محمد حراز يكتب استغاثة الفجر
استغاثة الفجر
بعد صلاة فجر اليوم وأنا بين النائم واليقظان وإذا بجرس الهاتف إلحقنا يا أستاذ محمد، وصوت آخر لسيدة تقول: ياناس غيتونا إحنا بنغرق .. ولادنا بيموتوا .. بيوتنا غرقانة ميَّه، فسألت عن العنوان، وعلى الفور تواصلت مع الجميلة خَلقاً وخُلقا ومنطقا معالي الوزيرة الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة، واتبعته باتصال مع الأستاذ الدكتور/ كامل على غطاس السكرتير العام المساعد لمحافظة البحيرة، ثم ارتديت ملابسي واتصلت وأنا على السلم بالأستاذ الدكتور/ Wahdan Elsayed مدير إدارة الأزمات والكوارث
وصلت المكان بشارع التبة بجوار السيد عامر وإذا برجال الحماية المدنية قد وصلوا أول الناس، تبعتهم مباشرة سيارة لرجال شرطة، ليبدأ التعامل مع الأزمة.
ولأن الوضع كان كارثي بمعني الكلمة، فلم أترك تليفوني ليهدأ، وظل يتواصل مع المسؤولين، وأبت أن تمسك أمطارها، وأخرجت الأرض مياهها(غرف الصرف)، ولم تعد محطة الصرف رقم ٣ تستوعب المياه الموجودة بالمنطقة.
لتبدأ وصول سيارات سحب المياه التابعة لمجلس المدينة، وكذلك السيارات التابعة للصرف الصحي، وأصبحت المنطقة تشبه لخلية نحل، وازدحم المكان بالمسؤولين والعمال المهندس/ محمودحمادة عوض ابو يوسف مدير الصرف الصحي، الأستاذ/ خميس راغب، الأستاذ /سعد السواح قرية الامراء نائبي رئيس مركز ومدينة رشيد، الأستاذ/عبد الصادق سالم مسؤول الصرف الصحي بالمجلس، الأستاذ/ عماد الدش مسؤول الأزمات والكوارث بالمجلس، لم يكن المهندس/ Abed Eltabakh رئيس هندسة كهرباء رشيد بعيدا عنا فقد أرسل رجاله بناء على اتصال الأهالي لفصل الكهرباء عن المنطقة حفاظا على سلامة المواطنين..
الحقيقة تم التعامل مع الموقف بكل احترافية، وتم سحب المياه من المنازل التي تضررت بسبب غمرها بالمياه
وتأتي المفاجأة من الدكتورة نهال بلبع بطلب حصر الضرر الواقع على الأسرة المتضررة لتعويضها عما تلف، فما كان مني إلا قمت بنقل المشهد كما هو دون زيادة فالواقع كان أقوي من الخيال وأقسى من الصور
وتبقى كلمة
أولاً: اعتذر عن الاتصال مبكراً ولكن الأمر كان جلل
ثانياً: شكرا لكل مسؤول أيقظته من نومه قبل شروق الشمس وتحملني وانا أقتحم خلوته بدقات الهاتف
شكرا لكل عامل لكل سائق لكل موظف ساعد في رفع الضرر عن أهلنا في شارع التبة، وأخيراً أؤكد سيظل محمد سيف على العهد وصوت من لا صوت له ينقل آلامكم ومتاعبكم للمسؤولين