محمد حراز يكتب.. رسالة إلى الرئيس السيسي
لا غافلا أو متغافلا .. ولكن متعشما آملاً
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية
تحية احترام وتقدير لسيادتكم
وبعد
سيادة الرئيس إنه لصرحٌ عظيم هذا الذى تم تشييده على أرض المدينة السكنية برشيد الجديدة، بعد أن أطلقتم سيادتكم إشارة بدء الأعمال بها منذ أربع سنوات تقريبا، فهي حقاً عمارات يبتسم الرائي لجمال منظرها وروعة تصميمها.
ولكن… ولست أدرى كيف أصيغ ما أهدف إلى قوله؛ فأنا أعلم علم اليقين أن أسعار تلك الإنشاءات محكومة بحسابات اقتصادية دقيقة، من حيث التكلفة الفعلية للإنشاءات والفوائد البنكية لرأس المال المستثمر فيها، لكنني أعلم أيضا حقيقة الأوضاع الاقتصادية لأهالينا في رشيد، تلك الأوضاع التي جعلت هذا الصرح العظيم كسراب الماء في الصحراء، لا يمكن للعطشان بلوغه، رغم كونه حقيقة وواقعا ملموسا.
لكننى سأحاول مدعوما بثقتى فى حرصكم الملموس على توفير حياة كريمة لمن لم يكن لهم فيها نصيب فيما مضى من سنين؛ ويقينى بأن صوت الرحمة بداخلكم له دوى يعلو على صوت الأرقام والحسابات، فقررت أن أغض الطرف عن المنطق الاقتصادي، لا غافلا أو متغافلا ولكن متعشما آملاً، وأن أهمس لكم بالواقع الاقتصادى للغالبية العظمى من الأسر في مدينتي.
رسالة إلى الرئيس السيسي
فخامة الرئيس.. لعل التقارير التي قُدمت لسيادتكم بشأن مدينة رشيد قد جانبها الصواب، لكن الأكيد أن الأغلبية العظمى من أهل مدينتى يعيشون تحت خط الفقر، بشكلٍ أو بآخر؛ فليست الأبراج المنتشرة هنا يا فندم مقياساً أو دليلاً على ثراء أهل المدينة؛ فمالكوها ربما يزيد عددهم قليلاً عن العشرة أفراد، وخلف تلك الأبراج هناك أناس لا يجدون طعام يومهم؛ لذلك فإن الأسعار التى أُعلنت كانت لهم كصدمة ما بعد الحلم، فالمبالغ خيالية بالنسبة لأسرة لم تتمكن رغم طول السنين من هزيمة الفقر، ولا بالنسبة لشاب في مقتبل حياته، فمن أين سيأتي الشباب بتلك المبالغ الضخمة، فأقل شقة مساحتها مائة متر يصل ثمنها إلى 470 ألف جنيه.. بالتأكيد هو خيال بالنسبة لشاب تخرج من الجامعة منذ سنوات وما زال يبحث عن فرصة عمل بين الأمواج طلباً لحلمه بالهجرة إلى أوروبا علَّه يستطيع توفير سكن مناسب يعيش فيه، بعد أن أغلقت شركات الغاز المنتشرة على سواحل مدينته أبوابها في وجهه..
محمد حراز يكتب: الجنرال إكسهام يؤدي التحية العسكرية للشرطة المصرية
سيادة الرئيس إنَّ شركات الغاز والبترول المنتشرة على سواحل المدينة والمشاريع المقامة هنا وفرص العمل بها ليست لشباب رشيد اللهم إلاّ قلة قليلة عرفت كيف تغتنم الفرصة بصورة أو بأخرى، عن طريق مجموعة منتفعة ومعروفة، وأغلبهم جاءوا من مدن أخرى!
فخامة الرئيس لن ننسى يوم وجهت سيادتكم الدعوة إلى الشباب بالقدوم إلى هنا وقلت لهم “من يرد عملاً فليذهب إلى رشيد” كلمات أصابتنا حقيقة بالذهول كيف وشبابنا لا يجد هنا فرصة عمل؟ كيف وهو الذي ارتضى بالغربة خارج البلاد وربما عاش غريبا في بلده؟!
محمد حراز يكتب: احذر أن تكون جاسوسا!!!
سيادة الرئيس اسمح لي أن أقول بصراحة بأن الأغلبية العظمى من الشباب هنا بلا عمل وبلا وظيفة، ولا يعدو الكثير منهم إلا رفقاءَ لكراسي المقاهي.
فخامة الرئيس نحن ننتظر إنصافا .. للشباب .. للأمهات .. للآباء فكلنا يحلم بمسكن مناسب بسعر مناسب نتمكن من دفع أقساطه دون أن نضطر لتوفير وجبة من طعام أطفالنا .. أو من دوائهم، ودون أن نلجأ إلى الاقتراض من البنوك .. أو جمعيات رجال الأعمال، فلن يستطيع من يسعى خلف قضاء يومه أن يوفر أعباءها، فالأرزاق فى مدينتنا لها طبيعة خاصة فأغلبها من العمالة غير المنتظمة.
كما نحلم مع أبنائنا بمشروعات كالتى نراها على أرض مدينتنا؛ ليجد شبابنا من خلالها فرص عمل مستقرة .
محمد حراز يكتب: أرجوك لا تنزع القناع
سيادة الرئيس ويبقى ميناء رشيد هو بارقة الأمل التي تداعب أحلام الشباب وتُمنيهم بوظيفة أو عمل على أرض مدينتهم فكفى ما ضاع منهم من أماكن في الشركات الأخرى.
سيادة الرئيس صاحب الوعد الصادق حفظكم الله الذي ولاكم على مصر فحفظتموها باسمه الحافظ ونصركم على أعدائها دُمْتُمْ ودامت مصر حرة آبية عظيمة قوية ينكسر عند إرادتها كل طامع ويفسد عمل المفسدين.