خالد أبو بكر يكتب : عرض كازينو .. الحياة على ترابيزة قمار
أوفرتير
ضحكة مخلوطة بدلع وراها وجع وديون واقساط .. رنة كاسات كوكتيل خداع و كدب و إستغلال .. واجهة المجتمع المضلمة المكسورة متجمعين تحت الارض بعد ما خربوا الارض يسهروا يضحكوا .. يتبادلوا الأدوار والفلوس والرصاص .
موتيفات ديكور العرض تستقبلك من قبل باب القاعة | الكازينو وتعيّشك كمشاهد مشارك في الحدوتة ويزيد إندماجك لما تتصور في برواز ورق اللعب إنتي البنت الجميلة و انت الولد الجدع وحواليك رموز الورق من وقت ماخترعوها في العصور الوسطى (الهارت– البستوني– التريفيل– الديناري ) .
وما الدنيا الا بوكر كلوب كبير
صفارة السايس – الساحر ( محمد دياب ) هتسمعها تنبهك إن العرض قرب ولازم تركن عربيتك وتركن همومك لأنك داخل تستمتع بعرض هيفرد أوراق حياتنا علي الترابيزة وكل واحد ياخد الكرسي بتاعه ..كرسي نفوذ كرسي قيادة كرسي متحرك كرسي في الكلوب .. انت وحظك .. انت وورقك .. ويا تلعب يا يتلعب بيك .
تدخل الكازينو تحضنك أضواءه اللامعة (عز حلمي) والديكور بالوانه البراقة (محمد عبد الحميد) ومزيكته المهيبرة (حازم الكفراوي) وتلاقي نفسك بقيت جزء من الحدث بتراقب وتشعر وتحكم لما تقابل الطبيب التاجر اللي شايف الإنسان سوبر ماركت أعضاء وبيحسب خسارتة ومكسبة في القمار بتمن كلية و كبد .. الفنان (شادي أسعد) قدر يستوعب حدود الدور ويقدمه بمهاره وتجانس مع باقي كراكترات الكازينو
الكرسي التاني هيستحوذ عليه رجل الأعمال على بطّال المستخبي ورا لقب غريب أخترق حياتنا عرفنا المهندس المدرس النجار الحداد إنما كل واحد مش فاهمين بيعمل ايه يطلق على نفسه رجل اعمال حتي لو كانت أعمال سفلية.. قدر الفنان (محمود البيطار) يستولي علي قلب الجمهور بخفة دم وحضور جميل .
كرسي المرأة هتخطفة إعلامية وصولية بتنقل عكس الواقع وتضلل الناس اكتر ماهما تايهين ورافعة الشعار اللي مابيخيبش .. الدفاع عن حقوق المرأة والحقيقة هي بتدافع عن نفسها مصالحها وبس .. الفنانة (نوال سمير) قدرت تبروز ابعاد الشخصية المتعالية المتسلقة بإجادة
القعدة تكمل بالغني الفاسد الأناني اللي بيلعب بأرواح الناس .. قدم الفنان (كريم الحسيني) أداء متناغم جمع بين التمثيل السهل والغنا الخفيف والإستعراض في الشكل (الشو) والمضمون (الشوهي) بتقديمة للشخصية الإستعراضية
نسمة عادل ونيجار محمد بنات الكوتشينة اللي بيتلعب بيهم وبيستخدمهم طبقة المستغلين للتسلية وكسر الملل بغض النظر عن كونهم بشر .. ظهر أدائهم مناسب لطبيعة الدور وساهموا في التحولات اللي بتفاجئ المشاهد خصوصا في النهايات .
البنات بالتعاون مع صاحب الكازينو كاشف أسرار زباينه وبيعرف يستفيد من كل حاجه واي حد وحكايته حكايه !! هتعرفوهما لما تدخلوا الكازينو وقدر الفنان (مجدي البحيري) يتنقل بين الأداء الجاد والروح المرحه بتمكن .
وفجأة تظهرلنا شخصية من خارج دايرة الكازينو حد شبهنا (أحمد محسن) وقدر يقدم دوره ببساطة وتلقائية ساهمت في الإستحواز علي تعاطف الجمهور مع الشخصية البسيطة وسط حيتان المجتمع .
الكتابة والأشعار (أيمن النمر) وقدملنا فكرة خادعة تبان مهروسة في البدايات وتطلع (بلوت تويست) في النهايات .. الإستعراضات (حسن شحاته) كتر خيره إن قدر يعمل إستعراضات في مساحات صغيرة .. مكياج (أمل حسام) كان مناسب خصوصاً مع بنات الكازينو .. الدعاية والمادة الفلمية (خالد مهيب) المادة اللي إتعرضت كان لها دور أساسي وضرورة درامية مش مجرد حشو وأستخدمت تقنية الفلاش باك لكشف جوانب مهمة في الأحداث بس ياريت شاشة العرض تكون أفضل وجودة المادة الفليمة تكون أعلي خصوصاً إن الجمهور بيطالب بإعادة العرض لمواسم اخرى .
كتيبة المبدعين قادها فنياً المخرج الرائع عمرو حسان اللي نجح في إختيارته للمثلين ورسمه المتقن للحركة وقدر يستغل كل مليمتر في القاعة وتوظيفة لكل عناصر العرض السمعية والبصرية في هارموني ممتع .
الجمال دا مكنش هيظهر لولا إعادة إفتتاح قاعة يوسف إدريس بمسرح السلام بعد توقف 11 سنة وقدر المدير الفنان محسن منصور يعيد تجهيز القاعة وإفتتاحها وقدم 3 عروض ناجحة حتي الآن عشان تكون القاعة طاقة نور فنية .
اللي مشافش العرض يلحق عشان فيه متعة عظيمة مستنياك