سيد عصمت يكتب: مجتمع فقد القيم والمشاعر؟!
بداية لا يمكن لعاقل أن ينكر حقيقة تدني السلوكيات والأخلاق والتربية والتعاليم الدينية والعادات والتقاليد التي كانت مترسخه في مجتمعنا قبل سنوات طويلة مضت، فنجد أبسط ما هو معروف بالضرورة بات أمرا مستحيلا لا يصدقه عقل، التجرؤ على الآباء والتطاول عليهم، تنصل آباء من مهامهم التربوية والأصيلة تجاه أبنائهم، فنجد للأسف في مجتمعنا
أب لا يستحق المصطلح الأبوي أصلا، يتنصل من مهامه ولا يبذل أي جهد حتى لمحاولة توفير احتياجات أبنائه ويكتفي بجملة ماذا أفعل، ويعلق خيباته وتقصيره وتنصله من مهامه على شماعة الأوضاع والظروف، بل لا يكتفي بذلك فحسب ولكن يحاول جاهدا نقل مهامه والتزاماته إلى الأم، حتى وإن كانت ربة منزل أو لا دخل أو مصدر إنفاق لديها، هذا النموذج يطلق عليه بالعامية مصطلح «نطع»، ولا يمكن أن نغفل نموذج آخر في المجتمع حتى وإن كان يتضائل وهو الأب الحنون الذي لا يدخر جهدا معنويا أو ماديا أو ذهنيا لتوفير احتياجات ومتطلبات أبنائه
ولا يجب أن نتغافل عن دور أم تبذل كل جهد لتوفير متطلبات أبنائها وفلذات كبدها، وبكل ما تملك من طاقة وإمكانات مهما كانت بسيطة ضئيلة تحاول أن توفر لهم حياة كريمة بلا عوذ أو حرمان، نماذج يعج بها مجتمعنا للأسف بات حالة عامة وتمثل السواد الأعظم من معادلة تسيير حياتنا التي يمكن أن نطلق عليها رتيبة وكئيبة، حيث تبث في الأبناء بسلبيتها حالة من عدم الرضاء خاصة تجاه الأب، والذي يغقد شيئا فشيئا ومع كل يوم يمر وهو يتخلى عن مهامه
ومع كل موقف يكون رد فعله غير متوقع أو لا ينتظره الأبناء يفقد إحترام أبنائه له كما ينتقص قدره ويتقزم ويتضائل في أعينهم، الأسوأ على الإطلاق نموذجان الأول من لا يدرك أصلا معنى هذا المفهوم ليدرك بوعي الأب أولآ والإنسان ثانيا دوره ومهامه الموكل بها من منطلق أنه مسؤل عن الرعية ليفهم معنى مفهوم مصطلح المسؤلية، والثاني من لا يفرق معه ويؤثر عليه نظرة أبنائه له ومكانته في أعينهم، الأمر الذي جعل المجتمع يفقد ويفتقد لجزء كبير من القيم المتوارثة والتعاليم الدينية والمشاعر المتبادلة، مجتمع فقد ومازال بوصلة الإصلاح والتعديل السلوكي والقيمي و الأخلاقي، فهل ستكون لنا وقفة بمثابة بوق يطلق إنذارا شديد الأهمية للخطر الذي أصبحنا بصدده لتعديل