ساحة الرأي

محمد حراز يكتب اعتراف

 

لأول مرة أعترف أنني عندما تعرفت على مايسمى بالفيسبوك في أواخر عام 2009 كنت مبهوراً به مشدوداً إليه بطريقة عجيبة..

وعندما كنت أكتب على صفحتي ظننت أنني أكتب إلى عالم مثالي مليء بالحرية يسوده الاحترام، لا نفاق ولا رياء، لا كذب ولا خداع..

والحقيقة التي اكتشفتها سريعاً أن كل ما رأيته كان عكس ذلك تماماً، فقد تولد داخلي شعور بالقهر .. بالتراجع، القهر الذي يحسه ويشعر به من يجلس على مائدة اللئام، يأكل مجانا .. يشرب مجاناً .. وأصحاب المائدة ينظرون إليه على أنه مجرد متسول يلتقط ما يلقونه إليه، وما يضعونه أمامه لا يمتلك حرية اختيار صنف واحد مما يشتهي أو مما يتطلع إلى التهامه..

الكل يدور في فلك واحد، الكل يتحدث لغة واحدة، ضِقت ذرعاً بذلك رفضت النفاق والكذب والخداع؛ تمردت على ذلك العالم المستنسخ رفضته بقوة، لكن واجهتني صعوبات ومشاكل في البداية، نعم واجهت معارضة شديدة وشرسة، وخضت معارك كثيرة مع رواد الموائد، حاولت الاستمرار والتمسك بوجهة نظرى في تحويل هذا العالم المستنسخ إلى شيء مفيد للقراء و للملتهمين على موائد اللئام..

فمؤلم جداً وموجع جداً أن لاتكون في هذا العالم الجديد سوى جليس مائدة أصحابها من اللئام وضيوفها من اللئام تُعرض عليك وجبات من الكتابة الموجهة التي كُتبت بعناية وأنت جائع للقراءة ظناً منك أنك تقرأ لتوفيق الحكيم أو تقرأ ثلاثيات نجيب محفوظ، أو تظن أنها قطعة من كتاب شمس المعارف، فتقبل على وجبتك دون تفكير ودون تدقيق أو بحث أو مراجعة.

فكرت كيف أكتب بحرية وأنا أكتب في نافذة عالمية يمتلكها شاب ص ه ي و م ا س و نى (مارك زوكربرغ) وأنا لا فرق بينى وبين من يجلس مجاناً ويسكن مجاناً ويأكل مجاناً ويظن نفسه أنه يجلس في حديقة البيت الأبيض ويسكن في جزيرة بانوا، ويأكل على مائدة جيف بيزوس..

وأخيراً وجدت الحل الذي بحثت عنه كثيراً..

إن استطعت أن لاتكون جاسوساً فى عالم (مارك زوكريرغ) فافعل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى