محمد حراز يكتب أعظم ملوك مصر رمسيس الثاني وفرعون وموسى
The greatest kings of Egypt, Ramesses II, Pharaoh and Moses
عشرات الدراسات ومئات الكتب والوثائق والأفلام التسجيلية والأفلام الروائية والوثائقية ظهرت لتثبت للعالم أن مومياء رمسيس التاني هي لفرعون موسى وكثرت الأقاويل والإدعاءات التي تؤكد ذلك وتبارى عدد كبير من المشايخ فى الاستشهاد بالآيات القرآنية لإثبات ذلك أيضا وكأن المؤامرة هناك بالفعل من يقف خلفها لتُصبح حقيقة ..
الحقيقة أصبحتُ في حيرة من أمري، هل أصدق السينما التي أنتجت أعمالاً بهذا الحجم والتي أنفقت مئات الملايين من الدولارات لإخراج عمل عالمي بهذا الحجم، هل أصدق المشايخ والعلماء الذين نأخذ عنهم أمور ديننا، هل أصدقهم وهم يلوون عنق آيات من القرآن الكريم ليثبتوا بأن رمسيس التاني هو فرعون موسى..
الحقيقة لم اُصدق هؤلاء ولم اصدق هؤلاء، وبدأت أبحث في كتب التاريخ وأقرأ هنا وهناك، لم اترك رواية ولم اترك كتابا ولم أدع معلومة مرتبطة بالبحث إلاَّ وقرأتها وأعدت قراءتها عشرات المرات حتى خرجت بمعلومة موثقة بأن الأفلام التي انتجتها السينما كان المال اليهودي هناك لإثبات وتأكيد وترسيخ ذلك لتشويه الملك المصري العظيم لأسباب تحتاج لبحث آخر للحديث عنها..
صُدمت من مشايخنا كيف يستميتون لإثبات ذلك أيضاً ويأتون بالآيات ليستدلوا بها في غير موضعها، حتى اصبح لدينا عدد كبير من الأشخاص يرددون تلك الادعاءات بدون قراءة للتاريخ أو حتى قراءة تفسير الآيات المستشهد بها في غير موضعها، وحينما ترُد عليهم وتنفى ادعاءاتهم الباطلة يستميتون فى مهاجمتك وتشويهك بأنك تخالف القرآن، ألم تسمع قوله تعالى على لسان فرعون (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ….)
وهنا بكل بساطة أقول أن حضارة المصريين القدماء لم تشيَّد بالطين بل بالصخر وبالأحجار العظيمة وأنقى أنواع الجرانيت والبازلت ..
قال الله تعالي ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) هذا كلام الله فى القرآن الكريم وتلك شهادة واضحة وصريحة من الله لا تحتاج إلى تأويل بأن الله دمر كل ما قام به فرعون وقومه ولم يبقى لهم أي أثر مثلهم مثل قوم عاد تماما، لكن العالم الحر يشهد أن ما تركه الملك المصري العظيم رمسيس الثاني من آثار ومبانِ باقية وشاهقة من أسوان إلى القاهرة شاهدة على الحضارة تتحدى الزمن، ما زالت موجودة من ثماثيل عملاقة إلى معابد عديدة أشهرها معبد أبو سمبل فى أسوان ..
القرآن الكريم أخبرنا بأن فرعون كان عقيماً قال تعالى على لسان امرأة فرعون (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖلا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) وهذا دليل لا يقبل الشك بأنهم كانوا محرومين من الأطفال،في الوقت الذي توجد فيه عشرات النقوش والبرديات والوثائق أثبتت بما لا يقبل التشكيك أن رمسيس الثاني كان رجلاً كثير الزواج وكان له أكتر من مئة ابـن وإبنة ولم ينسى التاريخ الذين يحاولون تشويهه وتزييفه أن وريث عرشه هو الملك مرنبتاح ..
أما نكتة النكات التي تبناها هؤلاء كدليل قاطع على أن رمسيس الثاني هو فرعـون موسى فقد شطحوا هذه المرة وقالوا لقد أثبتت التحليل التى أجرتها أكبر الجهات المتخصصة بفرنـسا على مومياء الملك المصري العظيم رمسيس الثاني بأنهم وجـدوا آثار لبواقي المـلـح بالمومياء، وقالوا نعم هذام يعود لملوحة مياه البحر الأحمر الذي شهد معجزة الشق ليغرق الله فرعون وجنوده وينجى الله موسى وقومه ..
تناسى هؤلاء أن ملح النطرون هو أحد أهم أدوات التحنـيـط!!
بمعنى أنه لو تم تـحـليل كل المومياوات المصرية التي تم اكتشافها والتي سوف يتم اكتشافها سيجدوا بها نسبة من ملح النطرون وهذا ينسف نظرية أن غريق سيدنا موسى هو رمسيس الثاني ..
أثبت الـقـرآن الـكـريم كفر فرعون بادعائه الألوهية فقال تعالى على لسان فرعون موسى ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ) ومن المعلوم أن الملوك المصريين لا يوجـد دليل واحد بأنهم اعتبروا انفسهم آلهة كذلك لم يثبت أحد بأن الشعب المصري القديم عبد ملك من الملوك على مرَّ الزمان بل كان الملوك يعتبرون أنفسهم أبناء الآلة بالمفهوم الديـني خـليفة الإله على الأرض أو ولـي الإله حـتى أن الملك رمسيس الثاني كان اسـمه الشـخصي هو (رعـمـسـيس مـري آمـون) أي ابـن رع أو رع من انـجبه مـحـبوب آمـون
أما قـوله تـعالي (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) وإذا بحثنا في كتب التفاسير نجد تفسير لهذه الآية بأن بني إسرائيل كانوا غير مصدقين أن فـرعـون الذي أذاقهم العذاب وذبح ابنائهم واستحى نسائهم قد هلك هكذا في غمضة عين فأخـرج الله لهم جثته على شاطىء الـبحر حتى يطمئن قلبهم ..
الدليل الذي ينسف نظرية أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني؛ فبعد إجراء الفحوصات في فرنسا على مومياء الملك المصري العظيم رمسيس الثاني أثبتت الأشعة أنه مات بين ٩٠ وبين ٩٣ سنة وأنه كان يعاني من خشونة حادة في الركبة إضافة إلى بعض الأمراض الأخري
بـينما ذكر لنا القرآن في القصة المشهورة أن فرعون ظل يطارد سيدنا موسي بنفسه من مركز حُكمه حتى البحر الأحمر مما يعني أن فرعون رجـل شديد في منتهى القوة فهل من المعقول أن رجلا كبيرا تقدم به العمر حتى أصبح عجوزا هرم مثل الملك رمسيس الثاني وهو يعاني من خشونة حادة في الركبة، مؤكد بل مستحيل عليه أن يتحمل ركوب عجلة حربية ويلاحق بها سيدنا موسى وقومه ويقطع بها كل هذه المسافة الطويلة.
كما أخبرنا القرآن الكريم أن الله لم يرسل رسول إلا بلسان قومه قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وبهذا فقد جاء سيدنا موسى بلسان قومه وبنو إسرائيل كانت لغتهم هى العبرية ومن هنا نستطيع أن نقول ان للمصريين لغتهم المصرية ولبنى إسرائيل لغتهم العبرية فجاء موسى لقومه ولفرعون الذي أكدت المصادر أنه كان من الهكسوس وهم كانوا رعاة لم يعرفوا الحضارة ولم يتحضروا بأي مظهر من مظاهر الحضارة والهكسوس وبنى إسرائيل خليط من جنس وعرق واحد من أرض كنعان وحيث أنهم من جنس واحد وعرق واحد فمن الطبيعي ومن المنطق أن يرسل الله إليهم من يحدثهم بلسانهم فأرسل إليهم موسى عليه السلام ..