ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب “الشيطان التائب ” الحلقة الرابعة 

 

جاءت كلمات شهاب عن عضويته بالنادي وتبرعه المالي الكبير صادمة للدكتور نظمي، مما جعل نظمي يسأل شهابا عن مصدر أمواله

فابتسم دكتور شهاب وقال: استفسار دا ولا تحقيق يادكتر نظمي

نظمى: سؤال عادي لو مش حابب تجاوب متفرقش معايا كتير

شهاب: كدا….، طبعا زي ماحضرتك عارف شغلي في أمريكا عشر سنين كان بإيه؟

وعارف النهارده الدولار في السوق السوده اللي اخترعها الإنسان الطماع .. الإنسان الجشع، معدوم الضمير بقى بكام؛ دا غير ابحاثي اللي بتتسابق عليها جامعات العالم وبتدفع هي كمان

بالدولار..

هنا يتمتم نظمي ويقول في نفسه: مش عارف كله دا على إيه .. أرزاق

فرد عليه شهاب: تقول إيه بقى .. أرزاق يادكتر نظمي

هنا صُدم نظمي وفتح فاه وقال: هاااا

هنا تغيرت فسيولوجية وجه شهاب ونظر إلى ساعة يده فشاهد أمه فوق عقارب ساعته تقول له اضحك، فابتسم في وجه نهال، ثم نظر إلى نظمى وضحك ثم نظر إلى ساعته مرة أخرى وقال: عندي ميعاد مع رئيس الجامعة في المكتب يادوب

نهال: أيوة ياسيدي.

شهاب: أنتِ عارفة يادكتر، الظروف اللي الكلية بتمر بيها خصوصا بعد اعتذار دكتر مينا اسكندر بسبب أزمته الصحية المفاجئة؛ ثم نظر إلى دكتور نظمي وقال فلازم يكلفوا حد مكانه..

هنا اشتعلت الغيرة في أحشاء وقلب نظمي وتملك منه الغضب فقال: لكن في دكاترة أقدم منك

شهاب ضاحكا: تقول إيه بقى .. أرزاق يااااادكتر…

بعد انصراف شهاب أرادت دكتورة نهال لفت نظر نظمي، وتحذيره من أن شهاب يمتلك متلازمة ليليث وشرحت له كيف يمكنه معرفة ما يقال عنه في حضوره وغيابه فقالت: خلي بالك يانظمي الدكتور شهاب هو واحد من مِيِت مليون بيقدر يعرف اللي جواك، بيعرف انت بتفكر في إيه، فبدل ماتاخده خصم ومنافس أنا رأيي تكسبه صديق أحسن

نظمي بصوت منخفض: صديق؟

نهال: رأيي وانت حُر

 

مكتب عميد الكلية

لوحة اسمية من الزجاج الأزرق الهندي

وضعت فوق سطح مكتب كبير، نُقش عليها سطران، السطر الأول الأستاذ الدكتور شهاب المجد، السطر الثاني عميد الكلية

دكتور شهاب: اجتمعت بكم اليوم لنضع سويا الأسس التي سوف نتعامل بها في المرحلة المقبلة .. بينكم وبين الطلاب، وبيني وبينكم.

لن أسمح بابتزاز الطلبة لإرغامهم على شراء ملزمات لكم فيها نسبة من المبيعات

هنا نظر دكتور نظمى إلى دكتورة نهال، وهمس قائلاً: كمان هاينطلنا في الملزمات

نهال: خلي بالك بيبص عليك..

نظر شهاب ناحية نظمي ونهال نظرة أرعبتهما وقال: اعتقد مينفعش حد يتكلم وانا بتكلم

ساد الصمت المكتب ولم تُسمع فيه الأنفاس، فاستكمل شهاب حديثه فقال: النقطة الأهم التي يجب التأكيد عليها هي معاملة الدكتور أو المعيد مع الطالب، مينفعش حضرتك تاخد سيجارة من طالب عندك، مينفعش سيادتك تتعزم على العشا مع طالبة عندك في القسم

لازم تكون في مسافة لخلق الإحترام بين الأستاذ وبين الطالب

في الوقت ذاته لن أسمح بإهانة دكتور أو معيد من أي طالب مهما كان اسمه ومهما كان الطالب ابن مين

في نهاية حديثي أحب أن أؤكد أننا زملاء في هذا الصرح الشامخ، وحديثي لكم هو من باب المكاشفة والمصارحة.. أقدر أقولكم الآن على استعداد لتلقى أي سؤال

هنا يقف نظمى ويقول: وكأنك خُلقت لعمادة الكلية .. نحن في غاية السعادة لتولى سيادتكم المسؤولية، وتأكد أننا سنكون سند لحضرتك

تصفيق مستمر لدقائق رج أركان المكتب

تعجبت دكتورة نهال من تحول دكتور نظمي فقالت في نفسها: سبحان مغير الأحوال

دكتور شهاب: تقدروا تتفضلوا

عند انصراف الجميع وقبل خروج دكتور نظمى استوقفه شهاب قائلاً: انتظر يادكتر نظمي، عايزك، ثم أشار له بالجلوس اتفضل

نظمى: العفو يادكتر .. مينفعش اقعد وسيادتك واقف

يضع شهاب يده على كتف نظمى، فيشعر نظمى وكأن كتفه يحترق، لكنه تحمل، فضحك شهاب وقال: أنا هامسكك رئاسة القسم بتاعى وهاخليك رقم واحد في تدريس التاريخ القديم في الحضارة الإنسانية

نظمى: لكن….

شهاب: متقلقش، هازودك بمفاتيح المادة، الطلبة مش هايقدروا يفرقوا بينك وبينىى

نظمى: ممكن اسأل سؤال

شهاب: أنا عارف السؤال

نظمى: عارف؟

شهاب: هتسأل إزاي هاديلك قسم أنا أسسته وتعبت فيه

نظمى: صحيح.. إزاي

شهاب: لأنك من شوية أظهرت عكس طبيعتك وعكس قناعاتك الشخصية علشان عايز تنجح وانا هاديلك الفرصة تنجح…

إلى اللقاء في الحلقة القادمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى