دُفن حياً تعرف على سبب دفن صلاح قابيل حياً
إسراء البواردي
كان الفنان محمد صلاح الدين قابيل قد ولد في يوم 27 يوليو عام 1931م بمحافظة الشرقية ، ولكن بعد وفاة والدته وفي هذا الوقت لم يكن يبلغ من العمر سوي ثماني سنوات ، حيث أنتقل هو ووالده وأشقائه الثلاثة إلى القاهرة ، فبعد حرب 48 صدر قانون بعدم خروج الطلاب إلى المظاهرات ومن يخلف ذلك القرار يتم فصله مباشرةً.
و كان حينها صلاح قابيل في المدرسة الخديوية الثانوية وكانت الطلاب هناك مشاكسة رافضة للقرار الذي تم تعميمه على جميع المدارس ، وعندما قام المخبريين بمراقبة الطلاب وجدوا أن هناك طالب يُدعي محمد صلاح قابيل ، يقوم بتحريض الطلاب للخروج إلي المظاهرات ، حينها قامت الحكومة بإصدار قرار بغلق المدارس جميعاً.
و في السنة التالية تفاجئ صلاح قابيل أن أسمه لا يوجد في أي كشف من كشوفات المدرسة ، ولم يكن يعلم والده عن شغبه تجاه المظاهرات في ذلك الوقت ، وتفاجئ بعدم ذهاب صلاح قابيل إلى مدرسته وعندما قص عليه أبنه ما حدث ، أخذ أبنه وذهب إلى المدير لأنه لا يحق له فصل قابيل لأن المدرسة حكومية وليست خاصة ، وبعدها وافق المدير على رجوع قابيل للدراسة مرة أخرى ، ولكن أشترط عليه المدير أن يدخل في فرقة التمثيل وأن يترك المظاهرات والسياسة ، ووافق حينها صلاح قابيل لأنه كان يحب المسرح منذ صغره ، وفي نفس العام فازت المدرسه بكأس وزارة المعارف بسبب تميز عروض صلاح قابيل.
وصمم والده أن يدرس الحقوق بدلاً من دراسته الفنون المسرحية طامحاً منه أن يصبح وزيرًا ، وقد قرر الإشتراك في فرقة مسرح الكلية وقام بتقديم الكثير من العروض ، وفجأة توفى والده وتكون تلك نقطة التحول في حياة صلاح قابيل ، فترك قابيل كلية الحقوق وقدم بمعهد الفنون المسرحية ، وقام بالعمل بشهادة الثانوية وبعدما تخرج من المعهد قام بالعمل في مسرح التلفزيون ، وكان راتبه ثلاثين جنيهاً حتى رأه المخرج حسن الإمام في مسرحية الحب الكبير ، وكانت أول بطولة له أمام الفنانة شادية.
و في ديسمبر 1992 كان يقوم صلاح قابيل بتصوير ثلاث أعمال فنية وفجأة توفي صلاح قابيل وبعدما دفنوه ، تفاجئ التربي بجوار قبره بسماع صوت غريب مثل الحفر وقام بالفرار وتواصل مع عائلة صلاح قابيل وبلغهم بما حدث معه ، و بعدها جاءت عائلته ومعهم دكتور من الطب الشرعي وفتحوا المقبرة مرة ثانية وكانت الصدمة ، صلاح قابيل يجلس على سلم المقبرة وملامحه تعبر عن الخوف والرعب الشديد وكانت صوابعه متآكلة من كثرة الحفر ، وقد فسر الأطباء وفاته بسبب غيبوبة سكر في ذلك الوقت ، بدون التأكد من وفاته ولكن هذا الخبر هو الذي كان متداول في ذلك الوقت وهو خبر كاذب.
أما الحقيقة في ديسمبر 1992 كان يقوم صلاح قابيل بتصوير ثلاث أعمال فنية وشعر بتعب خفيف أثناء تصويره ، فقرر العودة إلى المنزل مرة أخرى وكان قبلها بيومين يعانى من الضغط العالي ، فوقع من طوله وتم نقله إلى مستشفى السلام بالمعادى وحينها أكتشف الأطباء أن لديه نزيف بالمخ ، ودخل في غيبوبة 38 ساعة ومات صلاح قابيل في يوم الخميس 3 ديسمبر 1992 في تمام الساعة السادسة صباحاً ، وتم دفنه المغرب عن عمر 61 عاماً وقد أشترى القبر قبل وفاته بـ 6 أشهر فقط وكان يزور ذلك القبر كل أسبوع تقريباً.