جولة فى بيوت نجوم زمان..أشهرهم “نعيمة عاكف”
إسراء البواردي
كان نجوم الزمن الجميل يعيشون حياة بسيطة مرحة تخلو من التعقيدات، بعيدًا عن ضجيج السوشيال ميديا والتريندات والجرى ورائها، ورغم ذلك جمعتهم علاقات قوية بجمهورهم وبوسائل الإعلام والصحافة فى زمانهم.
كان من السهل أن ترتب موعدًا مع هؤلاء النجوم العمالقة وأن يستقبلونك فى بيوتهم وأن تراهم مثل أى بيت مصرى يتعاملون بحفاوة وبساطة ويشبهون سائر المواطنين ولا يعيشون فى بروج عالية أو فى حصار من الحراسات والبودى جاردات.
ويظهر ذلك فى العديد من الزيارات التى رتبتها الصحف والمجلات القديمة للنجوم سواء أثناء عملهم فى الاستديوهات أو فى بيوتهم ، وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1952 أرادت المجلة أن يعيش معها القراء فى زيارتها لبيوت عدد من النجوم.
وكان من بساطة النجوم أنه يمكن للضيف أن يدخل البيت وهم نائمون، وهو ما وصفه محرر الكواكب فى زيارته لبيت الفنانة رجاء عبده، حيث أشار إلى أن الضيف يمكن أن يزورها فى الساعة الحادية عشرة صباحاً كما فعل هو لتفتح له خادمتها أم محمد وتدعوه للدخول.
وأشار محرر مجلة الكواكب إلى أنه لاحظ حركة تأتى من غرفة الفنانة وأصوات أدراج الدولاب والتسريحة، ثم فجأة ظهرت الفنانة وهى تنادى خادمتها أم محمد مرتدية روب وردى، فتتفاجأ برؤية الزائر، وهنا تقول” “صباح الخير” دون أن تبتسم ثم تتجه لخادمتها فتلومها أنها لم تخبرها بوجود ضيوف، ثم تتجه لغرفتها وتبقى فيها لمدة ساعة ثم تخرج وقد تغيرت تماماً مرتدية فستان أسود محبوك و”قصة” على الجبين وماكياج خفيف.
وتجلس رجاء عبده لتحدث ضيفها فى جدية ولا تبتسم إلا حين تتلقى منه كلمات الثناء أو حين يرن هاتفها فتجده معجبا يثنى ويشيد بأحدث أغانيها، أو معجبة تسألها عن فستان ظهرت به أو عن أمنيتها فى أن تكون مطربة مثلها، ثم يجد الضيف نفسه محاطًا بأبناء شقيقتها وبعض صديقاتها، وتأتى أم محمد لتسأل عن قائمة طعام الإفطار فتدعو رجاء عبده ضيفها لتناول الإفطار معها، فيشعر الضيف أنه من أهل البيت.
ووصفت أيضًا مجلة الكواكب ما يحدث حين يذهب زائر إلى بيت نعيمة عاكف ، حيث تستقبله وهى ترتدى ملابس المطبخ وتضع على شعرها منديل أبيض، ويلاحظ الزائر أنها ترتبك فى بداية اللقاء ، وتحاول أن تخفى ابتساماتها، ثم تنفجر بعد ذلك فى الضحك لتخبره بأنها ليست نعيمة، وإنما هى شقيقتها زينب التى تشبهها كثيراً، وتفاجئك بأن نعيمة ليست موجودة ، على الرغم من أن الخادم قد يكون أخبرالزائر بأن نعيمة موجودة بالبيت، وهنا تضحك شقيقتها زينب، مؤكدة ان الخادم نفسه أحياناً لا يستطيع التمييز بين الأختين.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة لولا صدقى والتى اشتهرت بأدوار المرأة الشريرة أو خطافة الرجالة، ولكن عندما زاراتها الكواكب وصفتها بمنتهى اللطف، مؤكدة أنه إذا زارها أى ضيف سيجدها ترتدى ملابس الخروج استعداد لبعض المشاوير، ورغم ذلك فإنها تستقبل ضيفها بحفاوة وتصر على أن يشرب القهوة.
وكانت لولا صدقى وقتها متزوجة من رجل إيطالى، وقالت الكواكب أنه حين يسألها زوجها عن الزائر تقول له بالإيطالية انه صديق، وتصف كل من يزورها بهذا الوصف.
وكان أيضًا كلبها المفضل الذى تحمله دائمًا يرحب بضيوفها، وهو كلب أسود وصفته الكواكب بأنه غريب الشكل ويشبه سبع البحر.
وقالت الكواكب: “إذا رايت لولا صدقى لولا صدقى تقبل هذا الكلب من فمه فلا تشمئز فهو المخلوق الوحيد الذى تثق فيها لولا صدقى والذى بقى وفاؤه لها دائمًا، وإذا كنت تريد المزيد من محبة ولطف صاحبته فعليك أن تلاطف كلبها، وإذا استطعت فعليك أن تقبله من فمه أيضاً”