ساحة الرأي

محمد حراز يكتب السراب الحلقة الثانية عشرة

 

صُدمت مارتينا عندما سمعت بأمر توقيف شولومو من قِبل الشرطة، ظناً منها أنه قد اكتشف أمرهم وتورطهم في التجسس على أرض إيطالية، لكن سرعان ما تبين لها الأمر، أن هناك بلاغا ضد السيد شولومو..

فقالت مارتينا: ان السيد شولومو على وصول الآن، لم تكن لتنتهى مارتينا من حديثها لرجال الشرطة، حتى وصل، وكعادته وهو على باب الشركة يقول: Buonasera مارتينا الجميلة، وإذا به يرى رجال الشرطة فقال: posso aiutarla هل أستطيع مساعدتك؟!

الشرطي: Sei in arresto انت موقوف الآن

صلاح: Perché لماذا؟

الشرطي: Lo saprai dopo ستعرف فيما بعد

اصطحب الشرطيان صلاح حيث تمت مواجهته أمام قاضي التحقيقات الإيطالى بتهمتي الإغتصاب ومحاولة القتل، فقد تقدمت المطربة الشابة لاميتا لخيم ببلاغ ضد شولومو هارون مزراحي باغتصابها ومحاولة قتلها

المحقق: هل تعرف لاميتا لخيم ناحوم؟

فأجابه في برود: وهل هناك من يجهل المغنية المشهورة لاميتا لخيم

المحقق: أنت متهم باستدراجها واغتصابها ومحاولة قتلها

أجاب بنفس البرود: غير صحيح

المحقق: ولماذا تتهمك أنت

صلاح: هي من يُوَجه لها هذا السؤال

المحقق: هل رأيتها هنا في روما؟

صلاح: نعم .. جاءت يوم ١٨ سبتمبر الماضي لحجز تذكرة سفر إلى تل أبيب، أخبرتها بعدم وجود طيران مباشر إلى اسرائيل، وعليها السفر من مطار ميلانو

المحقق: هي تقول أنك عرضت عليها الذهاب بصحبتك إلى ميلانو في سيارتك

صلاح: غير صحيح، ولم أذهب إلى ميلانو منذ يوليو الماضي

المحقق: هلا وقعت على أقوالك سيد شولومو

صلاح: بكل ممنونية

المحقق: يمكنك الانصراف سيد شولومو..

كعادته وأثناء خروجه، علت وجهه ابتسامة ثقة منتصرا في تلك الجولة أيضاً..

قررت لاميتا الانتقام فور علمها بعدم إثبات الإعتداء عليها من قِبل قاضي التحقيقات الإيطالى، وزادت الرغبة في الانتقام بعدما تأكدت أن شولومو هارون مزراحي ما زال حر طليق…..

 

القاهرة في ٢٤ سبتمبر ١٩٧٢

مع دقات الساعة الحادية عشرة مساءا كان السيد محمود العلايلي يضغط على الجرس ليأتي عم صادق: افندم

السيد محمود: محتاج فنجان قهوة بن تقيل ياعم صادق

عم صادق: كتير يامحمود بيه..

السيد محمود: معلش ياعم صادق

عم صادق: حضرتك ده الفنجان الخامس النهاردة

السيد محمود: محتاج اصحصح شوية

عم صادق: لكن كده كتير ياسعادة البيه

السيد محمود: آخر فنجان ياعم صادق أوعدك يكون الفنجان الأخير النهاردة

عم صادق: حاضر ياسعادة البيه

السيد محمود: ابعتلي السيد عبد الرحمن

عم صادق: حاضر ياسعادة البيه

السيد عبد الرحمن يستأذن للدخول

السيد محمود: تعالى ياعبد الرحمن

السيد عبد الرحمن: مساء الخير يافندم

السيد محمود: مساء الخير ياعبد الرحمن..

السيد محمود: زي ما توقعت، قاضي التحقيقات الإيطالى أفرج عن صلاح..

فسأله في اقتضاب: أفرجوا عنه؟!

السيد محمود: لم تتم إدانته، لعدم وجود أدلة ضده..

السيد عبد الرحمن: ورجالتنا اللي انقذوها؟!

السيد محمود: روبيرتو، وأريانا لم يشهدوا الواقعة، لاميتا قالت في البلاغ انهم أثناء مرورهم على الطريق لاحظوا وجود شخص يستغيث، فقاموا بنقلها للمستشفى، وده اللي أكدوه فعلا، كمان لاميتا أكدت في بلاغها أنهم وصلوا عندها بعد انصراف شولومو بحوالي عشر دقائق

السيد عبد الرحمن: الحقيقة يافندم لولا ٣٣٣ عيونه كانت مع صلاح طوال الأربعة وعشرين ساعة، كانت لاميتا انتهت

السيد محمود وهو يعد على أصابعه: ٣٣٣ في إيطاليا و١١٣ في اسرائيل و١١٦ في اليونان، من أحسن ثلاثة عناصر في العالم ياعبد الرحمن

السيد عبد الرحمن: متتصورش يافندم أنا حزين قد إيه، ان صلاح قدر يفلت بجريمته، ودي تاني مرة يفلت من العقاب..

فأجابه وهو يضغط حروف الكلمات: مافتكرش أنه هايفلت بجريمته، لاميتا مولودة في اسرائيل يعني يهودية إسرائيلية، عرفت أن صلاح مصرى، تخلى عن جنسيته وترك ديانته، يعني بالنسبة لها كيهودية، إنسان حقير استحالة ها دتتركه، ثم صلاح بالنسبة لنا خلاص دوره انتهى، بعد ما كشف لنا كل العناصر اللي بتتعاون معاه..

هنا يدق جرس التليفون

السيد محمود: ألو …. تمام، خليه يتفضل

السيد آسر منير: مساء الخير يامحمود بيه

السيد محمود: مساء الخير يا آسر بيه، حمدالله على السلامة،اعرفك بالسيد عبد الرحمن مطر، من أكفأ الشباب اللي هاتقدر تعتمد عليهم

السيد عبد الرحمن: مساء الخير يافندم..

ثم نظر السيد عبد الرحمن، للسيد محمود العلايلي وقال: خير يافندم؟!

السيد محمود: أنا نازل مأمورية السويس، والسيد آسر هايكون مكاني الفترة القادمة

السيد عبد الرحمن: هاتوحشنا يافندم

السيد محمود: متشكر ياعبد الرحمن .. اتمنى لكم التوفيق والنجاح

 

اسرائيل في ١ أكتوبر ١٩٧٢

بعد أن تماثلت المغنية لاميتا لخيم للشفاء، قامت بمغادرت إيطاليا إلى اسرائيل، وفور وصولها إلى تل أبيب وقبل وصولها إلى منزلها، توجهت إلى المقر الوطني للشرطة الإسرائيلية بكريات همشالا بالقدس الشرقية، وطلبت مقابلة رئيس الشرطة

سألها الضابط: هل يمكنني مساعدتك

لاميتا: أريد مقابلة رئيس الشرطة، لتقديم بلاغ…

إلى اللقاء في الحلقة الثالثة عشرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى