تعرف على أبرز 10 مشاهد في السينما المصرية
كتبت إسراء حسني
توجد في السينما المصرية مشاهد لا تنسى وكانت أغلبها مشاهد كانت يستحق جائزة أوسكار، لنقدم لكم أبرز 10 مشاهد في السينما المصرية.
صفعة الفنان عماد حمدي للفنان عبد الحليم حافظ حيث يبدأ المشهد بإبلاغ الأب أبنه بضرورة التوجه بصحبته في اليوم التالي إلى مكتب الجوازات حتى يسافر إلى الخارج لإكمال تعليمه، إلا أن الأخير يفاجئه بأنه لن يستطيع الذهاب وحيداً بسبب زواجه من سهير ليندفع الوالد ويصفعه على وجهه، بعدها دار الحديث الأشهر في تاريخ السينما بينهما الذي أنتهى بـ إحنا لمّناك من الشوارع.. إنت لقيط.. لقيط.. فاهم يعني إيه لقيط.
وتُعتبر تلك الصفعة التي وجهها الفنان عماد حمدي لعبد الحليم حافظ في أحداث فيلم الخطايا المعروض عام 1962، هى الأشهر في تاريخ السينما المصرية وأستعملها البعض من وقت لآخر مادة للسخرية إلا أن ذلك المشهد كانت له كواليس ونقاشات أثارها أبطال العمل حسن يوسف وعماد حمدي والعندليب الأسمر في لقاءات مختلفة.
والبداية من آخر من كان يقف معهما في المشهد الفنان حسن يوسف، وروى ما حدث في برنامج ممنوع من العرض أنه فور علم عماد حمدي بأنه من المفترض صفع حليم كانت ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا، حسب تعبيره.
وقتها توجه عماد إلى حسن يوسف وقال له (حسن الإمام عايزني أضرب عبدالحليم، عايزني أضربه بالقلم، عايز يسجنني ولا إيه هيموت.. هضربه قلم هيموت.. هيموت يعني أنا هروح السجن)، ليرد الأخير عليه (طب اتفق معاه تضرب على الهوا.. يعني زي ما بنعمل مع البونيات في السينما، وإلا كان زمانا موتنا من الضرب).
سارع حسن إلى حليم وأبلغه أن المخرج حسن الإمام طلب من عماد أن يصفعه على وجهه وكانت المفاجأة بعدم إبدائه أي إعتراض، لكن الأول حاول أن يدفعه لتغيير رأيه بقوله (يعني إيه إنت شايف إيده هيجرالك حاجة.. ودنك يجرالها حاجة.. إيده وهي جايه هتحس بالهوا إبقى دور وشك)، لكن العندليب لم يستجب (لا لا معرفش أعمل كده.. إضرب يعني إضرب).
حينها كان عماد خائفاً إلى أبعد الحدود حسب روايته للإعلامي مفيد فوزي حيث قال (أنا بقى خايف لأن إيدي طارشة، وهو رقيق الإحساس والجسم فلو ضربته قلم من إياهم هيبقى مش تمام).
وتابع قائلاً (بالكف دهون بملو ما في إيدي.. طااخ)، وهكذا روى عماد حمدي عن طريقة صفعه لـ عبد الحليم، وقال أيضاً (أخد ملو الكف في وشه وهو كان بيبكي، فا نطت دمعة جت على البدلة، كان قلم حقيقي 100)، بينما يقول حسن يوسف (حسيت وش عبدالحليم أترج).
أمّا حليم ذاته فحكى عما حدث آنذاك (حسيت إن في ضرس اتخلع جوا.. فضلت حايش الدم جوا بقي وبتكلم وبكمل التمثيل لغاية ما المخرج قال ستوب).
وبعد توقف التصوير مباشرةً توجه العندليب إلى دورة المياه لتنظيف جراحه، وأسعفه طاقم العمل بشكل سريع موضحاً (جابولي ميه وتلج، وجابوا لي حقنة فيتامين سي عشان النزيف يقف)، لكنه غاب عن العمل لمدة أسبوع حسب رواية حسن يوسف (جابوا له كمّادات وقعد أسبوع في البيت).
تبعات ذلك المشهد ظلت تطارد الفنان عماد حمدي في كل مكان يتوجه إليه بمرور السنوات (أخدت عتاب في كل مكان في الشرق الأوسط.. عبدالحليم محبوب الجماهير اتضرب الناس ما تعرفش بصحيح ولا لأ.. والصوت كان شديد طاخ طيخ، الناس ثارت عليّا في كل مكان).
وكان مشهد الفنانة شادية وهي تفتح الهويس من المفارقات العجيبة عندما بدأوا تصوير الفيلم كانوا يبحثون عن قرية تتحقق فيها مواصفات السيناريو، وبعد بحث كبير وجد الفنان صلاح ذو الفقار وكان منتج الفيلم هذه القرية وهى قرية في محافظة القليوبية، وللمصادفة أن أهل القرية بالفعل لم يكن عندهم هويس وحياتهم كانت فى ضنك بسبب عطش وجفاف أراضيهم لعدم وجود هويس ينقل لهم المياه.
وأتفق الإنتاج مع عمده البلد أنه سيبني لهم الهويس بناءً حقيقياً ويحل المشكلة إلى الأبد للقرية، ولكن على شرط أن أهل القرية نفسهم يصوروا كأهل القرية فى الفيلم لحظة فتح الهويس، ثم جاءت فكرة المخرج حسين كمال أن تقوم شادية بتشغيله.
وفى اللحظة اللى كانت شادية تفتح فيها الهويس فى الفيلم ببطء شديد كانت قلوب أهل القرية متعلقة بأول نقطة مياه وكانت صورة المياه وهى تروى الأرض العطشانة الشرقانة المحجرة حقيقية.
وظهر مشهد من فيلم الأرض وهو مشهد تصدي الفلاح محمد أبو سويلم والذي قام بدوره الفنان القدير محمود المليجي لقوات الأمن، فيتم سحله على الأرض وهو يحاول التشبث بالجذور حتى الأنفاس الأخيرة.
ويأتي مشهد النجمة فاتن حمامة في فيلم دعاء الكروان من خلال مشهد عبقري من مشاهد فيلم دعاء الكروان، الذي يندد بالعادات والتقاليد التي تهين المرأة وتسلب منها حقوقها بل وحياتها وتدافع تلك التقاليد العقيمة عن الرجل الشهواني وتبرر له أفعاله وخطاياه.
وين هنادى هنادى كانت اهنيه وكلمتنى
إبعدي عني إبعدي عني أبعدوا، تبكوا علي تبكوا علينا ما بكيتوا ليه زمان يوم ما طردتونا من ها البلد هنادي
نروح لحالنا يمكن تهدى
وين هنادي ياماي وين هنادي ياماي
هذا أمر الله يا بنتي
أمر الله ولا أمر خالي ياماي، ربنا ما أمر بالشر
خالك غدر وعدني بالستر وهو ناوي على الشر
ويعتبر فيلم دعاء الكروان من أوائل الأفلام التي ناقشت بجرأة قضية المرأة المصرية في الصعيد وفكرة الإنتقام للشرف، حيث جسدت الفنانة زهرة العلا دور فتاة تدعى هناديزوقعت في الخطيئة مع شاب فقتلها خالها ليغسل أفعاله، الأفعال التي يرونها فقط في الفتاة ولا يرونه في الشاب الذي يفعل ما يفعل ولا يحاسب من المجتمع كما تحاسب الفتاة بالرغم من أن الخطأ واحد عند الله.
وفي مشهد أخر من فيلم حافية على جسر الذهب وهو مشهد قيام الفنان عادل أدهم بحرق فستان فرح الفنانة ميرفت أمين، ليؤكد لها أنه لن يسمح لها بالزواج ممن تحب فتقرر التضحية مقابل السماح لحبيبها بالسفر للخارج للعلاج.
وكذلك مشهد قتل عتريس لـ محمود بن الشيخ إبراهيم في فيلم شيء من الخوف بعد شهادته ببطلان زواج عتريس من فؤادة، فتخرج البلدة كلها بالنيران وتحرق منزل عتريس وهم يهتفون زواج عتريس من فؤادة باطل.
أما فيلم الرجل الثاني فهو واحد من أكثر الأفلام التي يندمج معها من يشاهدها، وخاصةً مشهد النهاية الذي يظهر به زعيم العصابة ليطلق النيران على عصمت كاظم لأنه أصبح كارت محروق بعدما عرفه رجال الشرطة.
ومن فيلم بداية ونهاية، يأتي مشهد خروج سناء جميل وعمرو الشريف من القسم بعدما تم القبض عليها في أحد بيوت الدعارة، فيقوم بصفعها على وجهها ثم يأمرها بإلقاء نفسها في النيل وينتحر خوفاً من ملاحقة عار شقيقته.
ومن فيلم باب الحديد للعبقري يوسف شاهين لا يمكن أن ننسى مشهد النهاية عندما حضرت الشرطة والطبيب النفسي، ليخلصوا هنومة من يد قناوي الذي قرر أن يقتلها لأنها لا تحبه فيظهر عم مدبولي ليقول له (قناوي يا بني أنا أبوك مدبولي أنت زعلان ليه أنا هجوزك هنومة).
ومن أقوى المشاهد المؤثرة في تاريخ السينما المصرية مشهد النهاية في فيلم البريء للراحل الفنان أحمد زكي، عندما قرر أن يمسك بسلاحه ويقتل مأمور السجن وأعوانه لينتقم لصديقه الذي رحل ضحية للتعبير عن رأيه.
وإذا كنت من أصحاب المشاعر الرومانسية فلا تملك سوى أن تجد الدموع تنهمر من عينيك، عندما تشاهد مشهد اللقاء بين الفنان صلاح ذو الفقار والفنانة شادية من فيلم أغلى من حياتي، بعد غياب دام سبع سنوات تزوج خلالهما أحمد من أبنة صاحب العمل، وبقيت منى على عهدها معها ليتزوجا في السر دون علم أحد بعد ذلك.