محمد حراز يكتب: احذر أن تكون جاسوسا!!!
احذر أن تكون جاسوسا!!!
لأول مرة أعترف لكم أصدقائي الأعزاء أنني عندما تعرفت على ما يسمى بالفيس بوك في أواخر عام 2009 كنت مبهوراً به، مشدوداً إليه بطريقة عجيبة، كنت أشعر وأنا أكتب على صفحتي أنني قد أصبحت جزءا من عالمِ مثالي؛ دستوره الحرية، وعماده الاحترام، عالم خالٍي من النفاق و الرياء، لا كذب فيه ولا خداع.
والحقيقة التي اكتشفتها سريعاً أن كل ما رأيته كان عكس ذلك تماماً، فقد تولد داخلي شعور بالقهر والتراجع، القهر الذي يحسه ويشعر به من يجلس على مائدة اللئام، يأكل مجانا، يشرب مجاناً، وأصحاب المائدة ينظرون إليه على أنه مجرد متسول يلتقط ما يلقونه إليه ، دون أن يمتلك حرية اختيار صنف واحد مما يشتهي أو يتطلع إلى التهامه.
الكل يدور في فلك واحد، الكل يتحدث لغة واحدة، ضِقت ذرعاً بذلك، رفضت النفاق والكذب والخداع، فتمردت على ذلك العالم المستنسخ ورفضته بقوة؛ لكن صعوبات ومشاكل كثيرة واجهتني في البداية.
نعم واجهت معارضة شديدة شرسة، وخضت معارك كثيرة مع رواد الموائد محاولا الاستمرار والتمسك بوجهة نظري في تحويل هذا العالم المستنسخ إلى شيء مفيد للقراء دون الجلوس على موائد اللئام.
فكم هو مؤلم موجع ألا نكون في هذا العالم الجديد سوى جلساء مائدة أصحابها من اللئام، وضيوفها من اللئام، لتُعرض علينا وجبات من كتابات موجهة مشبوهة الهدف، نتلقفها بنهم الغافلين، وكأننا نقرأ لتوفيق الحكيم أو لنجيب محفوظ، بل أحيانا تخيل البعض أنه يقرأ في شمس المعارف، دون تفكير، أو تدقيق، أو بحث، أو مراجعة.
كيف فكرت أنني أكتب بحرية ونافذتي يمتلكها الشاب مارك زوكربيرغ؟! كيف لم أنتبه أنه لا فرق بيني و بين من يجلس مجاناً ويسكن مجاناً ويأكل مجاناً، ويظن نفسه أنه يجلس في حديقة البيت الأبيض ويسكن في جزيرة بانوا، ويأكل على مائدة جيف بيزوس؟!..
وأخيراً وجدت الحل الذي بحثت عنه كثيراً وعرفت كيف أكتب للعالم من خلال نافذة مارك زوكربيرغ دون أن أكون جاسوسا له.
إقرأ لـ محمد حراز أيضا..
محمد حراز يكتب.. تعقيم العقول أهم من تعقيم الملابس