ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب آمال.. الحلقة السادسة 

 

بدأ حسام مع مجموعة الفدائيين من أبطال منظمة سيناء العربية في تدريبات مكثفة، طوال رحلة الكلية إلى السويس والتي استمرت لأكثر من أربعة أيام، حتى أصبح حسام جاهزا للقيام بأية عملية في عمق الأراضي المحتلة.

لم تكن آمال تعرف أي شيء عن حسام، سوى أنها لاحظت تكرار خروجه في عدد من الرحلات، فسألته عن سبب ذلك، فأخبرها أنه انضم لفريق الكشافة بالكلية، فباركت له ذلك وقالت له: إن هذا سيشكل لديه رؤية جديدة تساعده في حياته العملية، وسيخلق منه شابا قويا يعتمد على نفسه.

من هنا أصبح لدى حسام المبرر القوي للسفر، مع رجال منظمة سيناء العربية بصفة شبه مستمرة، وقد اشترك في تنفيذ ثلاث عمليات في الأيام الأخيرة من شهر فبراير عام ١٩٦٢، أذاقوا فيها العدو المرار وكبدوه خسائر طائلة.

 

روما إيطاليا في ٥ مارس ١٩٦٢

أدم رسلان يسلم إرييل باشي صورة: دا العنصر اللي انت مكلف به إرييل

إرييل: إلياف شرح لي المهمة بالتفصيل سيد آدم

آدم: أوك .. رحلتك مع الفوج السياحي إلى القاهرة غدا في تمام الساعة العاشرة صباحا من مطار روما، جهز نفسك إرييل

إرييل: تمام سيد آدم، أنا جاهز

آدم يسلم إرييل عشرة آلاف دولار، وظرف ويقول: إرييل، لا تفتحه إلاَّ وأنت في حمام الطائرة، ثم تخلص منه، ونفذ مابداخله بكل دقة.

إرييل: سأفعل سيد آدم

 

مطار القاهرة في ٦ مارس ١٩٦٢ الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ينتظر مندوب شركة “حتشآتون” الفوج السياحي في صالة الوصول رقم “١” ويقوم بإنهاء جميع إجراءات الوصول، ثم يتحرك بحافلة الشركة إلى الفندق الذي تم حجزه، على أن يبدأ برنامج الرحلة من الغد.

في الثامنة إلاّ خمس دقائق صباح الأربعاء ٧ مارس ١٩٦٢ كانت آمال علواني تنتظر أمام الفندق، وفي الثامنة تماما كان الفوج الإيطالي داخل الأتوبيس.

أمسكت آمال بالمايك ثم رحبت بهم مرحبا بكم في مصر Benvenuti in Egitto، ثم قالت “نحن في طريقنا الآن إلى هضبة الأهرامات، لنشاهد عظمة القدماء المصريين وكيف قاموا ببناء أقدم مبني على وجه الأرض، الأهرامات الثلاثة، والتي تعتبر معجزة من أهم المعجزات التي اكتشفها الإنسان على مر التاريخ”.

“Poi ha detto che ora siamo in viaggio verso l’altopiano delle piramidi, per vedere la grandezza degli antichi egizi e come hanno costruito l’edificio più antico sulla terra, le tre piramidi, che è considerato uno dei miracoli più importanti scoperti dall’uomo nel corso della storia” .

وصل الأتوبيس إلى هضبة الأهرامات، وبادر أفراد الفوج بأخذ الصور التذكارية، لكنها لاحظت أن هناك شاب أربعينيا، ينظر إليها منذ ركوبه الأتوبيس، فاقتربت منه وسألته لماذا لم تشارك زملاءك التصوير الفوتوغرافي

Perché non condividere i tuoi colleghi di fotografia

فقال: انشغلت بجمالك عن جمال الأهرامات..

فابتسمت وقالت: انت بتعرف عربي؟!

قال : أنا مصري

آمال: معقول؟!

قال: ومن المعادي كمان.

آمال: سافرت إيطاليا من زمان؟!

قال: لا أبدا، بعد عبدالناصر ماصادر أملاكنا…….

وهنا أصيبت آمال بصدمة عنيفة ومفاجأة، إذ تذكرت ماحدث لأسرتها وكيف فقدت أبويها، فقالت: أنت كمان ؟!

قال: يعني إيه، أنا كمان؟!

فقصت له آمال قصتها بالكامل، فأظهر لها تعاطفه معها وأبدى استعداده لمساعدتها، قائلا: اسمي ممدوح المغربي، وتحت أمرك في أي شيء.

آمال: المغربي باشا يبقى والدك؟!

قال: نعم… لكن أنا مستسلمتش، سافرت إيطاليا وفي خلال شهور قليلة بقى عندي شركة استيراد وتصدير وموظفين…..

مرَّ الوقت سريعا بين آمال وممدوح وانتهى اليوم الأول من الزيارة، فقال ممدوح: أقدر اعزمك على العشا؟!

آمال: معلش خليها مرة تانية

 

منزل آمال

عادت آمال إلى المنزل وظلت طوال الليل تفكر في ممدوح وتتذكر نظراته، وكيف كان يريد التقرب منها، فجعلت تفكر مع نفسها، هل يكون ممدوح هو الشاب المناسب، هل هو فتى أحلامها الذي سينقذها مما هي فيه…

وفي المساء ذهب ممدوح المغربي إلى عيادة الدكتور سليمان في المعادي ودفع ثمن استشارة، ثم دخل حجرة الكشف فكانت المفاجأة للدكتور سليمان عندما رآه فقال: إرييل ……..؟!

 

إلى اللقاء في الحلقة السابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى