ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب الأشاير والبشاير .. الفصل الثاني عشر

 

حمدون: شوف ياجبلاوي مفيش حد قَدر يضحك على حمدون ويخدعه غير ابن الرفضي ده

الجبلاوي: ماعاش اللي يضحك عليك يامريَّسه .. الخميس بعد الناس ما تتخمد هاجبلك خبره

حمدون: اللي قهرني إن صدقته وقربته مني، وكنت بسلمه الحبل اللي يلفه حوالين رقبتي

صيام: لكن انت عَرفْته ازاي؟!

حمدون: من يوم ما رِجله طبت البلد وانا شاكك فيه، كدبت نفسي وصدقته لما قال إنه هربان من تار؛ أول امبارح لقيت عبد الحكيم عسكري النيابة جالي الحلقة وقالي رقبتك تساوي كام ياريس حمدون؟!

ساومني .. عرفت منه أن احمد القللي يبقى ظابط بوليس

صيام: الخليفة ؟!

حمدون: الخليفة… يطلع ظابط، ومش أي ظابط .. ظابط مكافحة المخدرات بالمديرية..

هنا ضرب صيام على رقبته برفق ثم قال: رقبتي فداك يامريسه .. انا مدين لك بحياتي .. مش ها انسى يوم البوليس ما ضرب عليا نار وصابني، هربتنى وآوتنى وعالجتني، حتى بعد ماعرفت اني كنت السبب في موت ابنك رجب..

حمدون: مكانش ينفع اسيبك تنزف، وانت مالكش ذنب في موته..

صيام: جه اليوم اللي أرد فيه جمايلك يا مريَّسه…

 

الصاغه

حليم: يعني كنا ها نروح في داهية

حمدون: زي ما خلَصتك من مغاوري ومن كل واحد وقف في طريقنا، هاخلصك منه وازيحه من طريقنا هوَّة كمان ياحليم بيه..

حليم: لكن المرادي فيها مخاطرة كبيرة يا حمدون …. لو انكشفت ها نروح كلنا في ستين داهية

حمدون: اطمن ياحليم بيه .. صيام الجبلاوي ميقدرش عليه إلاَّ عزرائيل نفسه..

حليم: صيام الجبلاوي!! مش ده……..؟!

حمدون: أيوة؛ هوَّة ابن بِعَلوُ الكلوب..

حليم: بِعَلوُ!! ….. اللي انت قتلته بعد ما هرب بفلوس المخدرات اللي سلمها لدعدور؟!!

حمدون: هوَّة ياحليم بيه

حليم: يبقى بعد ما يِخَلْص على البكباشي تخلص عليه .. الحية مهما راعتها و كبرتها متأمنش غدرها..

حمدون: كأنك بتقرأ اللي جُوَايا ياحليم بيه، دا تار ولا يمكن انساه.

حليم: بعد ما نخلص من الاتنين، هاننتظر شوية لما الأمور تهدا وبعدين نتحرك..

المركب هاتدخل قبرص الأسبوع الجاي هاتقعد يومين، وبعدين تتحرك على مصر.

حمدون: وهو كذلك يا حليم بيه

 

مركز البوليس

المأمور: المجرمين استغلوا جهل الناس وتمسكهم بالموروث الشعبي والحكايات اللي ترسخت في عقولهم على مدار سنين طويلة، وبيرتكبوا جرايمهم …. وأشاعوا في البلد أن المارد والمزيَّرة وراء ارتكاب الحوادث اللي بتحصل.

اليوزباشي رشدي: للأسف يافندم رغم اننا في عام ١٩٥٢ إلاَّ أن انتشار الجهل، وبُعد الناس عن صحيح الدين، له عوامل كبيرة في اللي بيحصل.

المأمور: علشان كده كان اهتمام القاهرة بوضع خطة، اشتركت فيها كافة الجهات المعنية، رجال المكافحة بالمديرية، وحدة المباحث في المركز والمديرية، إشراف كامل من النيابة. اليوزباشي رشدي: بكده يافندم نكون ضيقنا الخناق حول رجال العصابة، وسدينا كل الثغرات اللي ممكن يفكروا انهم يستغلوها..

المأمور: اهتمام على ماهر باشا باللي بيحصل هنا يارشدي كان…….

اليوزباشي رشدي: على ماهر رئيس الحكومة؟!!

المأمور: أيوة يارشدي .. ودا حصل بعد انزعاج السرايا من الأخبار اللي نشرتها الصحف عن اللي بيحصل هنا، تم استدعاء رئيس الحكومة وتكليفه بمتابعة الملف بنفسه، فما كان من على ماهر باشا إلاَّ أنه كلف أحمد بك المراغي وزير الداخلية شخصيا بمتابعة العملية بنفسه…

 

الحاره

بساريه: أنا نفذت اللي اتفقنا عليه، كلها كام يوم ونفوق من الكابوس اللي كاتم على نَفَسنا بقالهُ سنين، كده الدور عليكي تنفذي اللي اتفقنا عليه …

نرجس في دلال: لما يحصل، ساعتها تقدر تتقدم قدام الحارة كلها، وتبقى دفعت مهري…

بساريه: مهرك دفعته غالي قوي يانرجس

نرجس في دلال: إيه مستاهلش…….

بساريه: متستهليش؟! .. دنا لو اقدر أجيبلك نجمه من السما اجيبهالك..

نرجس: بحسب مستاهلش .. آن الأوان نعيش بقى في حاره نضيفة، مفيهاش ظلم ولا افترى على خلق الله.

 

في منتصف ليل الخميس الموافق الثالث عشر من مارس عام ١٩٥٢ استيقظت الحارة على صوت لإطلاق النار، فخرج الناس من منازلهم وأسرع بعضهم إلى المكان الذي جاء منه الصوت، ليجدوا الشيخ أحمد القللي غارقا وسط بركة من الدماء، وما هي إلاَّ لحظات وحضر رجال البوليس وحاولوا البحث هنا وهناك وفي كل الاتجاهات عن الذي أطلق النار لكن دون جدوى..

اليوزباشي رشدي يكشف طرف الثوب الذي وضعهُ بساريه فوق الجثمان، وكان (بساريه) من أوائل الناس الذين حضروا إلى المكان، أزاح اليوزباشي رشدي الغطاء عن وجه الشيخ القللي، ثم أعاد الغطاء مرة أخرى، ثم نظر إلى الناس وقال: عمل إيه الراجل الغلبان ده علشان يقتلوه .. إيه اللي ارتكبه غلط علشان تكون نهايته بالشكل ده ..الله يرحمك ياشيخ أحمد.

تم نقل الجثمان بمعرفة النيابة العامة وسط حصار أمني شديد إلى الطب الشرعي لاتخاذ واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة..

 

الجبل

في مكان موحش بقمة الجبل الذي يقع على أطراف المدينة، وفي عش من البوص ومن جريد النخل، يعيش صيام الجبلاوي، وقبل صلاة الفجر فوجئ الجبلاوي بقدوم حمدون..

الجبلاوي: خطوة عزيزة يامريَّسه، الجبل كله نور بقدومك

حمدون: مكانش ينفع استنى ياجبلاوي لما النهار يطلع، كان لازم آجي لحد عندك واشكرك .. عفارم عليك … يااااه انت زحت هم كبير كان كاتم على صدري.

الجبلاوي: قلتهالك يا مريَّسه، ما عاش اللي يخدعك ويضحك عليك..

حمدون: صح ياجبلاوي ماعاش اللي يخدعني، علشان كده خُد دي ياجبلاوي…

قام حمدون بطعن صيام الجبلاوي أكثر من مئة طعنة وظل يكيل له الطعنات وهو يقول دي علشان رجب ياجبلاوي…….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى