عمر الحريري “حكايات أبو البنات”
إسراء البواردي
عمرالحريري فنان كبير امتدت مسيرته لأكثر من نصف قرن، واصل فيه عطاءه في المسرح والإذاعة والسينما والدراما التليفزيونية.
هو عمر محمد صالح الحريري 12 فبراير 1926 كانت بدايته مع السينما وهو طفل حيث شارك في فيلم سلامة في خير.
تخرج بعد ذلك من المعهد العالي لفن التمثيل العربي ، ليعمل بمسرح يوسف وهبي حيث شارك بمسرحية (الغيرة) عام 1948، ثم عمل بالمسرح القومي.
وشارك بالعديد من الأعمال قبل أن يغادر القاهرة عام 1968 لإنشاء المسرح الوطني بليبيا ،وعمل هناك مدرسًا للتمثيل واﻹخراج.
شارك أمام الفنانه الكبيرة “فاتن حمامة” 14 فيلما ، كما مثل أمام الفنان “زكي رستم” حيث جسد شخصيه خال زوجته الذي عرفت عنه الشده في العائله
وقد قام بأداء صوتي لموسوليني في فيلم عمر المختار من إخراج مصطفى العقاد،اشترك في أكثر من مسلسل ديني ودرامي وأيضا فوازير رمضان وألف ليلة وليلة مع (شيريهان)،
كما شارك في العديد من المسرحيات ومن أبرزها مسرحتي شاهد ماشفش حاجة والواد سيد الشغال مع الفنان عادل إمام.
تزوج عمر الحريري وهو في سن المراهقة من السيدة أمال السلحدار، وكان هذا الزواج بناء على طلب والده، الذي أراد تحصينه من الوقوع في الخطأ.
وقد أثمر هذا الزواج عن بنت واحده هي “نيفين”، والطريف في هذه الزيجة أن زوجته كانت تغار عليه بشدة، لدرجة أنه طلقها مرتين ثم عاد لها.
وظلت على ذمته حتى توفيت، وعلى الرغم من أن زواجهما لم يكن نتيجة قصة حب، إلا أن الحريري حزن كثيراً لوفاتها.
وبسبب ذلك أضرب عن الزواج لعدة سنوات، حتى إلتقى بالسيدة نادية سلطان في إحدى الحفلات العامة.
وقد تحدّث عن هذه الزيجة قبل وفاته، قائلاً: “التقيت بنادية في إحدى الحفلات فقد كانت رحمها الله سيدة مجتمع من الدرجة الأولى ويشهد الجميع برقيها وثقافتها”.
“ودارت بيننا مناقشات ولقاءات عديدة ووجدتها متميزة ومختلفة عن الأخريات فتزوجنا وأنجبت منها ابنتي الثانية (ميريت) ولا يمكن أن أنسى السنوات الجميلة التي قضيتها معها”.
“حتى بدأت أيضاً الخلافات بنفس الشكل الذي عانيته في الزيجة الأولى ووصلت العلاقة لطريق مسدود”.
” فإتفقنا على الانفصال بهدوء ودفعني هذا لعدم التفكير في خوض التجربة والتفرغ لفني فقط”.
أما الزيجة الثالثة والأخيرة في حياته، فكانت من الفنانة المغربية رشيدة رحموني، التي تزوجها في بداية التسعينيات.
ورغم فارق السن الذي تجاوز 35 عاماً، إلا أنه لم يشعر بأي أحاسيس مؤلمة ولم يشعرني هي بهذا”. وفي عام 1997 أنجبا إبنتهما “بيريهان”.
على الرغم من أنه كان قد تخطى السبعين من عمره، إلا أن فرحته كانت لا توصف.
إشتد المرض على عمر الحريري، وذهبت إبنته ” ميريت” معه إلى الطبيب ليخبرها بأنه مريض بسرطان العظام، الأمر الذي سعت جاهدة لإخفائه عن أبيها.
ورفضت أن يتم علاجه بالطريق الكيماوي أو إخباره بأنه مريض، لأنه يبلغ من العمر 81 عاما، وسيموت من الصدمة إذا علم بإصابته بذلك المرض.
إنتقل عمر الحريري للعيش مع إبنته ، وكان يأخذ مسكنات للمرض ولم يعلم بمرضه لمدة 4 سنوات، إلى أن وافته المنية في أكتوبر عام 2011.
في مستشفى الجلاء العسكري، وذلك بعد تعرضه لحالة من الأعياء الشديد على خشبة المسرح.