ساحة الرأيفن ومنوعات

محمد حراز يكتب آمال.. الحلقة الثامنة

 

قدم السيد ناجي المعداوي تقريرا مفصلا للسيد شوكت مهران شرح فيه، كيف قامت وحدة الرصد بتتبع الإشارات والموجات، بعد وضع خطة مُحكمة، حيث تم تقسيم القاهرة لأربعة أجزاء متساوية، قامت مجموعات الرصد بتتبع كل جزء على حدة، نتج عن ذلك تحديد الأماكن التي تخرج منها الإشارات، وتم معرفة العناصر وتحديد هويتهم وعناوينهم، وأصبحوا تحت المراقبة، ثم سلم السيد ناجي صورهم للسيد شوكت

السيد شوكت يمسك بالصور: أكرم درويش .. نبيل شاكر

السيد ناجي: بعد مراقبتنا لهم على مدار الثماني والأربعين ساعة لاحظنا يافندم ان معاهم كاميرات صغيرة جدا، بينزلوا يصوروا الأسواق والجامعات والأقسام، ومحطات القطارات، لكن لفت نظرنا، أنهم لا بعتوا الصور عبر البريد، ولا ظهر عنصر تالت استلم الصور منهم.

السيد شكوت: معنى كده ان في طرف لسه مظهرش، الطرف ده هو اللي هايستلم الصور

السيد ناجي: معنى كده يافندم اننا مش هانقبض عليهم

السيد شوكت: ولحد الطرف الثالث مايظهر، عايزك تكثف المراقبة على مدار ٤٨ ساعة، مش عايزهم يعيشوا لحظة احنا منعرفهاش.

السيد ناجي: تمام يافندم.

 

آمال تجلس مع شقيقها حسام وتنادي على سيده: داده، ياداده

سيده: ياقلب داده

آمال: تعالي ياداده .. عايزه اتكلم معاكم

سيدة: أجيب الشاي وجايه

آمال: لأ اقعدي ياداده

سيده: حاضر ياقلب داده..

آمال: أنا جايلي عريس

سيده: يا ألف نهار أبيض؛ يا ألف نهار مبروك

حسام: مبروك ياحبيبتي بس مين سعيد الحظ ده؟!

آمال: ممدوح…

حسام يضحك: أيوة مين بقى ممدوح؟!

آمال: ممدوح المغربي ابن المغربي باشا، اللي كان ساكن في الشارع اللي ورانا في الزمالك، اتعرفت عليه ضمن الفوج الإيطالي..

حسام: يعني إيه مش فاهم؟!!!

آمال: هاقولك على كل حاجه

حسام: روحي ياداده هاتي الشاي، شكل السهرة هاتطول…

سيدة: أحلى كوبيتين شاي..

آمال: ……………..، دي كل الحكاية وهو راجع بكره مع الفوج، واتفقنا أرتب أموري هنا، وبعدين اسافر له روما. حسام: آمال…….

آمال: أنا عاملة حسابي على كل حاجة، وهما كام شهر وهانرجع نستقر هنا…

حسام: فكرتي كويس في الموضوع؟!

آمال: أيوة ياحبيبي، متخافش علي اختك، اختك بميِت راجل..

حسام: يبقى ألف مبروك .. ياللا ياداده سمعينا زغروته

سيدة: زغروتة واحدة، أنا في دك اليوم اللي أزرغت فيه لبنتي حبيبتي

 

روما .. إيطاليا في ٢٣ مارس ١٩٦٢ الموافق يوم الجمعة

إرييل ينتظر آمال، حسب الموعد الذي أخبرته بوصولها فيه، وبكل سهولة يقوم بإنهاء إجراءات الوصول، لم يَلفت نظر آمال ذلك، فقد غمرتها الفرحة برؤيتها له، وانتظاره لها..

اصطحبها إرييل إلى شقته بوسط روما، وفي عمارة سكنية جميلة، أوفى بوعده معها، وأتم زواجه منها.

عاشت آمال أجمل أيام عمرها معه، لكنها لاحظت أنه لا يصلي ولا يصوم، لكنه كان من الذكاء أنه لم يمنعها من ممارسة شعائر دينها، تحدثت معه أكثر من مرة، فكان يتهرب منها ويتحجج، إما بانشغاله بكثرة أعماله، أو بالسهو، أو بسبب وجوده لفترات طويلة في الشركة..

وفي يوم ٢١ أغسطس ١٩٦٢ الموافق يوم الثلاثاء، قررت زيارته في مكتبه وعمل مفاجأة له، وما أن قامت بفتح باب المكتب حتى صُعقت مما رأته وشاهدته…

إلى اللقاء في الحلقة التاسعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى