محمد حراز يكتب القدماء المصريين واكتشاف الكهرباء
توماس إيدسون، بنجامين فرانكلين، أليساندرو فولتا، مايكل فارادي وغيرهم وغيرهم؛ علماء كان لهم الفضل فى اكتشاف الكهرباء، ولكن هل سبق هؤلاء القدماء المصريين فى اكتشاف واستخدام الكهرباء؟
لم يختلف أحد فى أن الحضارة المصرية قد أبهرت العالم وحيرته، وأثارت إعجاب الكثير من العلماء والمؤرخين والناس على حد سواء على مرَّ الزمان، ولكن يبقى لغز الألغاز الذي أدهش العلماء، كيف استطاع الفنان المصري النقش والرسم داخل المقابر التي تميزت بكمالها الفنى المطلق وسط هذا الظلام الدامس وتحت طبقات عديدة من الأرض؟
لايعرف العلماء على وجه اليقين حتى الأن كيف تمكن الفنان المصري القديم من الرسم والنحت بهذه الدقة على جدران المقابر الفرعونية في تلك الممرات الضخمة القابعة تحت الأرض وفي أماكن مختلفة من أرض مصر!!
نقوش تجبرك أن تسأل كيف تمكن المصري القديم من إقامة وإدارة تلك الأعياد التي ذُكرت في البرديات وجاءت في نصوصهم القديمة بدون مصدر ثابت للضوء، كيف تمكنوا من المكوث تحت الأرض لفترات طويلة من العمل دون مصدر للطاقة أو للتهوية؟
تلك الأسئلة ربما تمت الإجابة عنها جزئياً من قِبل علماء الآثار والمؤرخين ولكن لم يقتنع البعض بتلك الإجابات التي جاءت مقتضبة.
في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت فرضية مثيرة للإعجاب حقا حيث زعم عدد من الباحثين أنه تم اكتشاف الكهرباء في العالم القديم وكان الكهنة في مصر القديمة هم أول من استخدم الكهرباء في إنارة المقابر تحت الأرض، وما عزز فرضيتهم تلك ما تم العثور عليه من نقوش غطت جدران زاوية مظلمة تقع في سرداب في معبد حتحور فى دندرة.
نقوش معبد دندرة
أحد هذه النقوش جذب انتباه مهندس نرويجي وكان ضمن بعثة سياحية لزيارة مصر، فوقف أكثر من ساعة لم يتحرك ولم يحاول الإنصراف؛ بل ظل يعيد النظر إلى تلك النقوش حتى أصبح لديه يقينا لا يقبل الشك في أن ما يراه بالفعل لم يكن سوى مصباح كهربى
انتشرت تلك الفرضية سريعاً وأثارت تلك النقوش فضول المهندسين والباحثين على حد سواء، وبعد دراستها أكدَّ العديد من الباحثين أن النقوش الموجودة على جدران معبد حتحور تبدو بالفعل كمصباح كهربائى من نوع (انبوب كروكس) وهو عبارة عن تجربة كهربائية قديمة تم فيها استخدام انبوب تفريغ مُفرّغ جزئيًا أجراها الفيزيائي الإنجليزي وليام كروكس ومساعدوه بين عامي 1869 – 1875م ، وقد اكتشف خلال التجربة وجود الأشعة المهبطية أو تيار الإلكترونات (أشعة الكاثود).
أنبوب كروكس
عندما يكون الأنبوب قيد التشغيل يتم إنتاج حزمة من الطاقة (الإلكترونات) التي تدخل إلى انبوب الكاثود حتى تصل إلى نهاية الطرف المقابل.
في صورة المعبد نجد أنه تم تمثيل حزمة الإلكترونات بأفعى متوجة طويلة يمتد ذيلها كسلك يتصل بقاعدة على شكل وردة اللوتس وموصولة بسلك يدخل في جسم مربع الشكل يبدو وكأنه بطارية وبالقرب من ذلك الشكل المربع يجلس شخص يرمز لإله الهواء عند المصريين القدماء مع وجود ثلاثة أشخاص تحت ذلك النقش وقرد يحمل ما يشبه السكاكين في الجهة المقابلة للمصباح، ويعتقد العلماء أن القرد الحامل للسكاكين يبدو كعلامة للتحذير من خطر الصعقة الكهربائية، إذا تم لمس الأسلاك والمصباح، وجدير بالذكر أن الأفعى في مصر القديمة كانت ترمز للطاقة الإلهية.
وفقاً للباحثين فإن أوجه التشابه هائلة بين تلك النقوش وأنبوب كروكس الذى نعرفه اليوم.
عدد كبير من العلماء حول العالم من المؤيدين لتلك الفرضية يعتقدون أن المصابيح المصرية القديمة هي مفتاح للغز الذي حيَّر العالم، كيف استطاع الفنان المصري القديم تصميم تلك المنحوتات المعقدة واللوحات والنقوش الجدارية على طول جدران المعابد القديمة والمقابر الفرعونية بدون إضاءة ثابتة.
وعلى الرغم من ذلك يرى الباحثون التقليديون أن القدماء المصريين استخدموا الفوانيس والمصابيح الزيتية العادية على مر السنين، ولكن العلماء فشلوا في العثور على آثار السِّنَاج (الهباب) الناتج عن مصابيح الزيت.
إذاً يبقى السؤال هل توصل القدماء المصريين بالفعل إلى الطاقة الكهربائية منذ آلاف السنين؟
هل ستكشف لنا الأيام القادمة سر الأسرار حول الحقيقة التي ربما ستعيد كتابة التاريخ من جديد؟
الجواب الذي ينطق به الواقع ربما؛ فهناك آلاف الأسرار والخبايا مازالت قابعة منذ آلاف السنين تحت هذه الأرض المباركة بانتظار من يكشف عنها الستار.