عام دراسي جديد .. عباقرة لم يعرفوا طريق المدرسة .. تعرف عليهم
كتب – هيثم زهرة
ونحن على أبواب عام دراسي جديد ..المدرسة هذا المكان الرائع الذي يبدأ منه الطفل أولى الخطوات الجادة نحو بناء شخصيته، وصقل مواهبه وتعلم العلوم والفنون، والتعرف على حضارات العالم أجمع، والهروب من ظلام الجهل الى نور المعرفة.
صراع كبير لأولياء الأمور في وضع الخطط لتدبير مصاريف الدراسة، والكتب والمواد التعليمية، وبالطبع الدروس الخصوصية، التي أرهقت جيوبهم، وحولت حياتهم لصراع كبير، من أجل تواجد فلذات أكبادهم في سباق التعليم، حتى مراحله الأخيرة للوصول الى ما يسمى بكليات القمة، ولكن هل تعلم أن هناك عباقرة لم يعرفوا طريق المدرسة !!!
في هذا التقرير يرصد موقع “الرأي” أهم الشخصيات التاريخية في مصر والعالم، اللذين لم يرتادوا المدارس، الا أيام قليلة، وبعضهم لم يذهب الى المدرسة في يوم من الأيام، وعلى الرغم من ذلك طوروا قدراتهم، فسجلوا أسماءهم في التاريخ بحروف من نور.
عباس محمود العقاد
استطاع أبوه أن يلعب الدور الأكبر في حياته بعد أن تعهد به وهو في سن صغيرة بتعليمه القراءة والكتابة، قبل أن يلحقه بإحدى المدارس الابتدائية، ليتعلم فيها اللغة العربية والحساب، وكان يتردد بصحبة أبيه على مجالس الأدباء والشعراء حتى تعلق عباس محمود العقاد بالقراءة أكثر، ويبدأ أولى محاولاته في كتابة الشعر، بعدها حصل على الشهادة الابتدائية بتفوق كبير، ليترك بعدها المدرسة، ويضطر الى العمل لكسب لقمة العيش، بجانب المساهمة بإبداعاته ومؤلفاته التي أثرت العالم الأدبي والثقافي.
توماس أديسون.. العالم الذي أنار الظلام
لم يرتاد توماس أديسون المدرسة الا 3 شهور فقط في بداية حياته، ليجد نفسه خارج أسوارها، بعدما وصفه معلموه بالطالب ناقص الذكاء، الا أن والدته كان لها رأيا مغايرا، فبدأت في تعليمه بنفسها لدرجة أنه اطلع على كتب كثيرة جدا وهو لايزال في عمر التاسعة، الا أن أصيب بعدها بالصمم، نتيجة حادث، ولكنه عاود المحاولة والتعلم حتى أنه اخترع جهازا عجيبا يحول الصوت الى طاقة كهربائية، قبل أن ينجح مجددا في اختراع جديد، وهو في سن 16 ليبدأ مسيرة طويلة من الاختراعات، وصلت قبل وفاته لأكثر من 1000 اختراع، كان أهمها بالطبع هو اختراعه الأشهر للمصباح الكهربائي.
شكسبير .. الامبراطور
امبراطور الأدب الانجليزي .. هو لقبه الذي اشتهر به، بعدما خلف وراءه ارثا أدبيا من الصعب منافسته، أو الاقتراب منه، ورغم مرور كل تلك السنوات عن رحيله، الا أن أعماله الخالدة لازالت تحت الدراسة والبحث، كما تم ترجمتها الى العديد من اللغات حول العالم، كان أبوه تاجرا كبيرا في انجلترا ما دفعه لأن يذهب بابنه الى المدرسة ليتعلم، الا أن شكسبير ترك المدرسة مبكرا، وقرر تلقي العلوم في المنزل، ليقرأ التاريخ ثم بدأت عليه علامات النبوغ في التأليف المسرحي، حتى ذاع صيته وتردد أسمه، بعد صدور الطبعة الأولى من قصيدة ” فينوس وأدونيس “.
أينشتاين .. والطريق الى نوبل
فخامة الاسم تكفي .. من منا لا يعرفه هذا العبقري الألماني الأصل ، لكن هل تعلم أن هذا العبقري، الذي غير مفاهيم العالم وجميع النظريات بعد اكتشافه الكبير عن النسبية وهو في الثلاثين من عمره ورغم تأخره في النطق، وكان مستواه التعليمي خلال دراسته سئ جدا، كما وصفه أحد مدرسيه، ناصحا والده ألا يتعب نفسه، لأن ابنه سوف يفشل في كل الحالات، ليترك اينشتاين المدرسة بالفعل.
أحب أينشتاين في شبابه علم الطبيعة والرياضيات، ووجد متعة كبيرة في علم الهندسة، الى أن سافر الى ايطاليا ليلتحق هناك بمعهد ” بوليتكنيك ” لكنه رسب في جميع المواد، ماعدا الرياضيات، وحاول مجددا ومجددا، حتى استطاع أخيراً ان ينجح في جميع المواد، ويكمل طريقه الى الجامعة، حتى حصل على الدكتوراه، ومن بعدها جائزة نوبل في الفيزياء عام 1922 .
الموسيقار الذي لم يسمع الموسيقى !!!
انه بيتهوفن، الموسيقار الشهير الذي قدم أول أعماله وهو في الثامنة ، صاحب المقام الرفيع في تطوير الموسيقى الكلاسيكية، وصاحب السيمفونيات التسع، الذي ترك المدرسة أيضا في سن مبكرة، حتى اكتشف والده الذي كان يعمل مغنياً بكنيسة البلدة موهبة ابنه، ومضى في تعليمه العزف على البيانو، لينطلق بيتهوفن محلقا نحو عالم من الموسيقى، والابداع سمعها العالم بأسره، ولم يسمعها هو كونه، كان أصما لا يسمع.