رياضة

تقرير فني: توقعات مباراة الزمالك والأهلي في القمة 123 من الدوري المصري

توقعات مباراة الزمالك والأهلي

 

كتبت: طيف طارق

يحتضن استاد القاهرة الدولي واحدة من أهم مباريات الأسبوع ليس على المستوى المحلي فقط بل على مستوى القارة، حيث يلتقي قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، في مباراة ضمن منافسات الأسبوع الثالث من الدوري المصري الممتاز عند الساعة الثامنة مساءًا بتوقيت القاهرة.

موقف الأهلي والزمالك من القمة 123

توقعات مباراة الزمالك والأهلي
توقعات مباراة الزمالك والأهلي

بالطبع أي مباراة قمة يسعى خلالها الفريقين للفوز، فحتى وإن كانت تحصيل حاصل تظل لها قيمتها الخاصة، فدوافع الفريقين عادةً تكون في المقام الأول قائمة على الفوز. ولكن تختلف ضغوط كل طرف عن الآخر..
فجماهير الأهلي تطالب بالفوز لوجود استقرار داخل الفريق والصفقات المضافة في مطلع الموسم، جميعها أمور من المفترض أن ترجّح كافة الأهلي لذلك خسارة الفريق تعني تصدير مشاكل لفريق مستقر وستجعل الجماهير تشكك في إمكانيات لاعبيهم.
فيما تضع جماهير الزمالك لاعبيهم في ضغط تعويض النتائج السلبية التي حققها الفريق أمام الأهلي في آخر 3 مواجهات، فلم يستطيع الزمالك التفوق على الأهلي منذ أغسطس العام الماضي، لذلك يرغب الجمهور في الثأر من الأهلي. والخسارة تعني وضع الجيل الحالي في خطر في أعين جماهيره، وإصدار حكم بأنه أصبح غير قادر على التفوق على الأهلي.

الحضور الذهني كلمة السر في القمة 123

القمة كعادتها، لم تكن أبدًا مرتبطة بالاستحواذ ولا بالأداء الرائع، فقلّما تفوق فريق على الآخر في النتيجة لكونه الأفضل، فالنهاية دائمًا تحسم لصالح صاحب “الحضور الذهني” الأقوى في المباراة. من المدرب حتى اللاعبين، دائمًا ما يكون التركيز هو المخرج الوحيد لنتيجة إيجابية في الديربي.

لذلك وبالنظر على الفريقين سنجد أن موسيماني استطاع أن يحافظ على فريقه ويغلق كافة الأبواب التي من الممكن أن تؤثر على لاعبيه بأي طريقة ليجعل الجميع في كامل تركيزه من خلال معسكر مغلق يضم كافة لاعبي الفريق، فيما استطاع كارتيرون هو الآخر توجيه بعض التعليمات في معسكر الفريق المغلق للالتزام بعدم التعرض بشكل كبير لوسائل التواصل الاجتماعي كي لا تترك أثار سلبية في ذهن ونفوس لاعبيه.

الحضور الفني بوابة الفوز بالقمة 123

توقعات مباراة الزمالك والأهلي
توقعات مباراة الزمالك والأهلي

فهنا نجد أن كلا الفريقين يسعى مدربيهم للحفاظ على الحضور الذهني للاعبيهم، وهنا نأتي للحضور الفني، فعلى مستوى الفنيات استطاع الفريقين أن يقدما بداية رائعة، حيث استطاع الأهلي أن يسجل منذ بداية الموسم 12 هدف بأقدام 8 لاعبين، فيما استقبل هدفين أيضًا. في حين تمكن الزمالك من تسجيل 9 أهداف بأقدام 5 من لاعبيه، ولكن الفارق أن الزمالك لم يستقبل أي أهداف منذ بداية الموسم.
ليضعنا أمام فرضية واضحة، وأن دفاع الزمالك صعب الاختراق مقابل دفاع الأهلي المتاح بعض الشيء للاختراق. كما أن لاعبي الأهلي القادرين على التسجيل أكثر من لاعبي الزمالك. ولكن هي مجرد فرضية، فاختلاف المنافسون يضع على عاتقنا تحليل الأمور بشكل مختلف عن سطحية استقبال الأهداف والتسجيل من عدمه.

هل يفوز بالقمة 123 من يمتلك وسط الملعب؟

حديثنا السابق يجعلنا نتعمق أكثر فنيًا، فبالنظر إلى مباريات الديربي ستجد أن امتلاك وسط الملعب يظل العامل الأبرز في السيطرة على مجريات المباراة وتحقيق تأثير إيجابي، فمن يكون قادر على استعادة الكرة بشكل أسرع، ونقل وبناء الهجمة بشكل منظم يعطي أفضلية لخط الهجوم وثقة لخط الدفاع، وهنا لا نقصد الاستحواذ على الكرة بشكل عام، بل الاستحواذ “الإيجابي” على الكرة، حيث تشكل خطورة بمجرد وجودها في أقدامهم، وتمنع خطورة حال وجودها في أقدام الخصم.
ليأخذنا الأمر لنقطة مهمة في هذا الأمر، وأن طارق حامد لاعب الزمالك يعد صاحب أعلى نسبة استرجاع للكرة، فاستطاع أن يستعيدها في 21 مناسبة، فيما استطاع حمدي فتحي استعادتها في 16 مناسبة. كما أن طارق يعد صاحب أعلى عدد تمريرات ناجحة في الدوري المصري فتمكن من تمرير 153 تمريرة صحيحة وبفارق عن أقرب منافسيه.
ولكن لا يعني هذا حتمية فوز الزمالك بالمباراة لإنه يمتلك لاعب وسط قادر على تقديم الدور الدفاعي وبناء الهجمات، هي مجرد فرضية مطروحة، كما يطرح معها وبدخولنا في مقارنات أن حمدي فتحي استطاع أن يحرز هدف فيما لم يتمكن طارق حتى الآن من إحراز أي أهداف، فربما حمدي ليس قادر على الاستحواذ على الكرة بنسبة كبيرة ولكنه قادر على التسجيل حال امتلاكها، وهنا تطرح فرضية أخرى.

مفاتيح لعب الزمالك والأهلي في القمة 123

بالطبع هذا يجعلنا نلتفت لصنّاع اللعب، فهم مفتاح الوصول لمرمى الخصم، وبالاستناد على الأرقام سنجد أن أفشة وزيزو هم أصحاب الكلمة العليا في هذا الأمر، فكلاهما صنع هدفين حتى الآن في الدوري، ولكن يظل الأمر غير مرتبط بزيزو وأفشة فقط، فمساعدة زملائهم في إنهاء الكرات داخل المرمى بالتأكيد ساهم في إعلاء أسماءهم ضمن قائمة صناع اللعب، فكرة القدم لعبة جماعية، ولكن هناك لاعبون يشكلون مقياس حقيقي لأداء فرقهم، وبمجرد مشاهدة زيزو وأفشة في كامل حضورهم الفني والذهني سينظر عقلك لنتيجة واحدة، وهي أن فريقك قادر على تحقيق خطورة الليلة، ولكن لأي مدى ستقودهم هذه الخطورة؟ بمساعدة زملائهم نكتشف. لذلك هما بالطبع مفاتيح لعب قوية.

ماذا لو كان أفشة وزيزو غير موفقين؟

أفشة
أفشة

بالطبع يوجد احتمال كهذا، فكرة القدم في نهاية الأمر تعتمد على مدى توفيقك، وهي مسألة نسبية، لذلك يجب على الجماهير وضع أمالهم على آخرين بجانب نجوم الفريق في الفترة الماضية، فنجد أن بيرسي تاو وميكيسوني يخوضا أولى الديربيات مع الأهلي، لذلك من المتوقع أن يتحدد مستوى الثنائي ويمكن وضع آمال كبيرة عليهم لقدراتهم الفنية القادرة على تشكيل الفارق.
وفي الناحية الأخرى، يذهب عقل الجماهير البيضاء بشكل مباشر لبن شرقي، وأنه فقط لو كان موفق في مباراة اليوم سيتمكن من تشكيل خطورة وكبيرة على شباك المارد الأحمر سواء على مستوى التسجيل أو الصناعة، بالإضافة إلى أوباما صاحب التحركات الرائعة بدون كرة والقادر على تشكيل خطورة حالما سيكون حاضر ذهنيًا في المباراة.

توقعات القمة 123 بين الزمالك والأهلي

توقعات مباراة الزمالك والأهلي
توقعات مباراة الزمالك والأهلي

بعد كشف جميع أوراق الفريقين، نستطيع الآن أن نتوقع معًا، من القادر على إحداث الفارق وحصد الثلاث نقاط. والإجابة حتمًا ستكون وبالمختصر: صاحب الحضور الذهني القوي دفاعيًا وهجوميًا.. والقادر على امتلاك وسط ملعب يقوده لتشكيل خطورة بمجرد امتلاك الكرة، وإبطال أي هجمة خطيرة على دفاعات الفريق.. بالإضافة إلى الإيجابية على المرمى حال الوصول إليها لإن الفرص في هذه المباراة لن تكون كبيرة للتحفظ الدفاع الذي سيبدأ به كلا المدربين.
ربما من الصعب توقع النتيجة، ولكن إذا استطاع فريق تطبيق كافة هذه الأمور، فستكون المباراة من نصيبه حتمًا، ولن تنتهي بالتعادل. ولكن إذا قرر كلا المدربين التحفظ لدرجة عدم بث الجرأة في عناصر الفريق لتشكيل خطورة إلا في مواقف قليلة ولم يتعامل معها اللاعبين بإيجابية، في هذه الحالة تكون المباراة مصيرها إما التعادل السلبي أو بنسبة أقل تعادل إيجابي.

ولكن في النهاية نتمنى أن نحضر مباراة رائعة من الفريقين، لتكون مسك ختام للدوري قبل التوقف الدولي والذي سينطلق فورًا لالتزام المنتخب الوطني بمبارياته في تصفيات كأس العالم قطر 2022.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى