حضرة الحريف “شيكا” حان وقت “الاعتزال
كتب : كريم الفولى
الإجماع على موهبة زرعها الله فى إنسان تعد نعمة ورزقًا طيبًا قلما يحدث، وحسن التصرف في هذه الموهبة من عدمه متروك كليًا لمن رزق بهذه الموهبة، من حيث الإفراط فيها فى غير محلها أو تكريسها وتوجيهها في المكان الصائب، ويعد مالكها هو صانع القرار فى النجاح أو الفشل.
محمود عبد الرازق الشهير بـ “شيكابالا“، موهبة لا يختلف عليها اثنين من حيث لسرعة والمهارة والتسديد، كل فنون اللعبة تتلخص في كلتا قدمي، صاحب توكيل انتزاع الآهات من أفواه المعلقين، و إخراج الصيحات من حناجر المعلقين، سارق قلوب جماهير القلعة البيضاء، يملك مخزون مهاري وفني يجعلوا بين كبار اللعبة فى عالم الساحرة المستديرة، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، أحيانًا تأتي بعد المعوقات تعطل وتؤخر مسيرة نجم سطع إسمه ولمع بريقه على المستطيل الأخصر، وهذا مع حدث مع النجم الأسمر الساحر شيكابالا.
يظل واحدًا من أساطير نادي الزمالك، وكونه ساحر نجح فى خطف قلوب كل الجماهير الزملكاوية، بلمساته وتمريراته الدقيقة، و مراوغاته وأهدافه الجميلة، والتى طالما رسمت الفرحة في قلوبهم، منذ البداية ومع أول لمسة له مع الفريق حين تم تصعيده عام 2002 أمام فريق غزل المحلة، فى بطولة كأس مصر، وضع بصمة فى عقول كل جماهير الزمالك.
أنه لاعب من طراز فريد بفضل لمساته وتحركاته، ولم يكتفي بهذا القدر بلا نجح فى إحراز هدف عالمي فى شباك زعيم الفلاحين، ليؤكد أنه موهبة جديرة بالاهتمام ويعلن عن انضمام وافد جديد ونجم كبير إلي مدرسة الفن والهندسة، ولكنه لم يستمر طويلًا مع الفريق وخرج فى رحلة احتراف قصيرة فى الدوري اليوناني مع فريق باوك، ولكنه لم يستمر وعاد بسبب ظروف التجنيد.
هنا بدأت لحظات العشق والغرام بين جماهير الزمالك، والنجم الأسمر شيكابالا، والذي قدم مستويات رائعة وأداء جعل فريق الزمالك، يتلخص فى شيكا، لدرجة جعلت المدير الفني البرتغالي لنادي الأهلى مانويل جوزية، فى أحدي المؤتمرات الصحفية، قال إذا أردت وقف زحف الزمالك، نحو قمة الدوري عليكم بإيقافة شيكابالا، أنه الأفضل والورقة الرابحة بالفريق، وصل الأمر أن 90 بالمائة من أهداف الزمالك، فى فترة من الفترات كانت تحمل توقيع النجم الأسمر، أو تكون من أحدي تمريراته، أهدافه عالقة بالأذهان كونها تحمل النكهة العالمية، وحبه الجارف للقلعة البيضاء، جعله حين يتم إيقافه يحضر اللقاءات مع جماهير الدرجة الثالثة، ليؤازر الفريق كل هذا جعله الحب الأول والحقيقي لجماهير ميت عقبة.
الفترة الأخيرة شيكابالا، سعى جاهدًا لتحقيق ما فاته فى السنوات الماضية، وهو البحث عن البطولات وألالقاب، مع رفاقه ويسخر مجهوداته ولعبه الفردي للصالح العام، ويكفي قول أن معظم الأهداف الحاسمة للزمالك، في الفترة الأخيرة تحمل توقيع النجم شيكابالا، ليعود المدربين ليعتمدوا عليه من جديد، هو أثبت “أن الدهن فى العتاقي”، وبات يصول ويجول فى الملعب ويمرر ويحرز ويعود إلي سابق عهده، وتحقق المراد ونال ما يتمنى، حين نجح فى الحصول على لقب الدوري، للمرة الثالثة له فى تاريخه مع الأبيض، والبطولة رقم 11 مع القلعة البيضاء.
– بطولات شيكابالا مع الزمالك
نجح النجم الأسمر شيكابالا، في الفوز مع الزمالك بلقب الدوري الممتاز ثلاث مرات، و 5 بطولات كأس مصر، وكأس السوبر الإفريقي مرتان، وفاز بكأس السوبر المحلى مرة واحدة.
الاعتزال واجب يا “شيكا”
رغم كل هذه البطولات، ولكن يعد الفوز بلقب الدوري الممتاز، بعد غياب 6 سنوات، هو مسك الختام فى المسيرة البيضاء الحافلة لك، قدمت الكثير والكثير للزمالك، ولكن حان وقت الاعتزال، لكي تخرج من الباب الكبير محملًا على الأعناق، تارك بصمة والقرار سوف يكون نابع من داخلك، لا مجبر عليه، لتترك الملاعب ونداء الجماهير حولك يطالبك بالبقاء، أفضل من الطرد من الملعب، تعلم فن إتخاذ القرار المناسب فى الموعد المناسب من النجم محمد بركات، وأمير القلوب محمد أبو تريكة، شيكا ذو الـ 35 ربيعًا حان وقت الاعتزال، تارك بصمة البطولة فى عقول الزملكاوية، وحسرة المتعة والمهارة فى أعينهم، وتارك كلمة ياخسارة تتردد على ألسنتهم، علشان نقول “يا يوم من أيام شيكابالا”.