ميراث المرأة في الريف المصري.. «فريضة غائبة وآمال يائسة»
ميراث المرأة في الريف المصري.. «فريضة غائبة وآمال يائسة»
شًرع الله سبحانه وتعالى الميراث وحدده وقسمه بين المراة والرجل، حين قال تعالى: «لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا».
ولكن لازال الأهالي في بعض قرى الريف، يحرمون النساء من إرث الأراضي والأطيان، بزعم أن المرأة« لاترث أرضاً».
موقع« الرأي» تستعرض قصصاً من حياة سيدات ظُلمن من مسألة الميراث فبعضهن حُرمن بشكل تام منه، والبعض الآخر أُجبر أن يكون ميراثه أموالاً وليس أراض او أطيان.
قصص منع الميراث
كانت تساعد أشقائها في الأرض الزراعية، تعمل باليومية في أراضي الجيران لأجل توفير ثمن الأسمدة والكيماويات لأرضهم الزراعية، وحينما حان وقت زواجها.
تزوجت وتركت أرضها، على أمل الحصول على ميراثها من أبيها والمُقدر وفق للشرع« فدان ونصف»، من الأرض الزراعية، إلا أنها حينما طالبت بحقها رفض أشقائها.
« البنات لا يحصلن على أراضٍ» بل يتقاضين أموال على دفعات، هكذا لخصت«عزيزة .ص.م»، البالغة من العمر 33عاماً، مآساتها.
تقول عزيزة،« شقيت وتعبت وقولت علشان يبقى نصيبي حلو، ولما اتجوزت طالبت اخواتي بنصيبي من الأرض أزرع فيه بدلاً من البهدلة في أراضي الناس».
تستكمل،« فكان رفضهم هو الرد، قالولي البنت مبتورثش أراضي، ولا أطيان، البنت تخد فلوس وعلى دفعات، وعلى الرغم من زواجي منذ 4 أعوام لم أحصل إلا على 100 ألف جنيه على دفعات، حرموني من ميراثي».
تتابع،«ليا يجي مليون جنيه مخدتش غير 100 ألف ».
لم يكن حظ« نادية.ا»، البالغة من العمر نحو 40 عاماً، مختلفا عن حظ عزيزة، فالزوجة التي انتظرت ميراثها طبقاً للشرع.
حرمها أشقائها من الميراث،« قالولي الفلوس والمواسم وداخلتنا عليكي هي ميراثك، الأرض على قد الرجالة، لكن البنات تخد فلوس ويروح ليها مواسم وأعياد».
توضح نادية،« إخواتي مبسوطين مادياً وكلهم متوظفين، واستخسروا فينا الميراث، مع أن الميراث حق شرعه ربنا».
تشير،« لكن سكتنا أنا وشقيقاتي البنات، مفيش في أدينا حاجة نعملها، يمكن ربنا يهديهم وفي يوم من الأيام يفتكروا شرع ربنا».
رأي الدين
وفي وقت سابق، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن هناك عشر حالات شرع الإسلام فيها للمرأة أن ترث وتحجب الرجل عن الميراث، بل إنه لا يرث حتى إن وجد مكانها.
وأوضح «الأزهر» في توضيحه ميراث المرأة في الإسلام ، أن المرأة ترث ولا يرث الرجل، هي مسألة لها قسمان، هما: أولًا تحجب فيه المرأة الرجل، وله صور.
منها: إذا ترك الميت: بنتًا، وأخًا لأم، فإن البنت تحجب الأخ لأم، ولا يرث شيئًا بسببها.
إذا ترك الميت: بنتًا، وأختًا شقيقة، وأخًا لأب، فللبنت نصف التركة فرضًا، وللأخت الشقيقة باقي التركة تعصيبًا مع البنت.
لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بأن تجعل الأخوات مع البنات عصبة، ولا شيء للأخ لأب؛ لأنه حجب بسبب إرث الأخ الشقيقة بالتعصيب.