ساحة الرأي

محمد حراز يكتب: كارثة في الطريق

محمد حراز يكتب: كارثة في الطريق

 بينما تخطو مدينة رشيد خطوات كبيرة وثابتة نحو عالم جديد ومتطور، وبينما هي في طريقها لتكون واحدة من كبريات المدن العالمية.

نقرأ على الصفحة الرسمية للوحدة المحلية لمدينة رشيد أن متوسط ما يتم رفعه يومياً مِنْ قمامة في رشيد وقراها يتجاوز 150 طنا، أي ما يساوي 45 ألف طن سنوياً، وهذا باعتراف الصفحة نفسها، كما هو مدون وتظهره الصور – المأخوذة شوت سكرين من الصفحة الرسمية!!

الرقم كبير وخطير، بل إنه رقم كارثي، ولكن الأخطر والأكبر كارثية هو كيفية التخلص منها وفى أي مكان؟!

محمد حراز يكتب: عفوا “نظام إدارة منظومة المخابز” فهناك حلول أخرى

المخيف في الموضوع هو الإجابة على هذا السؤال؛ لأننا إذا رجعنا إلى سجلات مصنع تدوير القمامة بمدينة إدكو، والمنوط به توريد القمامة إليه، فسوف نُصدم بأن سيارات الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد لا تذكر بتلك السجلات إلاّ نادراً…

أيها السادة لن أخوض الآن في كيفية التخلص من تلك الأطنان الناتجة عن أهالي رشيد وقراها، فهذا ليس صُلب موضوع تحقيقنا، بل الأهم لنا الآن، وللأجيال القادمة بشكلِ أهم، هو كيف يتم العمل وبأسرع وقت ممكن على توفير قطعة أرض يُقام عليها مصنع لتدوير القمامة يختص بمركز ومدينة رشيد؛ تفادياً ومنعاً لكارثة بيئية ضخمة عندما نجد أنفسنا وجها لوجه أمام مشكلة قد يستحيل علينا إيجاد حلٍ لها؛ عندما نعجز عن توفير أماكن للتخلص منها؛ وقتئذً لن نجد مقالب وسيطة داخل أو خارج المدينة، أو مدافن لها مدمرة ومخالفة للبيئة، وستنتشر القمامة في الشوارع والأزقة والحارات الضيقة، وبصورة لن يمكننا التعايش معها في ظل ارتفاع درجات الحرارة التى أحدثتها التغيَّرات المناخية، والمنتظر زيادتها سنويا.. وقتها ستنتشر الأوبئة وستنتشر معها الأمراض وتحاصرنا حصارا لا هوادة فيه..

محمد حراز يكتب.. رسالة إلى الرئيس السيسي

لذلك فإنه لابد من العمل، وبشكل سريع، على توفير قطعة أرض مناسبة لنقيم عليها مصنعا لتدوير القمامة، حتى يمكننا تدوير قمامتنا بأنفسنا، قبل فوات الأوان..

كارثة في الطريق

الآن يا سادة، وليس لوقت طويل، ما زال بإمكاننا تحويل هذا الضرر إلى فوائد يُستفاد منها، فما سنعُده بالغدِ كارثةً، قد يُعد اليوم ثروة طائلة، إذا أحسنَّا التعامل معه. ويؤسفنى أن أقول أن ما نتحدث عنه اليوم باعتباره خطرا يهدد حياتنا ومستقبل أبنائنا هو فى حقيقته ليس إلا ثروة مهدرة ومفقودة بفعل تراخي المعنيين..

ثروة ستحول المخاطر المنتظرة إلى فرص عمل جديدة وأطنانا من السماد العضوى، وبابا واسعا يكون مدخلا إلى رشيد حضارية تليق بما يخطط لها، وليس فقط بيئة نظيفة خالية أمراض التلوث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى