ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب أحمس قاهر الهكسوس

أحمس قاهر الهكسوس

تاريخ الميلاد : 1560 ق.م طيبة قصر الملك سقنن رع

تاريخ الوفاة ومكان الدفن : 1525 ق م أبيدوس

اسم الشهرة : سيد القوة رع

الزوجة : أحمس نفرتاري

الأبناء : أحمس مريت آمون – موت نفرت – أمنحتب الأول – الملكة احموس : أعح حتب الثانية

الأب : سقنن رع

الأم : إياح حتب

الأشقاء : أحمس – نفرتاري – أحمس حنوت

مؤسس الأسرة الثامنة عشر

أشهر الألقاب : حور – العقاب – حور القاهر – ملك الوجه القبلي والبحري – ابن الشمس

بعد ان قهر أحمس الهكسوس وطردهم من مصر خرح إلى رعيته فقال : أصغوا يا أهل الوجه القبلي، ويا رجال الدين، ويا أهل الوجه البحري، ويا أيها الناس جميعًا، يا مَن يتبعون هذا الملك في خطواته (مشيراً إلى ذاته)، أعلنوا فخاره للآخرين وتطهَّروا باسمه، وتطهَّروا بحياته، تأملوا انه إله على الأرض فقدِّموا له الخضوع مثل «رع»، أثنوا عليه مثل ثناؤكم على القمر، فهو ملك الوجهين القبلي والبحري «نب بحتي رع» الذي يضع في الأغلال كلَّ أرض أجنبية.

ولكن عزيزي القاريء لماذا عجلنا وتخطينا الأحداث ألا يحسن بنا أن نعود إلى الوراء قليلا لتشاهد حياة هذا البطل المصري العظيم في قصر أبيه الملك سقنن رع كيف نشأ وكيف كان يخرج به شقيقه كاموس إلى ساحة التدريب ليعلمه فنون القتال ليكتسب منذ نعومة أظافره كل مهارة يحتاجها المقاتل في لقاء الأعداء ..

نقلت لنا النقوش الكثيرة التي دونها الفنان المصري القديم على جدران المقابر سواء الخاصة به او بوالده او باشقائه كيف كانت حياة هذا البطل المصري العظيم وكيف كانت مشاركته اجتماعات والده الملك سقنن رع وكيف تاثر بما سمعه من ظلم الهكسوس للمصريين في شمال البلاد ..

في سنوات حكم الملك سقنن رع الأخيرة كانت طيبة

أحمس قاهر الهكسوس
أحمس قاهر الهكسوس

قد بلغت من القوة والمكانة السياسية شأناً جعل الصدام مع الهكسوس أمر لا مفر منه، وهذا ما جعل ملك الهكسوس «أبوبي» إِلى اختلاق الأعذار لبدء الصراع لمنع الارتقاء و التقدم بالبلاد أكثر واكثر وتطلع سقنن رع لقتال الشمال وتحريره (نفس الأمر يحدث في العصر الحديث مع الدول العربية، حدث عام 1956 في مصر و حدث للعراق أيام صدام وما حدث في سوريا 2012) ..

بدأ التحرش من الملك الهكسوسي فخرج الملك سقنن رع لملاقاته وتقدم الجيش المصري في اسطول أبحر من الجنوب إلى الشمال عبر نهر النيل وفي معركة طاحنة أبلي فيه الجيش المصري بلاء حسنا استشهد فيها الملك المصري سقنن رع عام 1550 ق.م) وقد أظهرت إصابته انه قتل مقبل غير مدبر حيث جاءت إصابته في وجهه بالجمجمة ..

كان أحمس اثناء هذه المعركة لم يتجاوز العشر سنوات من عمره إلا انه أصر على الخروح بمصاحبة شقيقه كاموس الذي تولى عرش البلاد (طيبة) بعد استشهاد الملك المصرى العظيم سقنن رع لمدة خمس سنوات مكث ثلاث سنوات برعاية الملكة إياح حتب حتى انفرد بالحكم عام 1547 ق.م واستشهد عام 1545 ق.م وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، كما أسلفنا في مقال سابق ..

كان كاموس يحب شقيقه أحمس ويجلسه بجواره على العرش بالرغم من صغر سنه وكان يشاوره في كل اموره حيث بدت على أحمس أمارات الفطنة والذكاء فاستشاره في الخروج لملاقاة هؤلاء الهمج وتطهير البلاد منهم وذلك في حضور الملكة الأم إياح حتب فقال له أحمس قولته التى خلدها الزمان : أيها الملك ان أهلنا في الشمال أرسلوا إلى أبينا الرسل يطلبون تحريرهم من ظلم هؤلاء الرعاع فقتل دون تحقيق حلمهم فهل سنتراجع عن ما شرع فيه الملك سقنن رع ..

فنظرت إليهما الملكة قائلة: كل الأمهات يفخرن بكما..

وهنا ابتسم الملك العظيم كاموس قائلا اشهدك أيتها الملكة أنني لن أجلس على هذا العرش حتى جلاء وطرد هؤلاء الهمج من الأسيويين الهكسوس الذين جثموا على صدور المصريين قرابة قرن ونصف من الزمان أو ألحق بأبي..

ويخرج كاموس في جيش قوامه قرابة ثلاثين ألف مقاتل جعل عشرة ألاف منهم لحماية البلاد خلفه من هجوم مباغت للنوبيين وخرج بعشرين ألف مقاتل لتحرير الشمال من الهكسوس، وتتساقط رؤوس المحتل تحت ضربات الجيش المصري العظيم وتبدأ البلاد تتهاوى واحدة تلو الأخرى فاستولى كاموس على مدينة “نفروسي Nefrousy” التي كان يحكمها أحد عملاء الهكسوس، ثم تقدم بجيشه إلى أطراف أفاريس عاصمة الهكسوس “صان الحجر حاليا”، لكنه لم يستولي عليها، فقد شعر بالخطر الداهم يهدد مؤخرة جيشه بسب هجمات أمير “كوش” الذي كان قد انضم إلى ملك الهكسوس”أبوفيس”، فقد كان هذا الخائن يضمر لكاموس في صدره الضغينة لقيامه بغزو الأراضي النوبية والإستيلاء على بوهن.

وفي العام الرابع والأخير من فترة حكمه يقوم بالإبحار شمالا عبر نهر النيل وكان قائد الاسطول هو بطل قصتنا أحمس وظل يقاتل تجمعات للهكسوس فيهدم حصونهم وهو في طريقه إلى الشمال فسرعان ما تعلن قرى كاملة الإستسلام، أما مدن الهكسوس الكبرى التي كانت تقابله بمواجهة قوية كان يقوم بحصارها ويقوم بقطع الإمدادات عنها ليفصلها عن باقى مملكة الهكسوس حتى وصل إلى أواريس ..

إلى اللقاء مع حراز والجزء الثاني من أحمس قاهر الهكسوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى