” بذلك الأسم نسبة إلى “حاييم بارليف” رئيس الأركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 والذي اقترح بناءه.
و يبدأ “خط بارليف” من قناة السويس وحتى عمق 12 كيلومترًا داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة، وتم إنشاءه بعد حرب يونيو 1967، وهو خط خرساني شديد التحصين وأحد تطبيقات نظرية الحدود الآمنة لإسرائيل، حيث تكلف بناؤه نحو 500 مليون دولار، وقد شيدته إسرائيل على جبهة قناة السويس بطول 110 كم، و يحتوي علي 36 نقطة حصينة، المسافات بينهما 1 كم فقط في الاتجاهات المهمة، والواحدة منها كانت كفيلة بتدمير كتيبة مشاة مكونة من 900 جندي تقريباً.
وتحتوي النقطة الواحدة من نقاط “خط بارليف” على 26 دشمة للرشاشات، 24 ملجأ للأفراد، 4 دشم للأسلحة المضادة للدبابات، 4 دشم للأسلحة المضادة للطائرات، 3 مرابض دبابات، 6 مرابض للهاون، مرابض للمدفعية، 15 نطاقًا من الأسلاك الشائكة بينهما حقول ألغام.
وتم وصف “خط بارليف” حينها من قبل القادة الإسرائيلين، بأنه يمكن للدبابات الإسرائيلية أن تحتل مرابض الدبابات تحت ستار الساتر الترابي للتخفي من عيون القوات المصرية في الجبهة الغربية، واطلاق النيران على قوات العبور مما يكبدهم خسائر كبيرة، لكن الدبابات الإسرائيلية كانت لا تحتل مرابض الدبابات بصفة دائمة، وتحتفظ الدبابات بأماكن المرابض في حالات الطوارئ فقط.
“تحصينات بارليف”
كان خط بارليف يحتوي على تحصينات خرسانية وقضبان حديدية للحماية من القصف المدفعي والغارات الجوية، لتحمل أي ضربات مباشرة بالأعيرة الثقيلة، وجميع التحصينات كانت مغطاة بساتر ترابي يبلغ ارتفاعه 20 مترًا فوق الأرض بزاوية ميل 45 درجة.
وتضمنت تحصينات “خط بارليف” خزانات وقود تحت تحصيناته، الخزان الواحد يحتوى على 200 طن من المواد المشتعلة، يخرج منها مواسير كانت قدرتها كفيلة بتحويل سطح القناة لكتلة نار حتى 700 درجة مئوية لمدة من 15 إلى 30 دقيقة، مما ينتج عنه احتراق أي جسم على سطح القناة وتدمير فكرة العبور نهائيًا، كما احتوى الخط على مصاطب ثابتة للدبابات، بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف فى حالة استدعائها فى حالات الطوارئ.
قاهر أسطورة خط بارليف
اقترح اللواء “العبقري” المهندس باقي زكي يوسف، أحد مهندسي القوات المسلحة المصرية، في سبتمبر 1969، استخدام مضخات مياه بضغط عالي لإزاحة الرمال و فتح الثغرات في “خط بارليف”، وكان ذلك الحل الأمثل الذي نفذته القوات المسلحة المصرية في 1973 لإزاحة الساتر الترابي أمام الدبابات، وبرغم بساطه الفكرة إلا أنها أنقذت 20 ألف جندي مصري على الأقل من الموت.
إنهيار خط بارليف
وتم تدمير “خط بارليف” بالفعل في يوم 6 أكتوبر 1973، خلال ساعات معدودة، وسقط معه 15 موقعاً حصيناً، بالإضافة إلى حصار المتبقي وعبر أكثر من 30 ألف جندي مصري “خط بارليف” في 3 ساعات فقط وتم فتح عدة ثغرات بمضخات المياه لعبور المجنزرات.
وبدأ الجيش المصري الهجوم بالضربة الجوية، مستغلًا عنصري المفاجأة والتمويه الذان سبقا تلك الفترة، كما استغل عناصر أخرى منها المد والجزر واتجاه أشعة الشمس، في اختراق الساتر الترابي في 81 موقعًا مختلف، وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عالي، والتي قامت بشرائها وزارة الزراعة للتمويه السياسي، و تم الاستيلاء على أغلب النقاط الحصينة للخط بخسائر محدودة، وتم قتل 126جنديًا إسرائيليًا وأسر 161 آخرون، بينما لم تصمد إلا نقطة واحدة هي نقطة “بودابست” في أقصى الشمال في مواجهة بورسعيد.