كانت بدايتها مع فرقة رمسيس تعرف شريف مندور الفنانة “فوزية عبد العليم “
إسراء البواردي
الفنانة صاحبة الظل الخفيف والقريبة إلى القلب فوزية عبد العليم، منذ أيام، والتي توفت في يوليو 2019 بعد مشوار قصير نسبيا في الفن إلا أنها تركت بصمة لا تنسى، فكان وجودها في أي فيلم بمثابة جرعة كوميدية مكثفة.
فمشاهدها الثانوية في فيلمي جاءنا البيان التالي، وصاحب صاحبه، وبعض المشاهد البسيطة الأخرى كانت كفيلة أن تبقيها في ذاكرتنا للأبد.
” فوزية عبد العليم ” الشهيرة باسم أم كلثوم، ممثلة مصرية أدت أدوار المرأة العجوز في السينما والتلفزيون. ظهرت في بداية الألفية الثانية واشتركت في مسلسلات وكالة عطية، يوميات ونيس وأحفاده، بالإضافة لبعض مسلسلات الست كوم.، أبرز أدوارها في السينما كان في فيلم صاحب صاحبه، والتي أدت فيه شخصية أم جاد التي أداها الفنان أشرف عبدالباقي.
كانت متعددة المواهب فكانت تعشق الرسم، وتكتب الشعر والأغاني، وتجيد الغناء، وتهوى الموسيقى، وتجيد العزف على الكمان، وتعلقت منذ طفولتها بالفن وكانت تتابع أفلام هوليود بشغف شديد.
رفضت العائلة ووالداها الذي كان رجلًا أزهريًا فكرة دخولها للفن، ولم يتقبلا فكرة أن تعمل ابنة العائلة المحافظة في التمثيل، وخصوصا أن المرأة في تلك الفترة كانت لم تحصل علي حقوقها كاملة بعد، ولكنه استجاب بسبب إصرارها على دخول ذلك العالم، وساعدها في ذلك أنها كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال.
لم تدخل الفن عام 2001 ولكن،كانت بدايتها قبل ذلك بكثير مع فرقة رمسيس المسرحية مع يوسف وهبي في خمسنيات القرن الماضي، والذي كانت مفتونة به، ثم ظهرت في العديد من المشاهد في الأفلام القديمة في نفس الفترة.
كانت تظهر في بداية مشوارها الفني باسم أم كلثوم وذلك حفاظًا علي اسم العائلة؛ بسبب رفض عائلتها عملها في الفن فاختارت اسم فني مستعار وهو “أم كلثوم”؛ لولعها الشديد بكوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وظل الاسم يلاحقها حتى أنها قيدت في نقابة المهن التمثيلة به.
ظلت تعمل في الفن وشاركت في بعض الأدوار في الدراما التليفزيونية حتى نهاية الستينات وبداية السبعينات، وأصبحت خلال تلك الفترة عضوة بنقابة المهن التمثيلية.
قررت التضحية بعملها في الفن من أجل أولادها بعد زواجها من الدكتور عصمت عبد الكريم، وإنجابها لثلاثة أبناء “نيفين ووحيد وسوزان”؛ خصوصًا أن زوجها كان كثير السفر والتنقل ففضلت أن تبتعد عن الفن، ووضعت أسرتها فوق طموحها الفني وذلك لفترة طويلة قاربت الـ20 عاما.
ظلت طوال فترة ابتعادها عن الفن تحن له، وترغب في العودة إليه، وكانت تشجع أولادها دائما على ممارسة شتى أنواع الفنون، وتنمي لديهم أي موهبة فنية تظهر.
وعن رجوعها للفن مرة أخرى فهى قصة غريبة، فكانت تحاول إدخال إحدي أبنائها عالم الفن لشعورها بموهبتها في التمثيل، والإعلانات وذهبت معها لعمل تجربة أداء في إحدى شركات الإعلانات التي كانت تبحث عن مؤدي لإعلان في نهاية التسعينات، ولكن المخرج شريف عرفة وجد فيها ضالته المنشودة لأحد إعلانات الصابون الشهيرة، إلا إن إعلان أحد أنواع السمنة كان له التأثير الأكبر عند المشاهدين والذي لاقي نجاحًا كبيرًا وكان الأقرب لقلبها، وفتح لها باب الشهرة والعمل في السنيما مرة أخري.
كانت بدايتها في السينما مع المخرج عمرو عرفة، في فيلم أفريكانو ، ثم طلب منها المخرج سعيد حامد العمل معه في فيلمين متتالين جاءنا البيان التالي وصاحب صاحبه، ثم توالت الأعمال مع العديد من المخرجين مثل شريف مندور، ورأفت الميهي.
عشقت المخرج كمال الشيخ، وكان لها معه قصة إنسانية حيث رفض أن تعمل كدوبليرة للفنانة نادية لطفي، لتسقط من على الحصان في أحد الأعمال السنيمائية، قائلا: “حرام بنت صغيرة شابة تقع كده ويحصلها حاجة” ، واعتبرت أنه موقف إنساني منه للغاية.
كانت تعتبر أحمد السقا ابنها وتشيد به، وتنعت أحمد عيد بطيب القلب، ومحمد هنيدي كانت معتادة المزاح معه طول الوقت في اللوكيشن، وكانت تتقبل النصائح والنقد من الجميع بصدر رحب.