ساحة الرأي

محمد حراز يكتب مصر والرئيس والتاريخ

 

رسمت بمدادى وقلمى حروفاً وكلمات لم تكن معروفة من قبل في سلالة DNA ولم تُكتشف بعد فى جينات الأبجدية العربية، ولم يتعرف عليها أبناء الساموراي من قبل..

كانت أول كلماتى التي ظهرت أمام عيناي هي (وطن .. انتماء .. جيش بلادي) وكانت بكرية حروفى التى لم تعرف طواحين اللغة، أو رسائل الشعراء المكتوبة فى الليالي السرمدية؛ لها عنوان هي مصر فعنوانها كل الدنيا..

باختصار هذه هي سيرة حياة رجل اسمه عبدالفتاح السيسي، رجل هو أيقونة حب وعطاء لوطنه، سيرة رجل حمل خيوطا بيضاء منسوجة من الكتان تسمى عند العامة أكفانا، لكن لها عنده اسم آخر “أوسمة”، حملها فوق زراعَيهْ وواجه العالم كله بقوة وصلابة ورباطة جأش، مهما كانت التضحيات..

لكن أرانى تعجلت في الكتابة وكدت أختم مقالى على عجلة من أمري؛ فاسمحوا لي أن أعود إلى الوراء قليلا، فمنذ بداية الأحداث في أواخر 2010 كانت أصابعي تعبث بالريموت يمينا ويسارا لأتنقل بين الفضائيات، والبرامج السياسية والنشرات الإخبارية علْي أجد معارضا مصريا وطنيّا مخلصا من بين المئات من المعارضين الذين عجّت بهم تلك الفضائيات وقتئذ علي مدار اليوم الكامل، حتى أصبحوا في حياتنا مثل الملح الزائد في الطعام.

أصدقكم القول بأنني رأيتهم جميعا ليس بينهم معارض واحد يحمل مشروعاً سياسياً وطنياً بلا أحقاد شخصية، وبلا دوافع خارجية، وبلا أمراض دفينة بين جوانح أضلاعه؛

فالشعب الذي خرج وملأ الميادين في يناير خرج ليغيّر واقعا بالفعل كان لابد من تغييره، بعد أن تحكم في قوت يومه ثلة من رجال الأعمال الفاسدين، هذا الشعب كان في أمسّ الحاجة لمعارضة وطنية صالحة ومخلصة تشير إلى الأخطاء .. تملك الحلول وتطرحها خدمة للوطن .. لمصالحه العليا؛ لا لتنفيذ أجندات خارجية وَضِعت لتفتيت البلاد وتمزيق الجيوش.
كنت أغلق التلفاز وأعيد تشغيله من جديد علّي أجد ذلك المعارض السوبرمان بكل نيّة حسنة وانفتاح فكريّ وسياسي، فتشت ونقبت كثيرا عن هذا المعارض الذي ينقذ بلدي من ذلك المستنقع ومن هذا الوحل و ذاك المصير المحدق بالوطن، الذي تتربص به الحيات والأفاعي الغريبة والقريبة..

وفجأة وبعد أن سلمنا أنفسنا لثلة أبطنت الحقد والتآمر، وأظهرت الحب والإبتسامات الصفراء؛ رأينا الوطن يواجه أزمات سياسية كبرى رأيناه ينزف ويصرخ من شدة الألم، انه في حاجة سريعة لزراعة قلب جديد، قلب يضخ دماء جديدة بعد أن فسدت كليتيه وفسدت دورته الدموية وانسدت شرايينه
ليبدأ مشوار البحث عن جراح يقوم بهكذا عملية كبيرة وخطيرة كتلك، فعملية زرع قلب لا يمكن البدء فيها إلاَّ بعد الانتهاء من ظهور نتائج الفحوصات والتحليلات المخبرية للتأكد من قبول الجسم للعضو الجديد وإلا سيعتبره الجسد دخيلاً تستنفر لمواجهته دفاعاته الحيوية وهو ما يعني خطر الموت.

وبالفعل جاءت النتائج مبهرة في 30/6 ذلك التاريخ الذي ظهرت فيه تلك النتائج والتي ملأت ميادين مصر تنادي باسم الجراح عبد الفتاح السيسي..

وتمر السنوات وراء بعضها، ليواجه الجراح آفات الداخل والخارج، آفات لها أنياب من الفساد، وآفات سوداء نبتت وترعرعت هنا وهناك في أحضان الماسونية العالمية.

عازمة على إنهاك الجسد وإضعافه وعدم تركها له الفرصة ليلتقط انفاسه، الأمر الذي يستوجب من الجراح ضرورة حقن الجسد بكميات كبيرة من البلازما، واستبدال فصيلة الدم لإعادة دورة الحياة من جديد ليعود الجسد إلى ربيع الحياة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى