محمد حراز يكتب آمال الحلقة الثالثة
في شقتها بمصر الجديدة، ووسط جو ممتلئ بالشجون يكتنفه الحزن، رأت آمال كيف عبر كل من عم إدريس وعم عبده والدادة سيدة، عن مشاعره وعن كيفية الوقوف بجانبها، الأمر الذي جعلها تتخذ قرارها بالبحث عن عمل مناسب، يكون مصدرا لتتعايش منه وأسرتها الصغيرة.
سيدة يعتصرها الألم عندما سمعت آمال تقول ذلك فقالت: تشتغلي؟!
آمال: أيوة أشتغل يادادة .. أنا بعرف فرنساوي وايطالي وانجليزي، دا غير العربي.
سيدة: بنت صدقي باشا علواني تشتغل؟!
آمال: أيوة يادادة بنت صدقي باشا تشتغل .. الدنيا اتغيرت زي مانت شايفه يادادة، ثم الشغل مش عيب..
حسام: هاتشتغلي وانا موجود؟!
آمال: حسام .. انت لازم تكمل تعليمك كأن بابا موجود تمام .. هاوفرلك احتياجاتك، وكل مستلزماتك….
حسام: أيوة يا آمال لكن …..
آمال: مالكنش .. لازم تكمل تعليمك وتتخرج وبتقدير كمان.
سيدة: أيوة يابنتي بس هاتشتغلي إيه؟!
هنا يدق جرس الباب، تذهب سيدة تفتح الباب، وإذا بالدكتور سليمان توفيق
سيدة: خطوة عزيزة ياسعادة البيه..
دكتور سليمان: ازيك يادادة ..
سيدة: إن شالله تسلم من كل شر يادكتور
دكتور سليمان: ازيك ياعم إدريس، ازيك ياعم عبده عاملين إيه؟!
إدريس: الحمدلله يادكتور
عبده: الحمدلله في نعمه يادكتور
دكتور سليمان: ازيكم ياولاد
حسام: شوف ياخالي، آمال بتقول إيه
دكتور سليمان: في إيه؟!
آمال: أنا عايزة أشتغل ياخالي
دكتور سليمان: براڤو يا آمال .. وانا عندي شغلانة مناسبة جدا علشانك
آمال: شغلانة إيه ياخالي؟!
دكتور سليمان: مرشدة سياحية..
آمال: مرشدة سياحية؟!
دكتور سليمان: أيوة .. انتي بتعرفي لغات كويس، وعندك المقدرة انك تشرحي المعالم الأثرية بكل سهولة.
آمال: ممتاز ياخالي.. بس فين بقى شركة السياحة اللي هاتوافق تشغل واحدة من أعداء النظام .. مش بيسمونا كده ياخالي؟!
دكتور سليمان: من الناحية دي اطمني.. متحمليش أي هم، في صديق عزيز صاحب شركة سياحة، أنا اتكلمت معاه، رحب جدا بالفكرة، أُمال أنا كنت جاي ليه؟!
آمال: طيب أقدر أستلم الشغل من أمتى؟!
دكتور سليمان: من النهاردة لو حبيتي
سيدة: كتر خيرك ياسعادة البيه .. ربنا ميحرمناش منك ابدا
دكتور سليمان: يادادة البهوية خلاص اتلغت .. احنا النهاردة في عهد جديد، عهد الكل لازم يشتغل وينتج، مش كده ولا إيه يا آمال؟!
آمال ومرارة في حلقها: كده ياخالي.
هنا يستأذن إدريس: أشوف وشكم بخير
وكذلك يستأذن عم عبده..
دكتور سليمان: لحظة ياعم إدريس، استنى ياعم عبده
ادريس: خير يا دكتور؟!
دكتور سليمان: لو كان صدقي باشا عايش، كان عمل حاجتين في الظروف اللي زي كده، أول حاجة كان سلم لكل واحد منكم مكافأة، كتقدير منه في نهاية خدمتكم للأسرة، تاني حاجة، كان أمر السواق الخاص بالأسرة يوصلكم لمحطة القطار، وعلشان كده اتفضلوا، ده مبلغ مئة جنيه، لكل واحد، وانا هاوصلكم بنفسي لمحطة القطار
إدريس وعبده في نفس واحد: دا كده كتير يادكتور
دكتور سليمان: مش كتير علي صدقي باشا، ولا على ناس خدمتنا بكل إخلاص طول السنين دي.. اتفضلوا
سيدة: ربنا يجبر بخاطرك ياسعادة البيه
دكتور سليمان يضحك ويقول: تاني يادادة، آمال…..
آمال: أيوة ياخالي
دكتور سليمان: أرجع تكوني جهزتي نفسك؛ صاحب الشركة فى انتظارنا
آمال: هاكون جاهزة ياخالي .. مع السلامه ياعم إدريس .. مع السلامه ياعم عبده
روما .. إيطاليا في ٢٢ ديسمبر ١٩٦١ الموافق يوم الجمعة
أدم رسلان جالس في مكتبهِ داخل شقة يتخذها كمقر آمن للموساد .. قولي إلياف: أخبار عناصرنا في مصر إيه؟!
إلياف سرفاتي: آخر رسالة وصلتنا منهم بيقولوا فيها، انهم صوروا كل الأماكن المطلوبة، لكن مش عارفين يرسلوها .. بسبب الرقابة القوية على المراسلات عبر البريد أدم.
أدم: كده .. يبقى نجهز إرييل باشي يكون مع الفوج اللي نازل مصر على شركة “حتشآتون”.
إلياف: تمام أدم….
إلى اللقاء في الحلقة الرابعة