محمد حراز يكتب آمال الحلقة الرابعة
طلب آدم رسلان ضابط الموساد الإسرائيلي من إلياف سرفاتي تجهيز إرييل باشي ذي الملامح المصرية والذي يتحدث المصرية بطلاقة، ليكون ضمن الفوج السياحي الذي سيزور مصر، وعلى الفور قام إلياف بإخضاع إرييل لجلسات تدريب مكثفة للقيام بالمهمة التي سيكلفه آدم حسان بها.
القاهرة في مساء السبت الموافق ٢٣ ديسمبر ١٩٦١
سيارة تتوقف وسط ميدان التحرير، وإذا بالدكتور سليمان يقوم بإنزال زجاج سيارته، ويخرج يده ويشير إلى لافتة كبيرة تعلو مبنى يطل على الميدان مباشرة، كُتب عليها شركة “حتشآتون” للسياحة ويقول: هي دي الشركة اللي هاتشتغلي فيها يا آمال..
آمال: أوك ياخالي..
مدير الشركة يرحب بآمال: أهلا وسهلا آمال هانم .. دكتور سليمان كلمني عن حضرتك كلام كتير، إن شاء الله تكوني مبسوطة معانا.
آمال: خالي دايما بيجاملني
دكتور سليمان: أنا .. بالعكس، الأستاذ وجدي محتاج مترجمة شاطرة ومش هيلاقي زيك، ولاَّ لك رأي تاني ياوجدي؟!
وجدي: أنا كصاحب شركة سياحة بنافس شركات كتير في السوق، هابقى محظوظ جدا، بوجود مرشدة معاها اللغات اللي مع حضرتك يا آمال هانم
آمال تنظر للأستاذ وجدي ثم تسأله: أقدر أستلم الشغل من امتى؟
وجدي: حضرتك استلمتي خلاص .. بكره عندنا فوج اسباني هاتكوني معاه.
آمال: متشكرة جدا يا أستاذ وجدي
وجدي: أنا اللي بشكر الدكتور سليمان على اقناعك تبقى ضمن مجموعة “حتشآتون”.
كلية الهندسة
حسام في مدرج الكلية وسط زملائه فتحي عوض الله، وأحمد عفيفي، ومحمود طه: هانسيب اسرائيل طايحه في اخوانا الفلسطينيين واحنا قاعدين كده، لا بنهش ولا بنش ياشباب؟!
فتحي عوض الله هامسا: حسام مش هاينفع الكلام هنا
أحمد عفيفي: اهدا ياحسام وكل شيء بآوانه
محمود طه: الأسبوع الجاي، الكلية عاملة رحلة السويس، هانطلع كلنا وهناك هانقابل ناس مهمين ياحسام.
حسام: على بركة الله.
منزل آمال
آمال: مساء الخير يادادة
سيدة: مساء النور ياقلب دادة
آمال: حسام لسه مرجعش من الكلية؟!
سيدة: لأ.. رجع وقال انه نازل يزور والد زميل له في الكلية عامل عملية، زمانه راجع متقلقيش
آمال: طيب يادادة، يرجع بالسلامه، أنا بقى جاية من الشغل واقعة من الجوع .. عملتلنا إيه النهاردة؟!
سيدة: عملالكم الأكلة اللي بتحبيها ياروح دادة
حسام يفتح باب الشقة ويضع سلسلة مفاتيح على ترابيزة السفرة ويقول: يبقى عندنا النهاردة صينية مكرونة باللحمة المفرومة..
آمال: قلقتنا عليك ياحسام
حسام: يا آماااال ياحبيبتي متقلقيش عليا .. أنا كبرت خلاص، والنهاردة بقيت في تالتة جامعة
آمال: ولو، حتى لو اتخرجت واتجوزت وبقى عندك أولاد، برضه هاقلق عليك
حسام: طب ياللا ياحبيبتي أحسن أنا كمان واقع من الجوع.
مبنى المخابرات
الأحد ٤ فبراير ١٩٦٢
مجسم للكرة الأرضية وضع على يمين الجالس على المكتب الموجود بالحجرة، وعلى الحائط برواز معلق به صورة الرئيس جمال عبدالناصر
يجلس مدير المكتب السيد شوكت مهران الذي التقط نظارته من فوق المكتب ثم قال للسيد حسن جعفر: جهزت التقرير ياحسن؟!
السيد حسن: بكل التفاصيل اللي حضرتك طلبتها، اتفضل يافندم.
السيد شوكت يتناول ملفا مكونا من ست ورقات، ويبدأ في تصفحه..
بعد انتهائه من القراءة، تظهر على وجهه علامات الدهشة: تمام ياحسن، معنى كده ان الاشارات والموجات بتصدر بشكل منتظم، ومن مكان واحد.
السيد حسن: ده بيأكد يافندم ان اللي بيبعت الرسايل بيختار أيام معينة، وساعات متفق عليها مع الطرف التاني
السيد شوكت: يبقى احنا كده حطينا إيدينا على أول الخيط، عايز المراقبة ٢٤ ساعة لحد ما نعرف مين الولاد دول وبيشتغلوا لحساب مين
السيد حسن: تمام يافندم
السيد شوكت: أخبار حسام علواني إيه……..؟!!
إلى اللقاء في الحلقة الخامسة