رئيس التحرير

جمال أبو الفضل يكتب: صناعة البطل

 

كانت التجربة الأخيرة لمصر في أوليمبياد طوكيو 2020 مؤشرًا خطيرًا حول قيمة الرياضة بشكل عام، وقيمة الرياضات الفردية التي لا تحظى باهتمام حكومي أو شعبي أو حتى إعلامي.

الألعاب الفردية كانت ولا زالت هي ما أضافت لمصر 8 ميداليات ذهبية في تاريخها الأوليمبي، بينما ذهبت المليارات التي تُنفق على الألعاب الجماعية والأكثر شعبية في مصر هباءً منثورًا بغير عائد أو نتيجة.

ما أشير إليه هنا، وأقف عنده مشهدين مهمين يلخصان التوجه المصري نحو الرياضة في الفترة المقبلة، أولهما الاهتمام الرئاسي من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم وتهنئة البطلة الأوليمبية فريال أشرف وإطلاق إسمها على أحد المشروعات الجديدة، فضلًا عن محادثته الأبوية مع البطلة وتحفيزه لها وللاستمرار في الرياضة التي مارسها الرئيس من قبل.

ولأننا اعتدنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يرسل من خلال ممارساته رسائل ضمنية للمجتمع، ندرك جيدًا أن الرياضة المصرية ستتخذ منحنى آخر في السنوات القادمة، وربما بدأ الأمر بإعادة اجرءات انتخابات الاتحادات الرياضية وتشكيل لجنة لمراجعة نتائج الأولمبياد الأخير.

المشهد الثاني كان من خلال تحليل تصريحات الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة التي أدلى بها للإعلام، ولعل ما قاله الوزير يكشف عن عدم قناعته الكاملة بحجم ما تحقق من ذهبية وفضية و4 برونزيات على الرغم أنه رقم قياسي لمصر، لكن البعثة المشاركة كانت تأمل في مضاعفة ذلك، حتى أن الوزير قال إن أوليمبياد باريس المقبل مستهدف خلاله 10 ميداليات منها 4 ذهب.

إننا واثقون في قدرات أبطال مصر ومسؤليها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوجيهاته التي تؤكد على مشروع مصري حقيقي لـ صناعة البطل.

وإذ نؤكد على أهمية الرياضة في مصر؛ إلا أنّنا نشيد أيضًا بالتخطيط، ومحاسبة المقصّرين خاصة بعد صدور بيان اللجنة الأوليمبية، والتأكيد فيه على محاسبة كل من قصّر.

وبالنظر إلى المبلغ المرصود للتحضير لأولمبياد طوكيو ما يقرب من 234 مليون جنيهًا؛ يؤكد على ما ذكرناه سابقًا هو قدرة مصر على صناعة الأبطال.

ولعّل ما ذكرناه أيضًا، سابقًا، يجدر بنا الإشارة إلى أنَّ اجتماع وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي اليوم، مع اللجنة العلمية الاستشارية العليا برئاسة الدكتور كمال درويش؛ للتباحث حول نتاج المشروع القومي للموهبة والبطل الأوليمبي، يؤكد على فكرة أنّه لم يعد مكانًا للعشوائية في مصر، وأنّ التخطيط لما هو قادم هو السبيل الوحيد للنجاح والارتقاء بالرياضة في مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى