ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب “الشيطان التائب ” الحلقة الخامسة 

 

وعد دكتور شهاب بأنه سيجعل نظمي رئيسا للقسم الذي أسسه وسيمنحه مفاتيح مادة التاريخ القديم في الحضارة الإنسانية، بحيث لايمكن للطلبة ان يلاحظوا أي اختلاف بينهما؛ ولم يتركه دكتور شهاب ليفكر، لماذا يفعل هذا معه، برغم ماكان يصدر عنه من مواقف تنم عن حقد وغيرة تجاهه، فأخبره أنه بعد ما أظهر عكس ما يبطن، وكيف تحول إلى صديق نزولا عند رغبة دكتورة نهال، وهذا عكس طبيعته وعكس قناعاته الشخصية

فقال له: أنا عملت كل ده لأنك سمعت كلام دكتورة نهال عندما قالت لك: بدل ماتاخده خصم ومنافس أنا رأيي تكسبه صديق أحسن

هنا تأكد نظمي من حقيقة متلازمة ليليث لدى دكتور شهاب فقال: اتمنى أن أنال رضاك ياسيادة العميد

هنا تغيرت فسيولوجية وجه شهاب ونظر إلى ساعة يده فشاهد أمه فوق عقارب الساعة تقول له احترس من هذا الأفاق المنافق، فنظر إليه وقال: جميل يادكتر نظمى عايز أسمع عنك مايسرني، تقدر تتفضل على محاضرتك

نظمى فى انحناءة بسيطة: بالإذن ياسيادة العميد

لم يكن شهاب من النوع الذي يجلس في المكاتب وينتظر التقارير تأتيه بما يحدث داخل الأقسام، فكان يقوم بالمرور بنفسه يوميا على الأقسام، وذات مرة وقف على مدخل مُدرج للسنة الرابعة، واستمع لدقائق لشرح دكتور أبو السعادات دون أن يلفت انتباهه، ويشير للطلاب ان استمروا في الإنصات، حتى قال شهاب: أحسنت يادكتر، فانتبه دكتور أبو السعادات لوجوده؛ فرحب به قائلا: اتفضل يافندم.

شهاب للطلبة: ازيكم ياولاد أخباركم إيه

الطلبة: واحشنا يادكتر

شهاب لأحد الطلاب: ازيك ياخالد

خالد واقفا: ازي حضرتك يادكتر

شهاب للدكتور أبو السعادات: أنا بتنبأ لخالد بمستقبل كبير، طالب مجتهد .. ملتزم وأول دفعته ثلاث سنوات على التوالي .. اتفضل اقعد ياخالد

 

القصر

قبل الغروب بقليل، والشمس يقترب قرصها الأحمر من سطح الماء، دخل شهاب القصر فوجد شقيقته ليليث فى انتظاره، فسلم عليها ورحب بها ثم سألها: ماذا بكِ؟

ليليث: لايمكنني الاستمرار هناك، فقد ضِقت ذرعا بالحياةِ معهم، فلم أعد أتحمل، أوامر .. أوامر .. أوامر، فقررت الرحيل

شهاب: وأمنا؟!

ليليث: تركتها تواجه الموت..

شهاب: الموت؟

ليليث: نعم .. أدهم يتولى الإجهاز عليها منذ تسعة عشر يوما

شهاب: أو قد بلغت المائة السادسة؟!!ليليث: نعم

شهاب: بئس العادة هذه، الإبن هو مَن يتخلص مِن أمه، لأنها تخطت المائة السادسة من عمرها .. هل هذا هو العدل؛ البشر لايفعلون ذلك، إلاَّ إذا أصاب أحدهم مس من الجن

ليليث: لذلك اتخذت القرار بالهروب والمجيء إلى هنا

هنا تنهد شهاب تنهيدة طويلة ثم قال: لتَمُتْ بسلام .. غدا اصطحبك معي وأقدم أوراق اعتمادك خبيرة في السياسة والاقتصاد

 

مكتب عميد الكلية

دخل الأستاذ مفيد مدير الشؤون الإدارية بالكلية وهو يحمل ملفا به أسماء أوائل الدفعة بعد اعتمادهم من إدارة الجامعة للعمل كمعيدين بالكلية

مفيد: صباح الخير ياسيادة العميد

دكتور شهاب: صباح الخير يا أستاذ مفيد

مفيد: اتفضل يافندم، ملف بأسماء المعيدين الجدد تم اعتمادهم من إدارة الجامعة النهاردة

شهاب يمسك بالملف ويقوم بفتحه ثم أشار للأستاذ مفيد أن يجلس، أثناء قراءته للأسماء تغيرت فسيولوجية وجهه ونظر فى ساعته فوجد أمه تطلب منه الهدوء فقال: إيه جلال محصلش على تقدير هذا العام؟!

مفيد متمتما: الموضوع.. أصل العبارة .. قصدي

شهاب يقرأ الأسماء الموجودة بالملف: عزيز .. ريان .. سامي .. كريم .. أروى .. ماهيتاب، إيه ده يامفيد؟!

مفيد: افندم….

شهاب: الأسماء اللي قدامي كلها من أبناء رؤساء الأقسام في الكلية..

مفيد: ماهو يافندم……..

شهاب: عايز كشف بدرجات الأولاد دول مع كشف بدرجات جلال عبد الصمد سويلم، عيد خليل القناوي، عبدالوهاب صبري المنوفي، عائشة مجاهد بسيوني

مفيد: حاضر يافندم

إلى اللقاء في الحلقة القادمة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى