ساحة الرأي

محمد حراز يكتب السراب الحلقة الحادية عشرة

 

 

عرض صلاح على لاميتا لخيم أن يصطحبها فى سيارته إلى ميلانو، وطلب منها أن تثق به، فهو رجل إسرائيلى مثلها، كما أخبرها أنه متزوج ولديه زوجة وطفلة، وأكد أكثر من مرة أنه يهودي متدين، فشكرته..

لم تكن لاميتا تعرف انها أمام ذئب بشري متوحش، جهز نفسه لافتراسها وأنه على استعداد لقتلها إذا ما سلمت له نفسها لإشباع رغبته..

في مساء الإثنين الموافق ١٨ سبتمبر ١٩٧٢، كان صلاح في انتظارها، مرتديا ملابس تقيه لسعات برودة الليل، وفى تمام السابعة مساءَ وصلت لاميتا إلى العنوان الذي وصفه لها، والذي يبعد عن مقر الشركة بحوالي خمسة كيلو مترات..

بدأ صلاح بالتحرك إلى أن خرج من حدود مدينة روما..

ظل يتحدث معها وكيف أنه معجب بصوتها، وهمس بأنه يحتفظ بعدد كبير من أغانيها في مكتبة منزله، وكذلك فى مكتبه بالشركة، فبدت السعادة على وجهها بعد هذا الكلام، إلى أن لاحظت أن يده بدأت تلامس أماكن حساسة من جسدها، فانزعجت بشدة، وطلبت منه أن يتوقف عن فعل ذلك..

بدأت لاميتا تشعر بالقلق، وقد تسلل الخوف إلي قلبها، خاصة وأن السيارة قطعت مسافة طويلة من الطريق؛ عاود صلاح ملامسة جسدها أكثر من مرة، فنهرته بشدة، وحاولت أن تبتعد عنه حتى التصقت بباب السيارة، عسى أن يكف عن مضايقتها، ويتوقف عن ما يفعله.

في حدود الساعة التاسعة مساءا انحرف بالسيارة إلى ناحية اليمين ليسلك طريقا بين الأشجار والزراعات، فسألته وقد بدأ القلق يتملكها فقالت: لماذا سلكت هذا الطريق سيد شولومو؟

قال لها أن المسافة من روما إلى ميلانو تستغرق مايقرب من ست ساعات، وأن هذا الطريق يختصر المسافة إلى أربع ساعات فقط..

فقالت وهي خائفة: أتمنى ذلك..

استمر صلاح في السير إلى أن اطمئن بعدم سير أيَّة مركبات على الطريق، فتوقف بالسيارة، فسألته: لماذا أوقفت السيارة؟!

فجذبها نحوه وحاول تقبيلها بالقوة، فقاومته وحاولت النزول من السيارة، إلا أنه تشبث بملابسها فتمزقت في يديه وبدا جسدها بلونه القرمزي، فجن جنونه، بعد أن استطاعت النزول من السيارة وحاولت الاحتماء خلف جذوع الأشجار، فأسرع ورائها وهو يلهث كذئب يريد اللحاق بفريسته، حاولت أن تقاومه بكل قوة، توسلت إليه بطفلته، وبكل معاني النُبل والإنسانية وبكل ما يؤمن به، دون فائدة، فقد اتخذ القرار وأخضعها بالقوة لرغبته الحيوانية……

لم تَعُدْ لاميتا قادرة على المقاومة، ولم يتراءى لها فرصة للنجاة من بين براثن هذا الوحش، فانهارت واستسلمت لمصيرها، ليبدأ في اغتصاب قذر، تأبى الحيوانات أن تفعله..

لم يكتفى صلاح باغتصابها، ولم يرحم ضعفها، ولم يأبى لما فعل، فتركها تنزف جراء ممارسته الوحشية التي تجاوزت أفعال الحيوانات، وذهب إلى السيارة وجاء بلفافة من الشريط اللاصق فقَيَّدَ يديها إلى الخلف، وكذلك قَيَّدَ قدميها، هنا تنهار لاميتا تماما، فبدأت تتوسل إليه بعينيها ورأسها أن يتركها ولايقتلها، لكنه كان قد عزم أمره على التخلص منها، فظلت تتوسل إليه وتبكي وتترجاه أن يتركها، ووعدته بأنها لن تقوم بالإبلاغ عنه إذا ماتركها، فأظهر لها موافقته رحمة بها، وقال فى نفسه هى ستموت في الغابة، وسيموت معها سرها، ثم وضع شريط لاصق على فمها، وتركها ملقاة على أرض الغابة تنزف وانصرف، وقبل أن يستقل سيارته التفت ليلقى عليها نظرة موسوسا له شيطانه: أن لا تقلق ما هي إلاَّ ساعات وتلقى مصرعها وتختفي جريمتك…

عاد صلاح إلى مسكنه بروما، فأخذ حماما، ثم دخل حجرته وألقى بنفسه على الفراش منتشيا، وكأن شيء لم يحدث وفي الصباح ذهب إلى مقر شركته ليمارس عمله المعتاد..

 

القاهرة .. السبتية في ١٨ سبتمبر ١٩٧٢

أنوار الزينة والبيارق والأعلام تزيَّن السبتية بالكامل .. الشوارع تم رشها بالمياه

الشيخ ياسر يوزع الشربات على المعازيم، المعازيم الذين جاءوا لمشاركته فرحته بزفاف شقيقه اسماعيل، على الآنسة نشوى ابنة عم أمين الطباخ، صديقة شقيقتهم مديحة والتي كانت تجاورهم في حي بولاق أبو العلا..

دخل اسماعيل مع زوجته إلى بيت الزوجية، واصطحب محمود زوجته مديحة وطفليه التوأم اسماعيل ومحمود، وعادوا إلى منزلهم بحلوان..

 

القاهرة

مكتب الجهاز في ١٩٧٢/٩/٢٢ الموافق يوم الجمعة

السيد محمود العلايلي يتحدث عبر التليفون لقسم الشفرة: ممتاز .. ممتاز .. اطبع حالا وانا في انتظارك .. شكرا

السيد محمود يعتدل في جلسته: شوف ياسيد عبد الرحمن

السيد عبد الرحمن: افندم

السيد محمود: في برقية واصلة حالا من روما، رجالتنا في روما عملوا شغل كويس جدا..

السيد عبد الرحمن: خير يافندم

السيد محمود: في مواقف بتجبرك انك تعمل بأصلك حتى مع خصومك أو مع ألد أعدائك، الشهامة طبع في المصريين ياعبد الرحمن، بتظهر في المواقف الصعبة، المواقف اللي بتحتاج إنسان شريف، علشان تصرفه بيكون نابع من معدنه، والمصريين معدنهم شريف..

 

روما في ١٩٧٢/٩/٢٣ شركة آريس للسياحة

وجدت مارتينا شرطيين إيطاليين يدخلان عليها مقر الشركة، فسألتهما: هل يمكنني من إسداء خدمة؟!

فسألها احدهما: نحن نسأل عن السيد شولومو هارون مزراحي

مارتينا: مالأمر

الشرطي: لدينا أمر بتوقيفه…….

إلى اللقاء في الحلقة الثانية عشرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى