محمد حراز يكتب حتشبسوت ملكة الملكات
الإسم : غنمت آمون حتشبسوت
اسم الشهرة : حتشبسوت
تاريخ ومكان الميلاد : 1507 ق.م مصر القديمة
تاريخ ومكان الوفاة : 16 يناير 1458 ق.م وادي الملوك
مكان الدفن : تم دفنها في مقبرة حملت رقم 20 ثم قام الكهنة بنقلها إلى المقبرة رقم 60 الخاصة بمرضعتها.
الأب : الملك تحتمس الأول
الزوج : تحتمس الثانى
الأبناء : ﻨﻴﻔﻴرو رع
الجد: أحمس
تعد واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ مصر القديمة. تزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، فأصبحت الوصية على عرش مصر والحاكم الفعلي للبلاد ..
منعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح “فرعونا”، إلا أن حتشبسوت أكدت أنها ذات دم ملكي نقي باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكة على البلاد ..
ولدت حتشبسوت في عام 1507 قبل الميلاد، وهي الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول ويعتبر الملك أحمس الأول صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس، هو الجد الأكبر لحتشبسوت، ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية التي تنتمي إليها ..
نقلت لنا البرديات والنقوش أن القدر تدخل فجعلها الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق وقد تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء ..
ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء، كأي فرد من زملائها، مثل أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، والأمراء والأميرات الصغار، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة، وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة، كما تفعل كثير من مدارس مصر في وقتنا هذا ..
تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، على عادة الملوك الفراعنة، الذي لم يكن يمتلك مقومات تجعله يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت، فأنجبت منه ابنا وبنتين، ومات الابن في طفولته، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار ..
لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم، فقد واجهت بكل إصرار وتحد وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل ..
بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين، عند وفاة والدها (تحتمس الأول)، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش ؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحتمس الأول على العرش ..
لكن، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم ؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشترك معها أخوها غير الشقيق تحتمس الثاني في الحكم، ذلك الشخص النحيل واهن الصحة، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا ..
ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج، فقد كانت كل الظروف ضدها، وبدأوا يعدون لزواجها من تحتمس الثاني وبهذا حصل تحتمس الثاني على شرعية الحكم، ولا يعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب ؛ ولكن بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء لسحقهم وتخليد اسمه وسط أسماء الملوك كما كان يفعل أبواه تحتمس الأول وأحمس العظيم ، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة على الخارجين عن حكمه ..
كان تحتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت، وكانت في الحقيقة حتشبسوت هي التي تدير أمور الدولة، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار، وكانت صاحبة الأمر والنهي، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أن تحتمس الثاني سائر في طريق الموت، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت؟
لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش، لينفذ القدر مشيئته لتحكم حتشبسوت البلاد في النهاية بمفردها، فسُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها لهذا الترتيب العجيب، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت ..
وتبقى الملكة حتشبسوت سيدة القلوب، وعظيمة العظيمات، وأفضل النساء، والمرأة القوية التي هزت الدنيا وغيرت الرياح في اتجاهها، وجعلت الجميع ينحنون إجلالاً وتعظيمًا لتلك المرأة التي ملكت الجميع بجمالها، وسحرها، وقوة شخصيتها ..
فتحية احترام وتقدير لملكة الملكات وآسرة القلوب الملكة حتشبسوت على الرغم من نهاية حياتها الحزينة ..
كيف ماتت ملكة الملكات و ما هو السر الذي دفن معها..
هذا ماسنعرفه في المقال القادم