يغيب الجسد ولا تغيب البطولات .. منذ أيام قليلة مضت، غيب الموت عنا أحد أهم أبطال القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث فارق حياتنا القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والانتاج الحربي الأسبق، المشير الراحل محمد حسين طنطاوي، ابن منطقة عابدين في القاهرة، والذي ولد يوم 31 أكتوبر 1935م.
طنطاوي يتلاعب ب شارون !!!
كان للراحل شرف كبير، حينما داست قدماه رمال سيناء بعد العبور العظيم، حيث كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، التي استطاعت عبور قناة السويس، ورفع العلم المصري على الجبهة، بعد أن واجه وجها لوجه، قائد القوات الإسرائيلية حينها، “أربيل شارون” ، ففي يوم12 اكتوبر استطاع “طنطاوي” من الاستيلاء على نقطة حصينة تقع على الجانب الشمالي الشرقي من البحيرات المره, حتى أن الجنود الإسرائيليين لاذوا بالفرار ليلا.
خدعة جديدة.. والمكسب 60 دبابة !!!
بطولة جديدة تضاف الى سجل القائد العظيم، حينما قام بخداع العدو الاسرائيلي خلال المعركة التي عرفت باسم “المزرعة الصينية” حيث قرر “طنطاوي” وقف اطلاق النار نحو العدو لأيهامه، واغراءه على التقدم من خلال المنطقة الواقعة بين الجيش الثاني والثالث على الضفة الشرقية من قناة السويس، وبالفعل أكل العدو الطعم، وتقدم حتى أصبح قريبا جدا من مرمى النيران المصرية، ليقوم بعدها “طنطاوي” بحصار الجنود الإسرائيليين، ليفقد العدو نحو 60 دبابة.
“طنطاوي” كلمة السر في حروب مصر !!!
شارك “طنطاوي” في أربعة حروب خاضتها مصر منذ حرب 1956، كما شارك في حرب النكسة سنة 1967، وبعدها في حرب الاستنزاف، الى أن توج بالنصر هو وزملائه الأبطال من قواتنا المسلحة في السادس من أكتوبر العاشر من رمضان.
مجرد بداية..
الغريب واللافت للنظر، أن بطولات “طنطاوي” لم تنتهي عند هذا الحد، أو بعد انتصار مصر، في أهم حروبها على مر التاريخ، بل كان للقدر رأي آخر، في تجسيد بطولات محمد حسين طنطاوي، الذي لعب دورا كبيرا، ومحوريا بعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك، أثر اندلاع ثورة 25 يناير، ليتولى بعدها زمام الأمور في البلاد بصفته رئيسا للمجلس العسكري، حتى قيام محمد مرسي العياط بحلف اليمين ايذانا بتولية مقاليد البلاد.
شهادة للتاريخ
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي من تبرئة ساحة المشير الراحل طنطاوي من أي أحداث عنف شهدتها البلاد خلال الأعوام التي تلت ثورة 25 يناير بل تابع السيسي شهادته للتاريخ ان المشير محمد حسين طنطاوي قاد البلاد في فترة عصيبة للغاية لكنه استطاع ادارة الأمور بكل حكمة واخلاص ولولاه لدخلت الدولة المصرية في النفق المظلم والانهيار وحتى الى الحرب الأهلية لكنه خرج بمصر من هذه المرحلة الخطيرة بأقل الأضرار.
“طنطاوي” في سطور ..
ولد محمد حسين طنطاوي في القاهرة عام 1935م من أسرة نوبية وتخرج من الكلية الحربية في عام 1956 ثم درس بكلية القادة والأركان بعدها شارك في حروب 67 و حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة الذي أتاح له الحصول على نوط الشجاعة العسكري ليعمل بعدها ملحقا عسكريا عام 1975م في باكستان وأفغانستان ليصبح عام 1991م وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة قبل أن تتم ترقيته الى رتبة المشير عام 1993م وبقي في منصبه حتى عام 2012، قبل أن يقوم الرئيس المخلوع محمد مرسي العياط، من اسدال الستار، على مسيرة أحد أهم قادة القوات المسلحة، في تاريخ العسكرية المصرية ليلاقي ربه يوم 21 سبتمبر 2021م.