نائب رئيس البرلمان العربي: مصر ساهمت في إنجاح العملية السياسية الليبية
يرى نائب رئيس البرلمان العربي، حسن الطاهر البرغوثي، وعضو مجلس النواب الليبي، أن
المشهد في مجمله يدعو للتفاؤل، فمجرد تشكيل مجلس رئاسي متمثل في الأقاليم الليبية الثلاثة
” الشرق و الغرب و الجنوب ” بناءًا على مخرجات الحوار الليبي بجنيف، مع مراعاة التوازن و التمثيل
الواسع للشرائح، هو إنجاز و أمر إيجابي في مسار العمل السياسي الليبي، و الضرورة في الوقت
الراهن هو التشبث بالاجتماع على حكومة الوحدة الوطنية الليبية في محاولة لاستيعاب الكل
الليبي .
وأضاف خلال حديثه حول اخر مستجدات المشهد السياسي الليبي :”تسعى الحكومة الوطنية
الليبية جاهدة أن تظل دائما منفتحة على جميع أطياف الشعب الليبي، جميع القبائل، و جميع
المكونات المجتمعية، وبخطوات إيجابية وإن كانت بطيئة قليلا، لكنها تسير في مسارات جيدة، مبدئيًا
من خلال زياراتها لأغلب المدن الليبية وهو ما يعبر عن الهدف من تسمية الحكومة بالوحدة الوطنية
في محاولة لجمع شمل الجميع في ليبيا، بخلاف فترات انقسام سابقة، شهدتها حكومات سابقة،
لكن اليوم هي حكومة واحدة، يلتف حولها جميع أطياف الشعب الليبي، بمنأى عن أي اعتبارات أو
اعتراض أن تذهب هذه الحكومة الى أبعد مدينة ليبية.
وتابع :” في المجمل فمن حيث ما تقدمه الحكومة أرى أنه لا زال الأمر بحاجة لاستكمال العمل،
فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بقانون الميزانية العامة، الذي يصدر عن السلطة التشريعية، و الذي
في إصداره تصبح الحكومة في وضع قانوني طبيعي دون أعذار أو إحراج لحل جميع الأزمات
المتعلقة بالمواطن الليبي مباشرة أو الأزمات المتعلقة بالبنية التحتية الليبية،أيضا فيما يخص
القاعدة الدستورية و بعثة الأمم المتحدة و التي كما لاحظنا مؤخرًا من خلال تقرير رئيس البعثة لدى
ليبيا، فأنا أرى أن هناك ما يدعو للقلق، في ضوء ما استشعرته في حديثه من سعي للتوجيه أو
الضغط لإنجاح هذه القاعدة الدستورية، و هو ما يشير إلى تدخل مباشر، خاصة فيما يخص المسودة
أو المقترح الذي تقدم به إلى اللجنة المشكلة للنظر في القاعدة الدستورية.
نائب رئيس البرلمان العربي: دور مصر محوري بالمنطقة وتسعي لإعادة الاستقرار لكل الدول العربية
و من جهتي، أرى في ضوء إصرار البعثة الأممي و تمسكها بالعمل على القاعدة الدستورية، أن
الأساس الصحيح أن يتم عرض الدستور على الشعب الليبي، الذي لديه كامل الحرية بقبوله ليصبح
إنجاز كبير أو رفضه، الذي من بعده تأتي الحلول البديلة سواء كانت في قاعدة دستورية أو في انهاء
الهيئة التأسيسية، أو بتعيين لجنة جديدة للعمل على مشروع الدستور، فالحلول من وجهة نظري
كثيرة جدا و بناءا عليه أرى أن البعثة لا تسير في مسارها الصحيح .
أما فيما يخص ” المناورات الاخوانية ” و مدى تاثيرها على المشهد السياسي الليبي أكد البرغوثي
:” وفقا للواقع الحالي في ليبيا و الذي يستوجب النظر بعين اخرى مختلفة قليلا ، لأننا اليوم كما
سبق و ذكرت مجتمعون على قلب حكومة وحدة وطنية واحدة، في إصرارها على تحقيق مصلحة
ليبيا، بالتأكيد ليس هناك من يستطيع أن ينفي وجود هذا التيار السياسي أو هذه الأطراف، فهو أمر
واقع و إنهاءه أو إزالته من المشهد السياسي نهائيا في يوم وليله، في ظل الظروف التي تمر بها
ليبيا أراه مجرد حديث غير منطقي و غير عملي، لذلك لابد أن تكون رسالتنا أن يلتزموا ويشاركوا في
الإطار الذي يخدم فقط مصلحة ليبيا و هو نفسه الإطار الذي يضمن لها عدم تعرضها من جديد
للتدخلات الخارجية في شئونها، و سواء وفقا لتقييمي أو وفقا لتقييم المحللين السياسيين فإن
حكومة عبد الحميد الدبيبة لا يوجد بها هذا التيار بشكل كبير، كما أن تاثيره غير ملحوظ من خلالها.
على الصعيد الاخر و خاصة في ضوء ما أسفرت عنه زيارة رئيس الحكومة التونسية إليى العاصمة
طرابلس لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل خاص و في ضوء تعزيز العلاقات مع دول
الجوار و على رأسها مصر، أكد البرغوثي :” على الرغم من الظروف الصعبة التي تعرضت لها ليبيا
خلال السنوات الماضية من حروب و تدخلات خارجية و أزمات كبيرة ، فهي لا تزال تسعى جاهدة
سواء كان من خلال البرلمان أو الحكومة أو المجلس الرئاسي على تعزيز علاقاتها بالدول العربية و
كذلك علاقتها تحديدا بدول الجوار و على رأسها علاقتها بجمهورية مصر العربية و دولة تونس، و الكل
يعلم أن تونس مؤخرا تمر بظروف صعبة اقتصاديا و حسب معلوماتي فقد شهدت الزيارة الأخيرة
وعود كبيرة لعبور تونس محنتها الصعبة من خلال الاتفاق على مجموعة من الخطوات التي تساهم
في إنهاء أزمة تونس في رسالة مباشرة بأننا لن نترك تونس أبدا للتدخلات الخارجية التي لا يهمها
على الإطلاق خدمة مصلحة الدول العربية، و هو ما لاقى ردود فعل ايجابية في الشارع التونسي.
نائب رئيس البرلمان العربي:نسعي لتعزيز علاقتنا مع دول الجوار وخاصمة مصر وتونس
و أخيرا حول دور مصر في مسار عمل المشهد السياسي الليبي، أشار البرغوثي للمساهمة
الكبيرة لمصر في إنجاح العملية السياسية الليبية، مؤكدا أن هذا الدور المحوري سيظل محط إشادة
و تقدير من الجميع في ليبيا، و كذلك دعمها للحكومة الوطنية غير المشروط ، الذي جاء بتصريح
الرئيس عبد الفتاح السيسي، و كذلك التحرك السياسي و عمل الخارجية المصرية مؤخرا بارسال
بعثات دبلوماسية إلى ليبيا و التي سعدت و تشرفت بلقاء ممثل الفريق الدبلوماسي محمد ثروت
في العاصمة طرابلس و الذي من جهته أشاد بمسار العمل السياسي في ليبيا، مضيفاً:” هذه هي
مصر كما عودتنا جميعا كعرب حيث دورها المحوري الذي يسعى من اجل استقرار الجميع و حفظ
السلام و هنا لا يجوز إلا أن أشيد بدور مصر في القضية الفلسطينية، سواء فيما يخص قرار وقف
إطلاق النار أو قرار التبرع لإعادة إعمار قطاع غزة، بالإضافة إلى المساعدات المستمرة و علاج
الجرحى ، فهو حقيقي عمل كبير و إنجازعظيم ، يضاف لرصيد أم الدنيا ” مصر ” ، على أمل ان يخرج
الإخوة الفلسطينين من أزمتهم و يكون النصر حليفا لهم.
اقرأ أيضًا.. الرئيس يوجه بإعداد دراسة متكاملة لإنشاء ميناء المكس بين مينائي الإسكندرية والدخيلة