ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب الأشاير والبشاير الفصل السادس عشر

 

استطاع الدقنوش الوصول إلى بساريه قبل وصوله إلى النيابة، وطعنه طعنة نافذة وهو بين أفراد الحراسة، سقط على إثرها غارقا فى دمائه، لكن أفراد الحرس تمكنوا من إلقاء القبض على الدقنوش، ويتم نقل بساريه إلى المستشفى لإسعافه..

 

المستشفى

انتقل اليوزباشي رشدي إلى المستشفى واستدعى الدكتور صماويل حنا، وهو من كبار الجراحين بالمديرية، فقد كانت الطعنة نافذة هتكت جزءا من الأمعاء؛ وقد استمرت عملية إنقاذه داخل حجرة العمليات ثلاث ساعات متواصلة؛ ليخرج الدكتور صماويل يتصبب عرقا، ويقول نشكر الرب..

اليوزباشي رشدي: طمنا يادكتور

الدكتور صماويل حنا: لو عدى عليه ١٢ ساعة بدون مضاعفات أقدر أقول ساعتها إن العملية نجحت.. ربنا يطمنكم عليه.

قدم اليوزباشي رشدي الشكر للدكتور صماويل وطلب من سائق سيارة المركز أن يقوم بتوصيله إلى مكتبه بمديرية الصحة.

دكتور صماويل: واجبنا ياحضرة اليوزباشي، ربنا يتمجد ويمد ايده ويشفيه..

 

الصاغة

تلقى حليم الجواهرجي اتصالا تليفونيا عن طريق السنترال

حليم: ألوه .. ألوه .. أيوة ياسنترال

السنترال: خليك معانا مكالمة من مصر

حليم: ألوه .. أيوة ياسعادة الباشا .. تمام ياسعادة الباشا .. حاضر ياسعادة الباشا .. حاضر ياسعادة الباشا .. متشكر ياسعادة الباشا

وضع حليم سماعة التليفون وقد بدت على وجهه علامات القلق، حاول أن. يخرج من قلقه.ِ؛ فنادى على صبيه فتحي

فتحي: نعم يا استاذ حليم

حليم: أنا مسافر إيطاليا في شغل جديد لازم أشوفه بنفسي .. قبل ما تجار اسكندرية يسبقوني، كلها شهرين وراجع..

فتحي: تسافر وترجع بالسلامه ياأستاذ حليم

حليم: انت متربي عندي من وسنك ١٢ سنه، والنهارده بقيت راجل ماشاء الله، يعني أقدر أعتمد عليك ..

فتحي: طبعا يا استاذ حليم، أنا لحم اكتافي من خيرك

حليم: شوف يافتحي أنا هاكتبلك المحل بإسمك؛ وبالبضاعة اللي فيه، بس هاتمضيلي تنازل عن عقد البيع، لو رجعت ترجعلي المحل، ولو مرجعتش يبقى المحل والبضاعة حلال عليك..

انشرحت أسارير فتحي مما سمع وهو لم يصدق، فقال: ربنا يبارك في عمرك يا استاذ حليم، وان شاء الله تسافر وترجع لمحلك ولبضاعتك ولنا بألف سلامه

حليم: بس بشرط….

فتحي: موافق من غير ما اعرف إيه هوَّة الشرط

حليم: محدش يعرف باللي حصل ده، غير بعد الشهرين ما يمروا..

فتحي: حاضر يا استاذ حليم

حليم: ودلوقتي محتاج فنجان قهوة سكر زيادة..

فتحي: عنيا يا استاذ حليم

بعد انصراف فتحي، أخذ حليم يحدث نفسه، يعني لو مكانش حشمت باشا عزام بلغني ان البوليس متابع العملية لحظة بلحظة كنت هاروح في داهية، وطبعا حشمت باشا وزملاؤه في مجلس النواب عارفين كل حاجه….

فتحي: القهوة يا استاذ حليم

حليم: حطها على الريون واوصل لحمدون خليه يعدي عليا

فتحي: حاضر يا استاذ حليم

حليم ينظر إلى ساعة الحائط والتي تم تصميمها على شكل نجمة داود، فقال: المهم دلوقتي لازم المخدرات تدخل البلد، ولازم الشعب ده يدفع تمن عدائه لنا

حمدون: مساء الخير ياحليم بيه

حليم: تعالا ياحمدون، هاتشرب إيه؟!

حمدون: ولا حاجه لسه شارب قهوة في الحلقة..

حليم: طيب يا سيدي حابب اطمنك، إن الأستاذ مختار العجيل المحامي حضر بنفسه التحقيقات مع الدقنوش، وقال في أقواله إنه حاول يقتل بساريه بسبب مشاكل قديمه بينهم..

حمدون: الحمدلله، كده الأمور ماشية آخر تمام، وانا كمان اتفقت مع الشيخ مرجان المسيرة تخرج بعد بكره بعد صلاة المغرب، وأول ما تبدأ، الرجالة هاتتحرك وتنقل البضاعة، وتدخل بيها على رصيف القلعة..

حليم: ممتاز .. البضاعة تم تصبيرها زي ما اتفقنا في نفس المكان، في وش البوغاز، مراكبك جاهزة؟!

حمدون: جاهزة ياحليم بيه

حليم: الناس اللي هاتستلم جاهزين؟!

حمدون: إيه ياحليم بيه؛ أول مرة أشوفك قلقان كده..

حليم: ماتاخدش في بالك .. يمكن علشان دي أكبر عملية؛ وفيها شقى العُمر، دا غير إن في تليفون من مصر المدام تعبانة ولازم أسافر بكره الفجر اطمن وارجع علطول…..

حمدون: ألف لابأس عليها .. عموما اطمن أنا جاهز ورجالتي جاهزين، ومتنساش توصل سلامي للمدام، وللبيه الصغير الأستاذ نسيم…

حليم: مش هاوصيك خليك حريص .. مش عايز مشاكل لازم البضاعة تدخل وتسلمها مهما حصل، دي صفقة العمر ياحمدون

حمدون: متقلقش ياحليم بيه

 

الحارة

صباح الثلاثاء الموافق ٢٢ يوليو ألف وتسعمائة واثنان وخمسون

المعلم نعمة العِرسة وسط رجاله وصبيانه يقوم بنفسه بتعليق البيارق والأعلام؛ فوق واجهات المنازل، ووسط الشارع، وعلى أبواب المحلات والمقاهي والوكالات..

عثمان المشعلجي يقوم بعمل الصيانة الدورية للفوانيس وتزويدها بالزيت اللازم لإضاءتها؛ عمال البلدية يقومون بتنظيف الشوارع التي سَيَمُر منها حملة الأشاير أمام زفة الخليفة..

المعلم عبده القهوجي للمعلم عباس سردينة: واضح أن الريس حمدون سايب إيده في المسيرة دي، وفاتح المحفظة على الآخر

عباس سردينة: أنا كمان مستغرب، قالي بلاش تعمل العاشورة، ولا تبل عناب يابو زينب، مش عايز حد يشاركني في الثواب المرادي……

عبده القهوجي: نفس الكلام قالهولي وأكد عليا ماجيبش منشدين، وقال أنه اتفق مع نعمه العِرسة يجيب تَلتْ منشدين من دسوق

 

مركز البوليس

المأمور: طمني يارشدي أفندي على بساريه…

اليوزباشي رشدي: الحمدلله ياحضرة المأمور .. عدى مرحلة الخطر اللي قال عليها دكتور صماويل، والنيابة استجوبته كمان..

المأمور: الحمدلله.. عايز حراسة مشددة يارشدي أفندي، مش عايز الدبانة تدخل عليه من غير ماتمرَّ عليكم…

اليوزباشي رشدي: اطمن ياحضرة المأمور مفيش مخلوق هايقدر يِهَوبْ غير لو احنا سمحنا انه يدخل..

الشاويش شحاته عز العرب من الشرطة السرية يستأذن للدخول

المأمور: ادخل ياشاويش شحاته

الشاويش شحاته: حمدون طلب مني يافندم ماجيش على الحلقة بكره، ولما سألته يعني أنا أجازة بكره ياريس؛ قال لأ ياشحاته أفندي هاتيجي على القلعة، عندنا شوية شغل طالعين اسكندرية..

المأمور: ممتاز ياشاويش شحاته، تقدر تتفضل انت .. شاويش شحاته

شحاته: أفندم

المأمور: خليك حريص وانت خارج..

الشاويش شحاته: تمام يافندم

اليوزباشي رشدي: كلام الشاويش شحاته يتطابق تماما مع كلام الشيخ مرجان

المأمور: كده أقدر أقولك إن ساعة الصفر هاتكون يوم الأربع ٢٣ يوليو مابين الساعة سبعة مساء والساعة تمانية مساء … يارشدي أفندي آن الأوان اننا نقضي على أكبر عصابة بتنخر في جسد الشعب .. مش عايز واحد من المجرمين دول يفلت من إيدينا

اليوزباشي رشدي: إن شاء الله يافندم..

 

هنا دق جرس تليفون المكتب فتناول المأمور سماعة التليفون: أفندم … كنت عارف ان دا ممكن يحصل، ودا اللي كنت عامل حسابه….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى