فاق من الغيبوبة..أوصى بشئ غريب يُدفن معه.رشدي أباظة
إسراء البواردي
سنة 1980 كان رشدي أباظة يقوم بتصوير فيلم الأقوياء ،وفي منتصف التصوير شعر ببعض التعب بس لم يشغل باله بمرضه لانه كان حينها تجاوز ال 50 من عمره ، وأكمل تصوير الفيلم بس التعب كان يتزايد عليه وكل يوم كان يشتد عليه التعب لدرجة المتواجدون في التصوير بدأوا يلاحظوا ، وأكتر من شخص عرض عليه أن يذهب إلى الطبيب لمراجعة الأمر .
حينها توجه إلى الطبيب وطلب منه عمل الكثير من الأشعه والتحاليل، وقام بعملها ولكن اكتشف حينها أنه مُصاب بسرطان في المخ ، ولكن قرر إنه لن يستسلم للمرض وصمم بإكمال تصوير الفيلم وبعد فترة المرض آثر عليه وحدثت معه مضاعفات من ضمنها لم يعد يستطيع تحريك يده ومع الوقت تدهور الحال أنه أُصيب بشلل في يده ،وقرر حينها أن يسافر لندن للعلاج “وفكري” أخيه لم يتركه حتى في سفره أو في رحلة علاجه،وبعدها قام بإجراء العمليه ورجع إلى مصر مرة أخرى ،ونفسيته تحسنت لدرجة أنه لم يعد يشعر بأي تعب ،وأكمل تصوير مشاهده في الفيلم، لانه كان يعتقد أنه تعافى من السرطان.
ولكن فكري أخيه كان على علم بأنه مازال مريض وأمامه شهور قليلة ويتوفى، لأن الأطباء في لندن قاموا بإعطائه تقرير عن حالة رشدي أباظة ، وقاموا باعلامه أنهم تخلصوا من الورم المتواجد في المخ ولكن السرطان إنتشر في الرئتين وهذا يصعب السيطرة علية ومسألة وقت ويتوفى ، فأخفى عنه ما قاله الأطباء لأنه لم يكن يحب يعيش أواخر أيامه وهو مريض نفسيًا بانتظار الموت.
ولكن القدر يغير المقاييس بسبب والدة رشدي أباظة والتي تُدعى “تريزا” كانت والدته قد قسمت أملاكها بينه وبين بنتة “قسمت” وأول ما علمت بخبر مرضه حاولت أن تُعيد أملاكها التي كتبتها باسمه لها مره أخرى لكن لم تستطيع ، لانه لازم يكون على علم ويوافق على نقل الأملاك ، ولكن خطرت عليها فكرة و هي إخباره بمرضه لكي تستطيع أخذ موافقته بنقل الأملاك لها مرة أخرى.
وأخذت جميع التقارير الطبيه وما يثبت مرضه ووضعتها في ظرف وقامت بإلقاءها تحت باب شقته ،وعندما رأى رشدي تلك التقارير انهار نفسيًا جدًا وصحتة تدهورت حينها ، وعندما علم أن والدته وراء ما حدث رفض أن يتنازل عن ممتلكاته مره آخرى لها ، ولكن حينها ذهبت إليه تريزا وحاولت إقناعه وقالت له أنه في كل الحالات سوف يتوفى ، وأخواته هم من سيرثون فيه ولكن هى لم تريد أحد أن يرث أموالها غير حفيدتها “قسمت” ولكن غضب عليها رشدي أباظه وقال لها أن هؤلاء أخوته الذين وقفوا معه في مرضه ،وقام بابلاغها إنه سوف يذهب يومين في مزرعة أخيه “فكري” ولكن كان حينها يكذب عليها.
لم يكن رشدي أباظه يريد إخبار أي أحد أنه سيدخل المستشفى وذهب إلى مستشفى العجوزة ودخل من الباب الخلفي ،ولم يعلم أي شخص بدخوله المستشفى حينها غير فكري أخيه الذي كان معه حينها ، وظلت صحتة تدهور أكثر فأكثر إلى أن دخل في غيبوبة ونُقل إلى العناية المركزة .
حينها إضطر فكري أخية أن يبلغ إخوته وبنته قسمت إن رشدي تعبان ومتواجد في المستشفى علشان يتواجدون بجواره ، وقام بالاتصال بأخته “منيرة”وحينها كانت مستقره بلبنان عشان يبلغها بالخبر وقامت بالعودة إلى مصر سريعًا وتجمعوا إخوته في المستشفى ومعهم “قسمت” ولم يتركوه على الرغم إنه لم يشعر بهم ولا بوجودهم حوله ماعدا والدته “تريز” التي رفضت إنها تزوره حتى وبعد أيام فاق رشدي من الغيبوبة ونظر إلى أخية وقال له إنه يريد الماء وقام بالشرب ، وعندما نظر إلى جانبة رأى أخته “رجاء”تنظر له ومبتسمه فنظر لها وتبتسم ، وعندما كان يسأل عن أخته منيرة وجدها متواجدة ففرح جدًا بوجودها.
حينها قام رشدي أباظة من السرير وجلس على كرسي بجوار أبنته “قسمت”وكان معها حينها ابنها وقام رشدي باللعب مع حفيدة، وعندما علم الفنان أحمد رمزي بخبر مرض رشدي أباظة توجه إليه إلى المستشفى وعندما رأى رشدي أحمد رمزي طلب منه أن يجلب له عامل الإكسسوارات الذي كان يعمل معه منذ زمن والذي يُدعى “دُنجل”، وذهب رمزي حينها إلى “إبراهيم خان” وسأله على عنوان دُنجل وعلم أنه مستقر بمحافظة الدقهلية فسافر رمزي وآتى به وعاود إلى المستشفى معه.
عندما رأى رشدي أباظة دُنجل طلب من الجميع ترك الغرفه والذهاب منها ماعدا دُنجل ،وطلب رشدي من دُنجل إنه يضع في القبر الخاص به حنة وأعواد ريحان لأنه كان عارف إن الحنة بتحلل الجثة بسرعة فخرج دُنجل من المستشفى وهو يشعر بالحزن الشديد على حالة رشدي أباظة ورفض أن يخبر “فكري” أي شئ مما طلبه منه رشدي، حينها دخل فكري ليسأل رشدي على ما حدث فرشدي رفض أن يحكي له أي شئ حدث بينه وبين دُنجل ووصاه إنه لما يتوفى يدفنه دُنجل فقط لا غير، وطلب منه أيضًا أن يساعده يتوضأ ويصلي .
فقام فكري بإسنادة ومساعدته على الصلاة وبعدها قام بإرجاعه على سريره مره آخرى ،وساءت حالته مره آخرى للأسوأ لدرجة إنه أحيانًا كان يفقد الذاكرة ولسانه تقل ولم يعد يستطيع التحدث وظل على تلك الحالة لوفاته.
وعند وفاة رشدي أباظة قامت “قسمت”بالتحدث إلى جدتها لكى تشاهده لآخر مرة وتحضر معاهم الدفنه ولكنها رفضت المجئ بسبب الخلافات التي كانت بينهم ،وقرروا أهله أن يدفونه في مقابر العائله ولكن أحمد رمزي ودُنجل رفضوا تمامًا وقالوا إن وصيته لازم تتنفذ وأنه يدفن في مقابر نزلة السمان والتي قام بشرائها قبل وفاته وبالطريقة التي قال عليها .
المخرج أشرف فهمي قرر إنه ميلغيش المشاهد إللي إتصورت برشدي أباظه وإستعان بالممثل صلاح نظمي لإكمال باقي المشاهد، ومعظم المشاهد إتصورت بزاوية بعيدة حتى لا ينكشف أن ذلك الشخص ليس رشدي ،على الرغم من أن الجمهور كان يعلم أنه ليس هو ،والفنان صلاح نظمي رفض أن اسمه يُضع على التتر تكريمًا لرشدي أباظه.