محطات في حياة عزت العلايلي “ذكرى ميلاده”
إسراء البواردي
تحل اليوم 15 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان الراحل عزت العلايلي، أحد أشهر فنانين الوطن العربي، صاحب العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة، الذي حصل على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية.
ولد عزت العلايلى في حي باب الشعرية عام 1934 في أسرة متوسطة الحال، تتكون من أب يعمل محاسب وأم ربة منزل، وخمسة أخوه وكان ترتيبه فيما بينهم الثالث.
عشق التمثيل منذ طفولته، وبدأ تعلقه بالمسرح حينما واظب والده على إصطحابه لمشاهدة مسرحيات يوسف وهبي، ومسرح نجيب الريحاني، وورث عن والده حب الشعر والقراءة حيث كان والده يمتلك مكتبة كبيرة تضم الكثير من الكتب في الشعر والادب والسياسة وغيرها من ألوان الثقافة.
تخرج عزت العلايلى في معهد الفنون المسرحية عام 1960 وعمل معدًا للبرامج بالتليفزيون لمدة 3 سنوات حتى عام 1963، ليبدأ مشوارًا طويلًا مع الفن حتى رحل عن 86 عامًا قدم خلاله أشهر وأنجح الأعمال التي نال عنها جوائز محلية وعالمية.
كانت أولى خطواته في التمثيل من خلال دور صغير في فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) عام 1962 تبعه دور في ثلاثية نجيب محفوظ والذي كان بمثابة بدايته السينمائية، وتعددت أعماله بعد ذلك ليشارك في عشرات الأعمال ما بين 85 فيلم سينمائي و8 مسرحيات و60 مسلسل تلفزيوني.
وبدأ عزت العلايلى مشواره الفني من خلال المسرح كمحترف عام 1963، ومن أشهر مسرحياته “ تمر حنة ” مع وردة الجزائرية، وكانت فرصته الحقيقية في الإنتشار والشهرة في فيلم “الأرض” أمام الفنان الراحل محمود المليجي والمخرج يوسف شاهين عام 1970، وفيلم “الإختيار “عام 1971 أمام سعاد حسنى، الطريق إلى إيلات، أدهم الشرقاوى، التوت والنبوت وغيرها.
الفنان عزت العلايلى، من أشهر من قدموا الأعمال الفنية ذات الطابع الوطني، خلال مسيرته الفنية، ولعل من أبرز تلك الأعمال الراسخة في وجدان الفن المصري والعربي، تقديمه لشخصية العقيد راضي قائد العملية في فيلم الطريق إلى إيلات، كذلك عبارته الشهيرة التي لاتزال متداولة حتى الآن: (عاش خاين ومات كافر)، التي قالها أثناء تجسيده لشخصية العقيد نادر لاشين في فيلم بئر الخيانة أمام الفنان الراحل نور الشريف، كما قدم للسينما أفلام السقا مات، الأرض، الاختيار، التوت والنبوت.
ومن أدواره الناجحة والمتعددة في التليفزيون: دور أحمد الخازندار في بوابة الحلواني، الإمام الطبري، المستشار عبدالله كساب في مسلسل الجماعة، العنكبوت في رواية الدكتور مصطفى محمود، وأخر أعمال عزت العلايلى التليفزيونية “قيد عائلي” مع النجمة ميرفت امين.
المشاركة السياسية والوطنية كانت أحد أهم وأبرز المحطات في حياة الفنان الراحل عزت العلايلي، عندما قرأ إعلانًا عام 1950، يطلب من الراغبين في التطوع مع الفدائيين بالإسماعيلية تسجيل أسمائهم للمشاركة وبالفعل توجه إلى الإسماعيلية وسجل اسمه لدى محامى كان يجمع الأسماء وقام بنقل السلاح للفدائيين هناك، إلا أنه في عام 1954 بعد محاولة إغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالمنشية في الإسكندرية تم إلقاء القبض على عزت العلايلي وإيداعه في السجن لمدة 3 أشهر، بعدما تبين وجود اسمه في الكشوف لدى المحامى الإخوانى وعندما ثبتت براءته خرج من السجن.
قبل رحيل عزت العلايلى أصيب بفيروس كورونا، كما صرح ابنه النائب محمود العلايلى، ثم أكتشف الأطباء عند رحيله إنه ليس بسبب فيروس كورونا ولكن الوفاة كانت مفاجئة وطبيعية خاصة وأنه كان حزينًا بعد رحيل زوجته سناء الحديدى المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته.