مأساة الأرمن وعلاقتهم بمصر في «موت منظم» لأحمد مجدي همام
محمد يحيى
تصدر دار هاشيت أنطوان في بيروت، خلال أيام رواية الكاتب أحمد مجدي همام، الأحدث «موت منظم»، التي يتتبع فيها سيرة سيدة مصرية من أصل أرمني، ليطرح من خلالها المأساة التاريخية للأرمن، والإبادة التي تعرضوا علها على يد الدولة العثمانية في 1915، ثم يتشعب السرد في مسارات متوازية.
رواية «موت منظم» تبدأ بصدفة تجمع السيدة ماجدة سيمونيان مع الصحفي الشاب عبد الرحمن سعد، وتنطلق من تلك النقطة إلى الماضي والمستقبل، فتطرح ماجدة قصة عائلتها في مسيرات الموت القديمة وحتى وصولها إلى مصر وتوطّنها هناك، وبالمثل يحكي عبد الرحمن حاضره وحاضر ماجدة والمشاكل التي تعترض طريقهما في فترة الانفلات الأمني بين 2011 و2014، والعلاقة المتأرجحة بينهما عبر تقنية تعدد الأصوات تكتمل الصورة وتصل الحكاية إلى نهايتها القاتمة.
تنقسم الرواية- التي تحكي السنة الأخيرة في حياة ماجدة سيمونيان- إلى 4 فصول: «شتاء طويل، ربيع في القوقاز، مواعيد صيفية، خريف أسود. وتُحكى أحداثها موزعة بين عدة بلدان: مصر، أرمينيا، لبنان، أرمينيا».
جدير بالذكر أن رواية «موت منظم» حاصلة على منحة من مؤسسة «المورد» الثقافي
نبذة من الرواية
«ركضتُ راجعًا إلى مخبئي، كنت أرتجف وأنا أحكي لنونيا عن أبناء جلدتنا الذين سيُذبحون، يومها بَكتْ حتى خارت ونامت، وبعد يومين فاحت في البادية رائحة نتنة، وشوهدت النسور تحلِّق في المدى. وكثُر الذباب، فعرفت أنهم قُتِلوا، وأن الشيخ أنقذني من الموت مرة أخرى، وأن البقاء بقربه يضمن لي قدرًا لا بأس به من الأمان. كان الشيخ النعيمي دومًا يعيد على مسامع رجال عشيرته أن الشريف حسين بن على الهاشمي -وكان ملكًا على الحجاز وقتها- قد أوصى أمراء وشيوخ القبائل العربية في الشام والعراق بحسن معاملة أبناء الطائفة اليعقوبية الأرمينية. وهذا تقريبًا ما كان الشيخ عدنان يفعله، حتى جاءت الليلة التي رجعت فيها من مضاربهم، لأجد المغارة، التي وضعت فيها أنا ونونيا بعض الخِرَق والأواني واعتبرناها بيتًا، خاليةً. اختفت نونيا. فتَّشت البادية من أقصاها لأقصاها. بكيتُ وأهلتُ التراب على رأسي، وقبيل الصباح ركضت صوب خيام العرب لاستنجد بهم، وكانت مفاجأتي كبيرة عندما وجدت خالتي تجلس مذعورة إلى جوار زوجها الطبيب التركي الأعرج، الذي تمكَّن بشكل أو بآخر من اقتفاء أثرها».
الكاتب في سطور
أحمد مجدي همام صحفي وروائي مصري مقيم في القاهرة، صدر له في الرواية «أوجاع ابن آوى»، «عياش»، «الوصفة رقم 7»، وفي القصة القصيرة «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة». وفاز بجائزة «ساويرس» للقصة القصيرة 2016.