اخبارعربي ودولي

رمضان غزة بلا طعام ولا مأوى ولا حياة والمرأة الفلسطينية تتحمل العبء الأكبر بعد قتل 9 اَلاف منهن والباقيات يشهدن سوء التغذية  

 

رغم أن المسلمين فى بقاع الأرض يحتفلون بصيام شهر رمضان المبارك إلا أن  الفلسطينيين بقطاع غزة  تحت نيران القصف فى شهر الصيام , ولم يكن هناك ما يدعو للاحتفال الرمضانى بعد خمسة أشهر من الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني وحولت أنحاء غزة لحالة خراب , مع تفاقم الجوع في جميع أنحاء القطاع , وفشل قادة العالم فى وضع نهاية للحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة حماس. وعلى الرغم من ذلك تقام الصلاة فى رمضان وسط أنقاض المباني المهدمة

وعلى هامش دراسة المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان (انهيار المنظومة الأممية واختلال ميزان العدل الدولى ضد الشعوب المسلمة – قراءة فى أحكام العدل الدولية النظيرة) نعرض لدراسة الفقيه المصرى غزة تحت القصف فى رمضان , نتنياهو رفض كل مطالب وقف إطلاق النار وصوت الأمين العام للأمم المتحدة عن إسكات البنادق لم يتجاوز المحيط الهوائى لفمه , ورمضان غزة بلا طعام ولا مأوى ولا حياة والمرأة الفلسطينية تتحمل العبء الأكبر بعد قتل 9 اَلاف منهن والباقيات يشهدن سوء التغذية   , وإسرائيل دمرت المباني المخصصة للعبادة والفنون بالمخالفة لاتفاقية لاهاي واحتقرت اتفاقية جنيف الرابعة لحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب , وأيضاً إسرائيل لم تكتف بإبادة سكان غزة بل دمرت التراث الثقافي والروحي لشعب فلسطين بالمخالفة للقانون الدولى    

أولاً : نتنياهو رفض كل مطالب وقف إطلاق النار فى رمضان ، وصوت الأمين العام للأمم المتحدة عن إسكات البنادق لم يتجاوز المحيط الهوائى لفمه

يقول الدكتور محمد خفاجى أن جماعات الإغاثة الدولية أعلنت أن القيود الإسرائيلية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام جعلت من المستحيل تقريباً توصيل الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه بأمان في معظم أنحاء القطاع الذى إمتد إلى شهر رمضان ,  وأعلنت زارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 31112 فلسطينيا قتلوا منذ بدء الحرب، وإن النساء والأطفال يشكلون ثلثي القتلى. فضلا عن أن 25 شخصا على الأقل، لقوا حتفهم معظمهم من الأطفال، بسبب سوء التغذية والجفاف في شمال غزة.

ويذكر رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل مطالب لوقف إطلاق النار فى رمضان ، متعهدا بمواصلة الهجوم بركيزة تحقيق “النصر الكامل” على الحركة المسلحة وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة , وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل وحماس على احترام روح شهر رمضان من خلال “إسكات البنادق” وإطلاق سراح جميع الرهائن لتجنب المزيد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها.إلا أن صوت الأمين العام للمنظمة الدولية لم يتجاوز المحيط الهوائى لفمه الذى أدلى بكلامه , ولم يصغ إليه أحد فى واحدة من حالات انهيار المنظمة الدولية خاصة وأن التاريخ لن يرحم وهو الذى يسجل ويرصد كل شى أمام أعين العالم الضعيف أمام القوة الأحادية الأعظم أمريكا التى تدعم إسرائيل عسكرياً ضد شعب غزة الأعزل .

ثانياُ : رمضان غزة بلا طعام ولا مأوى ولا حياة

ويضيف الدكتور محمد خفاجى إن غزة تفطر من صيامها على الطعام المرير بل أجبرتهم المجاعة على الصيام أكثر من الوقت المحدد له شرعاً , ورمضانها بلا طعام ولا مأوى ولا حياة , بعد أن حولت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة لجحيم مدمر , بتمدير  المساجد والمنازل والمبانى الأخرى والمدارس والمستشفيات والجامعات والملاعب والبنية التحتية وتحطميم  قلوب الأطفال وقتلهم ، وتم تدميرهم بالكامل  , ولم تتوقف الحرب على غزة فى رمضان بل ارتفع عدد القتلى، وحدث المزيد من الدمار، وأضحت شوارع غزة الحزينة تصرخ من الألم تطلب إنقاذاً وهى فى رمقها الأخير . 

ثالثاً : المرأة الفلسطينية تتحمل العبء الأكبر بعد قتل 9 اَلاف منهن , والمنظمة الدولية أعلنت عن النساء الحوامل والمرضعات يشهدن سوء التغذية  وموت 25 طفلا بسبب الجوع والعالم أصم أبكم!

ويشير الدكتور محمد خفاجى أن المرأة الفلسطينية تتحمل العبء الأكبر بعد قتل 9 اَلاف منهن , وأما الأمهات الباقيات فقد أصبحن يعانين من صدمات نفسية عنيفة بسبب فقد أطفالهن , فقد قتل الاحتلال الغاصب 9000 أم فلسطينية غزاوية ، مما تسبب فى حرمان آلاف العائلات من حنان الأمومة فى الشهر الفضيل  , والمرأة الفلسطينية في قطاع غزة تتحمل وطأة المعاناة من مغتصب أثيم للأرض العربية  , مما يقتضى على قادة العالم الضغط الحازم على إسرائيل وبذل مزيد من الجهد لإغاثة مئات الآلاف من الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد , خاصة وقد حذر العاملون في الرأي اليوم الإنساني  للأمم المتحدة من أن حوالي 300,000 ألف من سكان غزة قد انقطعوا تقريبًا عن المساعدات الإنسانية وسط انعدام الأمن المرتبط بانهيار النظام المدني ورفض السلطات الإسرائيلية الوصول عدة مرات متتالية على مراَى ومسمع من قادة العالم

ويذكر أن تيدروس أدهانوم غيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية قد أعلن بوضوح أن الفرق الطبية هناك تفتقر إلى قائمة طويلة من الأساسيات للقيام بعملها، بما في ذلك الغذاء والوقود والموظفين المتخصصين وأدوية التخدير والمضادات الحيوية وأجهزة التثبيت الداخلي , والذى أكد أن الفرق الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية بحاجة إلى الوصول المستمر والآمن إلى المرافق الصحية لتزويدها بالرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها بشكل منتظم ، وأنه يأمل  وقف إطلاق النار للقيام بالمهام الصحية لإنقاذ الاَلاف وإبقائهم على قيد الحياة 

 ويضيف أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن سوء التغذية بين الأطفال والشباب شديد الوطأة ، حيث توفي ما لا يقل عن 25 طفلا بسبب الجوع والجفاف في شمال القطاع , وقد حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA ) من أن النساء الحوامل والمرضعات يشهدن أيضًا مستويات متصاعدة من سوء التغذية  والعالم أصم أبكم لا يسمع الأنين ولا يتكلم عن إبادة شعب وتدمير كل مظاهرالحياة .

رابعاً : إسرائيل دمرت المباني المخصصة للعبادة والفنون بالمخالفة لاتفاقية لاهاي المتعلقة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية :

ويؤكد أن إسرائيل دمرت المباني المخصصة للعبادة والفنون بالمخالفة لاتفاقية لاهاي المتعلقة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية حيث  نصت المادة ( 27) من اتفاقية لاهاي لسنة 1907 المتعلقة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية لاهاى على إنه : ” في حالات الحصار أو القصف يجب اتحاذ كافة التدابير اللازمة لتفادي الهجوم ، قدر المستطاع ، على المباني المخصصة للعبادة والفنون —- شريطة ألا تستخدم في الظروف السائدة آنذاك لأغراض عسكرية ” . كما نصت المادة (56) من تلك الاتفاقية على إنه :” يجب معاملة ممتلكات البلديات وممتلكات المؤسسات المخصصة للعبادة  — كممتلكات خاصة ، حتى عندما تكون ملكاً للدولة . ويحظر كل حجز أو تدمير أو إتلاف عمدي لمثل هذه المؤسسات ، وتتخذ الإجراءات القضائية ضد مرتكبي هذه الأعمال ” وهو ما يجب أن يحاسب عليه قادة إسرائيل .

خامساً : إسرائيل احتقرت اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب 

كما يؤكد أن إسرائيل احتقرت اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب  , فاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في أغسطس 1949 فقد نصت المادة (53) منها على أنه: ” يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات ، أو بالدولة أو السلطات العامة أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية ، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير”  . 

والرأى عندى أنه بالتأمل في نص المادة المشار إليها , نجد أنها قيدت هذه الحماية باستثناء إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير , وهو ما يسمى في الفقه الدولى بالضرورة الحربية , والحقيقة أن قيد الضرورة الحربية  لا يتفق مع متطلبات توفير الحماية اللازمة لدور العبادة  لما تتمتع به هذه الأماكن من قدسية وإجلال في نفوس الشعوب كافة 

سادساً : إسرائيل لم تكتف بإبادة سكان غزة بل دمرت التراث الثقافي والروحي لشعب فلسطين بالمخالفة للقانون الدولى   

ويذكر أن إسرائيل لم تكتف بإبادة سكان غزة بل دمرت التراث الثقافي والروحي لشعب فلسطين بالمخالفة للقانون الدولى , فوفقاً لاتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح لعام 1954 عرفت الممتلكات الثقافية في المادة (1) منها والتي نصت على إنه : ” يقصد من  الممتلكات الثقافية ، بموجب هذه الاتفاقية ، مهما كان أصلها أو مالكها ما يأتي : (أ)الممتلكات المنقولة أو الثابتة ذات الأهمية الكبرى لتراث الشعوب الثقافي كالمباني المعمارية أو الفنية منها أو التاريخية ، الديني منها أو الدنيوي ، والأماكن الأثرية ، ومجموعات المباني التي تكتسب بتجمعها قيمة تاريخية أو فنية ، والتحف الفنية والمخطوطات—- “. 

ثم جاءت المادة (4) من الاتفاقية المذكورة لتضع التزام الأطراف المتعاقدة باحترام وحماية هذه الممتلكات موضع المسئولية , حيث نصت على إنه : “1- تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة باحترام الممتلكات الثقافية الكائنة سواء في أراضيها أو أراضي الأطراف السامية المتعاقدة الأخرى ، وذلك بامتناعها عن استعمال هذه الممتلكات أو الوسائل المخصصة لحمايتها أو الأماكن المجاورة لها مباشرةً لأغراض قد تعرضها للتدمير أو التلف في حالة نزاع مسلح ، وبامتناعها عن أي عمل عدائي إزائها . 

2- لا يجوز التخلي عن الالتزامات الواردة في الفقرة الأولى من هذه المادة إلا في الحالات التي تستلزمها الضرورات الحربية  القهرية .

 3- تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة أيضاً بتحريم أي سرقة أو نهب أو تبديد للممتلكات الثقافية ووقايتها من هذه الأعمال , ووقفها عند اللزوم مهما كانت أساليبها ، وبالمثل تحريم أي عمل تخريبي موجه ضد هذه الممتلكات . كما تتعهد بعدم الاستيلاء على ممتلكات ثقافية منقولة كائنة في أراضي أي طرف سام  متعاقد أخر”. وهو ما لم تحترمه إسرائيل .

سابعاً : إسرائيل خالفت خالفت البروتوكولين الإضافيين الأول والثانى الملحقين باتفاقيات جنيف المعقودة في 1949 لحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة للعام 1977

وأخيراً خالفت إسرائيل البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف المعقودة في 1949 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة للعام 1977 ، إذ نصت المادة (53) منه – تحت عنوان حماية الأعيان الثقافية وأماكن العبادة  – على أنه : ” تحظر الأعمال التالية ، وذلك دون الإخلال بأحكام اتفاقية لاهاي المتعلقة بحماية الأعيان الثقافية في حالة النزاع المسلح المعقودة بتاريخ فى مايو 1954 وأحكام المواثيق الدولية الأخرى الخاصة بالموضوع : (أ) ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الآثار التاريخية —- أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب .  (ب) استخدام مثل هذه الأعيان في دعم المجهود الحربي . (ج) اتخاذ مثل هذه الأعيان محلاً لهجمات الردع  “. 

كما خالفت إسرائيل  البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف المعقودة في 1949 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة للعام 1977 , ونصت المادة (16) منه – تحت عنوان حماية الأعيان الثقافية وأماكن العبادة – على إنه : ” يحظر ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية ، —- وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب ، واستخدامها في دعم المجهود الحربي ، وذلك دون الإخلال بأحكام اتفاقية لاهاي بحماية الأعيان الثقافية في حالة النزاع المسلح والمعقودة في مايو 1954 ” .

وبهذه المثابة  , فإن النص المتقدم  , وبموجب هذين الحظرين وضع التزامين يرتبط كل منهما بالأخر ارتباطا وثيقاً لا يقبل التجزئة يقعان على عاتق الأطراف المتنازعة هما : حظر ارتكاب أي أعمال عدائية موجهة ضد أماكن العبادة ، وحظر استخدام أماكن العبادة لدعم المجهود الحربى كذلك ,  لأنه في مثل تلك الحالة يمكن أن تكون محلاً  لتوجيه الأعمال العدائية ضدها ، إلا أن الواقع العملى أدى إلى أنه في بعض الأحيان يتم استخدام تلك الأماكن في خدمة المجهود الحربى , لذا  يجب اتخاذ كافة الإجراءات العملية الفعلية لوقف استعمال أماكن العبادة في خدمة المجهود الحربي , بالنظر إلى  قيمتها الروحية والتراثية في نفوس أصحاب الديانات المنتمية إليها تلك الأماكن ،لتكون في مأمن من تدميرها أو زوال معالمها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى