محمد حراز يكتب: الحمى القلاعية.. بهدوء وبدون قلق
الحمى القلاعية.. بهدوء وبدون قلق
انتشرت في الأيام القليلة الماضية دعوى مقاطعة اللحوم، جراء ما نُشر على صفحات التواصل الاجتماعي وما سببه من هلع وفزع بناء على ما تم تداوله مؤخراً عن ظهور حالات مصابة بوباء الحمى القلاعية، فكتب هؤلاء احذروا .. انتبهوا .. إياكم .. احترسوا، كلمات ودعاوي أصابتنا جميعا بالخوف، فكلها كلمات كبيرة وضخمة ومرعبة جدا.. لكن لماذا لا نتناول الموضوع من زاوية أُخرى وبشكل علمي وعقلاني ومختلف.
لنتعرف أولاً على هذا المرض .. ماهي أسبابه؟ .. كيفية انتشاره؟ وما هى أضراره على الإنسان وعلى المجتمع؟
الحمى القلاعية هى مرض وبائي فيروسي يصيب الحيوانات مشقوقة الظلف ويؤدى إلى خسائر مالية فادحة، وقد ظهر في بعض المحافظات منها محافظة الدقهلية، والغربية.
وحتى لا يُصاب الإنسان بالهلع والقلق؛ إذا تناول اللحوم المصابة دون علم منه، فليطمئن أن الفيروس المسبب للحمى القلاعية يمُوتْ مع الغليان عند تسوية اللحوم بالطبخ أو بفعل الحرارة عند الشواء، فالمشكلة ليست فى تناول اللحوم المصابة كما بينّا لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الخسائر المادية الباهظة التى يتعرض لها المربِّين في المحافظات المذكورة من فقد للماشية والتي تمثل للفلاح ثروته الحقيقية.
وحتى تهدأ ثورة الهلع التي انتشرت مؤخراً بسبب ما نُشر على بعض الصفحات التي دأبت على نشر مثل تلك الموضوعات، نؤكد أن هذا المرض من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، ولكنه حيواني بالدرجة الأولي وهو ضعيف جداً في إصابته للإنسان، فقد تظهر علامات إصابة الحيوان بالحمى القلاعية على الإنسان في حال تناوله للحوم، في صورة (قيء – فقاقيع صغيرة على الفم والشفتين)
ومن رحمة الله أن الحيوان يحدث له بعد الذبح ما يعرفهُ العامة باسم (التشميع) حيث يفرز اللحم حمض اللكتيك (lactic acid) وهو يقضى على الفيروس، وبالتالي فاللحوم بعد الذبح ليست مصدر عدوي، وكذلك اللبن بعد وصوله لدرجة الغليان لا توجد به خطورة، ولكن الخطورة في الحيوان قبل الذبح على المتعاملين معه، وتستمر الخطورة قائمة للذين يقومون بعملية الذبح أيضا، فهم معرضون للخطورة واحتمال العدوي بدرجة كبيرة، وكذلك هناك خطورة لمن يقوم بعملية الحلب، وكذلك من يشربه بعد الحلب مباشرة دون غليه.
ومن هنا أقدم لربة المنزل وللمربين ولمن يقومون بالذبح بعض النصائح الهامة جداً التي تقيهم من العدوى: والتى يمكن اختصارها فى ضرورة ارتداء قفاز لليدين، واستخدام المطهرات أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة، أثناء الذبح، وأثناء غليًّ اللبن.
لذلك طمئنوا الناس، هدأوا من روعهم، واتركوا التهويل والترهيب، فنحن على أبواب عيد الأضحى المبارك.