ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب الملك الشهيد كاموس

الملك الشهيد كاموس

الشهرة : الملك

الأب : سقنن رع

الأم : إياح حتب

الزوجة : أعح حتب الثانية

الأشقاء : أحمس الأول

الأبناء: أحمس الثاني _ سات كاموس

فترة الحكم : 1555–1545 ق.م

الأسرة الفرعونية : الأسرة السابعة عشر

تاريخ ومكان الميلاد : 1583 ق.م طيبة

تاريخ ومكان الوفاة : 1545 ق.م وادي الملوك الأقصر

ولد كاموس وعاش في بيت ملكي وسمع من أبيه الملك سقنن رع أن الهكسوس فصيل همجي أرهق شمال البلاد من فرض للضرائب إلى مصادرة الأملاك، ومن القتل والتشريد إلى القهر والاستعباد ولابد من مواجهتم وطردهم من كافة أنحاء البلاد ..

ويخرج الشاب كاموس وشقيقه أحمس بصحبة والدهم الملك المصري العظيم سقنن رع لملاقاة هؤلاء الهمج الهكسوس لتبدأ أولى معارك التحرير التى صورها الفنان المصري القديم على جدران المعابد ليسقط الملك «سقنن رع» شهيدًا في معركة التحرير الأولى معركة الشرف والكفاح لإزاحة الاحتلال الهكسوسي البغيض، ويأتي ولده الأكبر كاموس ليستكمل مسيرة والده البطل؛ وتوضح مومياء الملك البطل سقنن رع التي تم نقلها من المتحف المصري بميدان التحرير إلى متحف الحضارة توضح موته متأثرًا بجراحه في المعركة..

يتولى بطل قصتنا الملك العظيم كاموس الحكم في ظروف غاية في الصعوبة، الأب قُتل في معركة تحرير لم تكتمل، والعدو متربص للانقضاض على جنوب البلاد وبعض الأمراء أرهقتهم الحرب، وكأني أرى الأم العظيمة الملكة إياح حتب تقف أمام أبنائها ووسط الجيش العائد بجثمان زوجها شهيد الحرية تقف شامخة وتقول فرسان مصر العظماء الذين لم تنكسر لهم درع ولم ينحنى لهم سيف أنتم رفعتم رؤوسنا ورفعتم راية البلاد في سماء النصر .. لم تفروا من عدو .. لم ترحموا خائن، فهل سنترك اخوتنا وأبنائنا في الشمال تحت حكم يسقيهم مرارة الاحتلال ويذقيهم القهر ويريهم ألوان من الاستعباد ..

حينذء يخرج الشاب كاموس كالأسد الكاسر قاطعا هذا الصمت الرهيب فيقول: ياملكة البلاد نعاهدك ونعاهد أبانا أنه لن يقر لنا قرار ولن تهدأ لنا سكينة حتى نطهر البلاد من هؤلاء الهجين المغتصب ..

 

يرتب كاموس الأوضاع في الداخل ويحدد الأعمال للأمراء كل في ديوانه ويأمر بالدعم المطلق للمزارعين وذلك لتأمين حاجة البلاد من الأطعمة وقت الحرب الذي قرر ألا يعود للجلوس على عرشه حتى جلاء وطرد هؤلاء الهمج من الأسيويين الهكسوس الذين جثموا على صدور المصريين قرابة قرن ونصف من الزمان أو يلحق بأبيه..

ويخوض كاموس غمار حرب التحرير ضد الهكسوس خلال العام الثالث من حكمه، وتتساقط رؤوس المحتل تحت ضربات الجيش المصري العظيم وتبدأ البلاد تتهواى واحدة تلو الأخرى؛ فاستولى كاموس على مدينة “نفروسي Nefrousy” التي كان يحكمها أحد عملاء الهكسوس، وتقدم بجيشه إلى أطراف أفاريس عاصمة الهكسوس “صان الحجر حاليا، لكنه لم يستولى عليها، فقد شعر بالخطر الداهم يهدد مؤخرة جيشه بسب هجمات أمير “كوش” الذي كان قد انضم إلى ملك الهكسوس”أبوفيس” فقد كان هذا الخائن يضمر لكاموس الضغينة لقيامه بغزو الأراضي النوبية والإستيلاء على بوهن.

وفي العام الرابع والأخير من فترة حكمه يقوم بالإبحار شمالا عبر نهر النيل، وكان قائد الاسطول هو شقيقه احمس وظل يقاتل تجمعات للهكسوس فيهدم حصونهم وهو في طريقه إلى الشمال فسرعان ما تعلن قرى كاملة الإستسلام، أما مدن الهكسوس الكبرى التي كانت تقابله بمواجهة قوية كان يقوم بحصارها ويقوم بقطع الإمدادات عنها ليفصلها عن باقى مملكة الهكسوس حتى وصل إلى أواريس، وقد عثر في عام 1954م على لوحتين أقيمتا في الكرنك لتمجيد انتصارات الملك كاموس على أبوفيس ملك الهكسوس وتتحدث إحدى هاتين اللوحتين عن انتصار كاموس في أواريس عاصمة الهكسوس في الدلتا وتفاصيل الأستراتيجية التي اتبعها وعودته منتصرا إلى طيبة..

وأثناء تفقده لجرحي العدو الذين سقطوا في المعركة لتقديم الإسعافات لمن به رمق وما زال على قيد الحياة فأخلاق المصريين في الحروب وتعاليم أجداده “ألا تجهزوا على جريح ولا تقتلوا امرأة ولا ترفعوا السيف على من لم يبلغ اشده”..

وأثناء تفقده لهؤلاء وإذ برمح الغدر يأتيه من الخلف رماه به أحد جرحى الهكسوس ليسقط كاموس شهيدا، ويلحق بأبيه الملك العظيم سقنن رع عام 1545 ق.م على مشارف مدينة (امبوس) التي هم بدخولها منتصرا مظفرا فوافته المنية وهو ينادي على أخيه احمس لوداعه وتوصيته في وصية خلدها الزمان أمره فيها باستكمال تحرير البلاد وتطهيرها من هؤلاء الهمج وأن يبلغ والدته العظيمة إياح حتب أنه لحق بأبيه وأنه مات بطلاً وسط ميدان الكرامة والتحرير ..

إلى اللقاء مع حراز لاستكمال معركة التحرير مع البطل العظيم أحمس قاهر الهكسوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى