محمد حراز يكتب حقيقة ملوك الهكسوس الذين لقبهم البعض بالفراعنة
The truth about the Hyksos kings who were called pharaohs by some
يقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس المولود بالقدس عام 38 م: إن «مانيتون» السمنودي المؤرخ المصري كتب عنَّا (أي اليهود) ما يأتي، وإني سأقتبس كلماته كأني قد وضعته في قفص الشهادة: «لا أعرف لماذا قد نزلت بنا في عهد توتيمايوس Tutimaeus (تحتمس) صاعقةٌ من غضب الإله، فقد تجرَّأ قوم من أصلٍ وضيعٍ من الشرق على غزو بلادنا، وقد كان مجيئهم أمرًا مفاجئًا،.
وقد تسلَّطوا على البلاد بالقوة في غير صعوبةٍ، وبدون نشوبِ واقعة حربية، وبعد أن تغلَّبوا على الرؤساء أحرقوا المدن بوحشية، وأزالوا معابد الآلهة من أساسها، وساروا في معاملة السكان بكل قسوة ووحشية، فقتلوا البعض شر قتلةَ، وسبوا النساء والأطفال، وفي نهاية الأمر نصبوا واحدًا منهم اسمه «سالاتيس» ملكًا، واتخذوا مدينة «منف» مقرًّا له، ففرض الضرائب على الوجين القبلي والبحري، وترك له حاميات في الأماكن التي كانت أعظم صلاحيةً للدفاع.
وقد أمَّنَ جناحه الأيمن بوجه خاص؛ لأنه كان يتنبَّأ بما عساه أن يحدث من اغتصاب الآشوريين بمهاجمته عندما تزداد قوتهم في المستقبل.
ولما كشف في مقاطعة «سترويت Sethroite» عن مدينة حسنة الموقع مقامة على الجهة الشرقية من فرع «بوبسطة»، عمل على بنائها من جديد، وحصَّنَ جدرانها ووضع فيها حامية يبلغ عددها نحوًا من ٢٤٠٠٠٠ رجل مسلحين لحماية حدوده، وكان قد اعتاد زيارة هذا المكان كلَّ صيف لتوزيع الجرايات ودفع أجور الجنود من جهة، وكذلك ليُلقِي عليهم دروسًا هامة في فنون الحركات الحربية،
ولسبب آخر وهو بث الخوفَ والرعب في قلوب الخصوم من جهة أخرى، ثم توفي بعد أن حكم البلاد تسع عشرة سنة» ثم جاء الملك «بنون» سار على نهح سلفه وحكم ٤٤ سنة.
ثم الملك «أبا خناس» حكم ستًّا وثلاثين سنة وسبعة أشهر، ثم الملك «أبو فيس» حكم إحدى وستين سنة، ثم الملك «يناس» حكم خمسين سنة وشهرًا،ثم الملك «أسيس» حكم ٤٩ سنة وشهرين. وقد كان هؤلاء الملوك الستة الذين يعتبرون حكامهم الأول، يطمعون باستمرارٍ في محو هوية الشعب المصري، وكان شعب هؤلاء الغزاة يُسمَّون «هكسوس».
ومعنى الاسم «ملك الرعاة»؛ وذلك لأن كلمة «هك» معناها في اللغة المقدسة «ملك»، أما كلمة «سوس» فمعناها في اللهجة الدارجة «راعي» أو «رعاة»، ومن ثَمَّ كانت الكلمة المركبة «هكسوس».