كتب – كمال القديري

إعتادت إثارتها للجدل وللفتنة بين المصريين والكويتين، على الرغم من أن البلدين بينهما أخوة ومحبة وهم شعب واحد، فمبناسبة وبغير تجدها تنتقد المصريين، آخرها في أغسطس العام الماضي، حين هاجمت العمالة المصرية في الكويت، حيث وصفت إصدار الكويت 98 ألف تصريح عمل جديد لمواطنين مصريين للعمل في الكويت خلال العام 2018، غالبيتهم بلا مؤهل جامعي”، هو بمثابة “جريمة في حق البلد وكارثة بكل المقاييس، هي صفاء الهاشم، النائبة الخاسرة بمجلس الأمة الكويتي.

صفاء الهاشم التي خسرت مؤخراً مقعدها في مجلس الأمة الكويتي والتي ردت عليها وزارة الخارجية على ذلك بكلمة “لا تعليق”، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الهجرة المصرية مها سالم، إن الوزارة لا ترد على مثل هذه التعليقات، ولم تتوقف عن توجيه الانتقادات والأحاديث السلبية للمصريين، زاعمة أنهم ينقلون فيروس كورونا للكويتين.

وتصدرت صفاء الهاشم موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وذلك بعد خسارتها في الانتخابات البرلمانية الكويتية، فتصدر هاشتاج “#صفاء_الهاشم” تريند “تويتر” في مصر، وعمت مظاهر الاحتفال والسخرية بين الرواد من الهاشم، التي دائما ما كانت تتعمد الإساءة إلى الشعب المصري.

فعقب إعلان سقوط الهاشم، كتب أحد المغردين: “‏يا سلام كفوا والله أبطال الكويتيين خبر سعيد صفاء الهاشم صاحبة الصوت المزعج ذهبت إلى مزبلة العنصرية”، فيما دون مغرد آخر: “‏سقوطها طبيعي في دولة بها ديمقراطية واقتراع ونزاهة بالانتخاب والتصويت وإعلام حر شريف، هكذا هي الحضارة الحقيقة، ومصر والكويت أيد واحدة ضدك.

وفي اغسطس وجهت الهاشم، تهمة التقصير لوزيرة الهجرة المصرية في عودة المصريين في الكويت والتكاسل في إرجاعهم، رغم أن الوزارة أجرت العديد من الرحلات في سبيل عودة المصريين من هناك، وهو ما دفع عددا من الشخصيات الكويتية الشهيرة لانتقاد تصريحات النائبة الكويتية السابقة والرد عليها تقديرا لمكانة مصر، فبادلها الكويتيون والمصريون حينها الهجوم عبر هاشتاجات تطالب بمحاكمتها.

وذكرت صحيفة “القبس” الكويتية، أن 50 عضوًا قد فازوا بعضوية المجلس أبرزهم مرزوق الغانم رئيس المجلس الحالي، لتغير تركيبة المجلس بنسبة بلغت 62%، حيث لم ينجح من أعضاء مجلس 2016 إلا 19 نائباً في سيناريو مكرر للانتخابات التي أجريت في 2016، وغلبت الوجوه الجديدة على معظم الدوائر بنسبة تجاوزت 42%.

واكدت النتائج خسارة جميع المرشحات الـ28، وعلى رأسهن صفاء الهاشم، التي كانت نائبة في المجلس لأكثر من دورة برلمانية، وكشفت النتائج المعلنة، اليوم، عن نسبة تغيير في تركيبة المجلس جاوزت الـ60%.

وتغيب الهاشم، عن البرلمان الكويتي للمرة الأولى منذ عام 2012، وذلك بعد سقوطها المدوي في انتخابات 2020، فكانت أول خطواتها البرلمانية في انتخابات فبراير 2012 التي خسرتها، وأقامت دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية، طعنا في المرسوم الأميري بحل المجلس المنتخب عام 2009، والدعوة لانتخابات جديدة، وبالفعل قبلت المحكمة الدعوى وقضت بحل المجلس المنتخب، وأعيدت الانتخابات في ديسمبر من العام نفسه، وفازت الهاشم، بمقعد في البرلمان، قبل قرار الأمير صباح الصباح في ذلك الوقت بحل المجلس، وإصدار مرسوم بتعديل قانون الانتخاب.

وبعد ما حلت المحكمة الدستورية الكويتية، مجلس الأمة 2012، جرى تنظيم انتخابات جديدة في يوليو 2013، فازت فيها الهاشم، بمقعد عن الدائرة الثالثة، ولكن لم يمر وقت طويل حتى قدمت استقالتها من المجلس التي وافق عليها رئيسه في ذلك الوقت.

لم تتحمل صفاء الهاشم، أن تظل بعيدة عن البرلمان، حيث عادت وترشحت في انتخابات مجلس الأمة في 2016، ولكن تصريحاتها غير المسؤولة كادت أن تبعدها عن السباق، وذلك بعد ما نشرت تغريدة تنتقد فيها أحد أعضاء المجلس، واعتبر القضاء الكويتي، التغريدة، سبا وقذفا، وحكم عليها بغرامة 150 دينارا بتهمتي السب وإساءة استعمال وسائل الاتصالات الهاتفية، وبالتالي استبعدتها لجنة فحص المرشحين بوزارة الداخلية من الترشح لانتخابات بسبب عدم توافر شرط حسن السمعة، ولكن محكمة النقض أعادتها إلى السباق قبل يومين من التصويت، ونجحت في تلك الانتخابات، لكنها خسرت في 2020 بسبب انتقاداتها.