د. جمال عبد ربه يكتب: خدمة المجتمع بين الكلام والفعل
يكثر الكلام في مجتمعنا عن أهمية وضرورة العمل العام والمشاركة فيه خدمة للمجتمع وتنمية للبيئة المحيطة وذلك كأحد أهم الأهداف لكل المؤسسات العاملة في خدمة المواطن والوطن سواء العامة منها أو الخاصة، إلا أنه مع ذلك يظل العائد من هذه المبادرات محدودا لا يشعر به المواطن وظني أن ذلك مرده لعدة أسباب أهمها؛
١- عدم تهيئة المواطن قبل القيام بهذا العمل وتعريفه بما سيجري.
٢-أيضا قلة الجهد المبذول في حث المواطن علي المشاركة المجتمعية الفعالة وتحفيزه بوسائل مختلفة.
٣- كون هذه الأنشطة تأتي في صورة مبادرات شخصية تستمر لمدة يوم أو اثنين أو ثلاثة علي الأكثر وسرعان ما يخفت حماس القائمين عليها وتعود كما يقول المثل.. تعود ريمه لعادتها القديمة.
٤- ضعف التواصل بين الأحياء وبين المواطنين التابعين لهذه الأحياء رغم تعدد طرق ووسائل التواصل الحديثة.
٥- وأخيرا عدم التطبيق الحازم للقانون علي المخالفين في القطاعات المختلفة.
وقد تداعت إلي هاتيك الخواطر، ونحن -وأعنيها هنا-، اتحاد شاغلي عمارات شارع الرضا والنور المتفرع من ش كريم بنونة بالمقطم نقوم بيومنا الثالث في رفع وإزالة المخلفات ومحاولة جعل الشارع في صورة تليق بمن فيه والقادمين إليه.
وقد يقول قائل؛ وهل هذا دوركم أن ينزل أستاذ ورئيس قسم ولواء سابق بدرجة مساعد وزير لينظفوا ويجملوا الشارع؟ وأين رجال الحي؟ وأين وأين وأين؟ وقد يكون معه حق فيما يقول،
ولكنا نظرنا للموضوع من زاوية أخري وهي أنه ربما كانت إمكانيات الحي لا تسعفه للقيام بما هو مطلوب منه وهو كثير بالمناسبة وخاصة بعد هطول كميات المياه الهائلة من الأمطار في مارس الماضي والتي أثرت سلبا علي الطرق بالشوارع الداخلية فصارت معظمها تعج بالحفر الكبيرة والعميقة والتي اضحي المرور في بعضها من الصعوبة بمكان،
لذا فكرنا وقلنا تعالوا نضرب عصفورين بحجر واحد حيث أجرنا لودر للقيام بكنس وتجميع المخلفات علي جانبي الشارع وهي في الأغلب رمال ناعمة وكذلك وجدنا مخلفات رصف قديم استخدمها للأسف حراس العقارات كمكان لتجميع القمامة رغم وجودها بجوار حديقة،
قمنا بإزالة القاذورات عنها وأخذنا الرمال وطبقة السن الصالحة للاستخدام وردمنا بها هذه الحفر العميقة في الشارع بطوله وكأنها الطبقة السابقة للرصف وتم دكها بواسطة اللودر، ثم رفعنا كل المخلفات المتبقية وقد كانت والله كثيرة جدا استدعت ٣ ساعات عمل من لودر بحجم متوسط،
وكم كان جميلا ان نتلقي أنا وسيادة اللواء الدعوات من كل عابري السبيل علي ردم هذه الحفر وتنظيف الشارع.
وعلي الجانب الآخر كانت هناك بعض السلوكيات المحبطة من نوعية؛
١- هوا الناس دي فاضية؟ بالذمة دا كلام.. لواء و دكتور بينظفوا بإيديهم؟ ونظرات غريبة من بعض حراس العقارات والذين يفترض أن هذا عملهم ولكن يعتقد كلا منهم بان عمله أن ينظف عقاره ولا يسأل عن نظافة الشارع، إن لم يساهم بسلوكياته في جعل الشارع قبيحا بإلقاء المخلفات في نهره أو حول صناديق القمامة لا فيها؟.
٢- تحول الشارع لجراج كبير بما جعل عمل اللودر شبه مستحيل وهذا سببه وللأسف بيع أصحاب العقارات للجراجات واستخدامها كمخازن أو مغاسل وهذه مشكلة كبري يجب البحث لها عن حل ببناء جراجات متعددة الطوابق في القطع الفضاء وسط الكتلة السكانية وإجبار أصحاب العقارات علي فتح الجراجات.
٣- للأسف عدم رد موظفي تليفونات الأحياء علي مكالمات المواطنين بحجة ظروف الصيام أو التعلل بأي سبب آخر مما يفقد المواطنين ثقتهم فيها.
وأخيرا كلمة قلناها أنا و سيادة اللواء أثناء عملنا في هذه الظروف من الحرارة العالية وهي.. كان الله في عونك يا سيسي.. ثلاث ساعات عمل جعلتنا نتصبب عرقا ولكنا أنجزنا فيهم شيئا ولو بسيطا للوطن.
فماذا لو نجح كل مسئولينا (كل في مكانه) في دعمك سيدي الرئيس من خلال تحفيز المواطنين في كل شوارع وأزقة مصر للقيام بشيئ مماثل؟ ، حتما ستتحول لدولة تليق بنا ونليق بها، نحتاج كثيرا من الجهد وبعضا من الخيال.
حفظ الله الوطن وقائده، وأترك حضراتكم مع بعض اللقطات لحالة الشارع قبل وأثناء وبعد العمل، وللحديث بقية.
ا د جمال عبدربه أستاذ ورئيس قسم البساتين بزراعة الأزهر بالقاهرة وعضو مجلس إدارة والمتحدث بإسم الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية