ديك البرابر….. قصة قصيرة تحكيها لكم: إلهام فخرى
ماذا سأعد على الغداء اليوم؟..سؤال يومي.. تملكتني الحيرة.. وفي النهايه قررت أن أصعد إلى سطح بيتي وأنقض على ديكا أو ديكين لأجعلهما وجبه الغداء اليوم لي ولأولادي.. لا أخفيكم سرا أن حيلتي هذه ما هي إلا انتقام من هذين الديكين ليس إلا.. فهما يجعلاني أستيقظ باكرا على صوتيهما. ..وعلى ضجيج ركضهما وراء الدجاجات اليتيمات المخدوعات عندي… فكل دجاجة تظن أن ديكها لها وحدها.. فلا وفاء إلا وفاؤه ولا إخلاص إلا إخلاصه .. لا يعلمن إنه يغافلهن متسللا إلى سطح الجيران متوددا لهن طالبا وصلهن.. لا يعلمن إنه يركض فوق السور متبخترا مستعرضا ريشه المنفوش.. وحال لسانه (لا ديكا في القرية إلا أنا… ولا جميل الطلعه إلا أنا.. أنا الأمر الناهي.. أنا الذي لا تتواني الدجاجات عن إرضائي وإسعادي.. وتقديم فروض الطاعه والولاء لإجلالي… إلى أن يلمحه صاحب البيت فيجري مهرولا يختبئ تحت أجنحة دجاجاته متوسدا أرجلهن… وهن فرحات بعودته إليهن سالما غانما باديات له وجه الرضا والخنوع والطاعه .. غبيات تلك الدجاجات بلا شك.. العجيب أنهن واقفات بجواري حزينات مولولات عليه.. يبدين الشفقه لما أل إليه ديكهن المغوار من الذبح وأنه الأن لا حول له ولاقوه.. وأنا أضع الديك المغوار في الماء المغلي استعدادالنتف ريشه المنفوش زهوا.. ورؤيتي لهن وهن حزينات مشفقات عليه .. تمنيت لو ترجع الساعه برهة.. لذبحت الدجاجات الغيبات بدلا منه.. فأنا على يقين أنه لا حياة لمن لا يستحقون العيش بكرامه.