“نجوم اعتبروا أعمدة المسرح”
كتبت: إسراء البواردي
المبدع الحقيقى هو الذى يستمر.. الجمهور فى المسرح يشبه المنخل.. والذى لا تتوفر لديه موهبة كبيرة يخرج وحده من الساحة ويستمر فقط أصحاب المواهب الكبيرة.
وتحكي الفنانة الكبيرة سميحه أيوب لجيلنا أخطاء فى بداية الطريق،فعندما كنت فى الفرقة القومية، قرروا تغيير مدير الفرقة من أستاذى زكى طليمات إلى الأستاذ يوسف وهبى واعترضت ضمن مجموعة من الشباب الرافض لهذا القرار، كنا عيال بنهبهب ولم ننضج بعد ولا نعرف قدر أستاذ كبير مثل يوسف وهبى، وكان بعضنا يقول على نجوم الفرقة القومية دول عواجيز، وهذا التفكير نتيجة لنقص الثقافة والنضج، وبعد أن كبرنا أكثر وقرأنا أكثر ودخلنا فى مهنة التمثيل أحسسنا بالذنب وأدركنا قدر أساتذتنا كلهم،من أحببناهم ومن اختلفنا معهم فى الرأى.
وتضيف في أحد اللقاءات التلفزيونية فى المرحلة السابقة تم تجريف الإنسان وليس المسرح وحده،ولكنى فى الحقيقة أجد بوادر تفاؤل وأزعم أن هذا العام بدأ المسرح ينفض تراب السنين من عليه وهناك عروض جميلة وتحمل أفكارا جيدة، وصدقنى الموضوع كله مرتبط ببعضه، فعندما تحب وطنك وتعشق كل حبة تراب فيه ينعكس هذا الحب على مختلف مجالات الحياة وأولها الفن.
وكان يوسف وهبي الممول الأول لهذا المشروع ، فأنشأ شركة مسرح باسم فرقة رمسيس في نهاية عشرينيات القرن الماضي.
أسس يوسف وهبي فرقة رمسيس المسرحية مع عدد من الممثلين الكبار مثل عزيز عيد وحسين رياض، ومختار عثمان، وأحمد علام، واُفتُتِح مسرح رمسيس في 10 من مارس عام 1923.
ثم بدأت الفرقة بمسرحية المجنون كباكورة لأعمالها المسرحية، عُرضت على مسرح راديو عام 1923، ويعتقد البعض أن يوسف وهبي هو الذي أدخل فكرة الموسيقى التصويرية.
وقدمت الفرقة بعد ذلك عددًا كبيرًا وصل إلى أكثر من 300 من المسرحيات المؤلفة والمقتبسة باللغة العربية أو بلغات أخرى منها الفرنسية، ونقلت العديد من مسرحيات الفرقة إلى السينما مثل : بنات الشوارع، كرسي الاعتراف، المائدة الخضراء، أولاد الفقراء، راسبوتين، وبيومي أفندي.
اهتم يوسف وهبي بتوعية جمهور المسرح، وتغيير الاهتمام بالمسرح إلى الاهتمام بالمسرح والفن، وقد عمل على احترام مواعيد رفع الستار، ووضع إتيكيتًا للممثل، متمثلًا في الحفاظ على المواعيد، ومنع التدخين في قاعات العرض، والالتزام بالنص، وتنفيذ تعليمات المخرج، وهو ما دفع الحكومة لتكليفه عام 1933م بتشكيل فرقتها المسرحية التي كانت نواة المسرح القومي فيما بعد.
ايضًا جذب المسرح صلاح ذو الفقار بقوة من السينما وقام ببطولة مسرحيات عديدة طوال مشواره الفني، وكان أول أعماله المسرحية هي مسرحية رصاصة في القلب أمام ليلي طاهر عام 1964 عن رواية الأديب توفيق الحكيم وحققت نجاحًا جماهيريًا ونال ذو الفقار استحسان النقاد عن دوره في المسرحية.
ثم قام ببطولة روبابيكيا للمخرج فايز حلاوة عام 1967 أمام تحية كاريوكا ونبيلة عبيد وكان عمل ناجح جماهيريًا ونقديًا.
وفي عام 1972 قدَّم ذو الفقار شخصية ابن عم لثلاث عوانس يبحثن عن زوج في عازب وثلاث عوانس وحققت نجاحًا جماهيريًا.
كان للعمل العام نصيب في حياة صلاح ذو الفقار الفنية حيث أنه تولي منصب وكيل نقابة المهن التمثيلية بعد فوزه في انتخابات النقابة عام 1986.