بعد سلسلة من النجاحات المستمرة.. رحلة داخل عقل السيناريست “إبراهيم ربيع”
إسراء البواردي
بعد سلسلة من النجاحات المستمرة مازال يفاجئنا بأعماله المميزة والتي يكتبها بجدارة وعناية كبيرة ، حيث قام بالكتابة في أكثر من عمل فني ونال ردود فعل كبيرة وإيجابية على أعماله مثل (مسلسل أسود فاتح – مسلسل وسط البلد – مسلسل إلا أنا حكاية طعم الدنيا – مسلسل عودة الأب الضال – يوميات زوجة مفروسة … وغيرهم)
بداياته كانت في مسرح أكاديمية المدينة ، بدأ عمله كمساعد مخرج مسرحي ، ثم اتجه للإخراج والتأليف المسرحي وبدأ أعماله الاحترافية بكتابة يوميات زوجة مفروسة والتي كانت بمثابة ضربة حظ كبيرة فتحت له العديد من الأبواب بإجتهاده ومو هبتة الذاتية التي نشأت معه وهو في الصغر ، حيث دخل في مسابقات عديدة وفاز بها وألف أعمال أهتم بها الجمهور ونالت إعجابه بشكل كبير ..
إنه السيناريست ” إبراهيم ربيع ” وكان لموقع الرأي اليوم دورًا في نقل الصورة كاملة للبحث عن الأجوبة في عقل السيناريست وكيفية كتابة الأعمال الدرامية والسينمائية.
بدايات حضرتك ككاتب كانت مع يوميات زوجه مفروسة ، كلمنا عن تجربتك مع العمل ؟
قال السيناريست إبراهيم ربيع أن زوجة مفروسة هي أول بداياته الاحترافية، وما قبل ذلك كنت منشغلًا بالاخراج والتأليف المسرحي ، ثم أُتيحت لي الفرصة بالمشاركة مع ورشة الكتابة التي يشرف عليها السيناريست أمين جمال في كتابة حلقات من مسلسل يوميات زوجة مفروسة ، وكان لأستاذ خالد ابو بكر دوراً هام وفضل كبير عليا في إخراج هذه الموهبة واكتساب الخبرة التي ظهرت في النور ونحن أكثر من أخوه وأصدقاء، وكان من حظي أن ابدأ في الأجزاء الأخيرة من مسلسل يوميات زوجة مفروسة الجزء الثالث والرابع بعد الإيمان بموهبتي فبدأت أكتب حلقة في آخرى وكنت على تحدي لنفسي وأريد أن أثبت الموهبة الداخلية التي لدي ، وايضًا تكون بدايتي الإبداعية مع مسلسل له أكثر من جزء سابق في حد ذاته تحدي من نوع أخر.
كانت بالنسبة لي تجربة فريدة وأنا بعتبرها أكثر من رائعة مع المخرج المبدع أحمد نور وخصوصًا أن بدايتي كانت في كتابة عمل كوميدي , فكنت أدرك أن من أصعب الكتابات كتابة الكوميديا لأن من السهل أن تبكي الجمهور ولكن صعب اضحاكهم ، ولكن بفضل الله مع عرض الأجزاء الثالث والرابع من يوميات زوجة مفروسة نال إعجاب الجمهور وحققت نجاح أسعد الجميع .
حدثنا عن ذكرياتك في فترة إقامتك بلبنان مع مسلسل أسود فاتح وخاصة كانت وقتها فترة كورونا؟
واضاف قائلًا إنه المسلسل الأقرب لقلبه بكل تفاصيله لأنه طبعًا تم التحضير له كثيرًا في مصر قبل السفر للبنان لحضور التصوير ، وطبعا سُعدت بالعمل مع كرو إحترافي ومبدع مهتمين بكل التفاصيل من أول المنتج الكبير صادق الصباح واستاذ علي حسن المنتج الفني مرورًا بالمخرج الكبير وصديقي كريم العدل وهو مخرج موهوب جدًا ولديه أعمال ناجحة مثل أزمة منتصف العمر ، وسعيد بالعمل أيضًا مع كاست التمثيل وخاصة الفنانة هيفاء وهبي لحبي الشديد لها على المستوى الشخصي .
ومع أبطال العمل روجينا ، صبري فواز ، محسن منصور، شريف سلامة، ناصر سيف ، وغيرهم من النجوم المتميزين جدًا .
وأضاف كان من المفترض عرض المسلسل على إم بي سي مصر في موسم رمضان ولكن تغير ميعاد عرض المسلسل بسبب كورونا التي اجتاحت العالم كله بسبب الحظر الكامل وكل الاحتياطات وقتها التي اضطرتنا لوقف التصوير ، ثم تم عرض المسلسل بعد شهر رمضان وحقق النجاح المطلوب .
والتجربة على المستوى الشخصي كانت رائعة للغاية حيث كنا مقيمين داخل الفندق كعائله جميلة ، ووقتها أغلقت المطارات وانتظرنا فترة من الوقت وبعدها قدرنا نرجع مصر بطائره خاصة.
ازاي قدرتوا تكتبوا 222 حلقة في مسلسل وسط البلد وتكونوا ملمين بكل الأحداث والمواقف وحافظتوا على نجاح العمل ، وخاصة إنه شيء غير مسبوق في الدراما المصرية؟
اكمل حديثه قائلا تجربة فريدة ومميزة من نوعها ايضًا ، أول مسلسل سوب أوبرا مصري يكتب، حيث وصلت حلقات السيزون الأول الى 192 حلقة ، وهذا كان غير معتاد عليه في الدراما المصرية من قبل.
طبعًا واحنا أطفال كنا نتابع مسلسلات كثيرة من سوب أوبرا زي مسلسل The Bold and the Beautifulومسلسل أوشين والجمهور عاش مع هذه التجربة وأستمتع بها للغاية.
كنا سبع مؤلفين مع السيناريست أمين جمال المشرف على الكتابة ، كنا بنكتب حقيقي طول الوقت على الحيطة، على الارض، في كل مكان لأن طبعًا المسلسل أحداثه كثيرة وغير أنه حلقاته طويلة ، دائمًا كنا نفكر لما نكتب 10 أو 20 حلقة ازاي هنقدر نحافظ على تحول الشخصيات الدرامي ويكون تحولها بشكل إنسيابي , وازاي هنحافظ على ترابط الاحداث ببعضها البعض ونفضل مستمرين بالحفاظ على الشخصية وأنها تكون من لحم ودم.
واضاف في الحديث ان الموضوع ده كان صعب جدًا بس طبعًا احنا تعايشنا مع الشخصيات دي ، الشخصيات خرجت من الورق عاشت معانا كانت جزء من حياتنا وكنا جزء من حياتهم، كنا جزء من بيت الجارحي وحاره الجارحي والعمل كان عظيم وضخم ، كنا نريد من الجمهور التعايش مع العمل كجزء من حياته ويومه والحمدلله قدرنا نعمل دا .
والذي كان يميز هذا المسلسل انه كان مهتم بالحديث عن القضايا اليومية والأحداث اليومية التي نمر بها زي المناسبات والأحداث التي تمر علينا وشهر رمضان الكريم فكان مسلسل مميز جدًا .
والمبهر بالنسبة لهم جميعا في الموضوع من بداية المسلسل لنهايته إنه لم يقف العمل عن العرض والحمد لله قدرنا نحافظ على متابعينه بداية من عرضه قبل رمضان واستمرار عرضه في رمضان و إستمرار عرضه ما بعد رمضان وطبعا الحمد لله كان دايماً المسلسل في قائمة المشاهدات الأعلى على شاهد.
حضرتك في بداية حياتك في أكاديمية المدينة كنت مخرج قبل الاتجاه للكتابة وازداد نشاطك حيث توليت منصب الإشراف على الأنشطة وبدأت تمارس أدوار إبداعية مختلفة ، حدثنا على هذه الفترة وفترة التغييرات في حياتك؟
قال السيناريست إبراهيم ربيع دي أهم فترة في حياتي إن لم تكن هي حياتي كلها, هي البداية الحقيقية اللي نورتني ووضعتني في المكان إللي انا كنت أتمناه حاليًا .
في خلال فتره دراستي وبعد التخرج من الأكاديمية تم توظيفي في إدارة رعاية الطلاب والأنشطة وكنت جزء من النشاط الثقافي والفني والابداعي ومسؤول عن الكثير من الأنشطة الأخرى وكان رئيس الأكاديمية رحمه الله دكتور محمد حسين الاب الروحي لنا ، وإدارة الأكاديمية كلها كانت تدعمنا طول الوقت .
وأستاذ خالد أبو بكر كان مدير الرعاية حينها وكان المخرج المسرحي وأتشرفت إن كنت المخرج المنفذ معه إلى أن نلت الفرصة في الاخراج والتأليف المسرحي وكانت أهم فترة من حياتي.
فكانت ومازالت أكاديمة المدينة هى بيتي الأول وسبب نجاحي.
طبعا هناك مسلسلات تلمس أغلبية الجمهور ومسلسلات تلمس النخبة بس ، إبراهيم ربيع يميل لأي منهم هل لديك معايير محدده في الكتابة ام لا وهل لديك ريتم معين تتبعه في الافكار ؟
مبدئيًا لا يوجد رتم معين في الافكار اتبعه انا بطلق العنان مع التفكير طوال الوقت وايضًا كمعايير لا يوجد لأن كل عمل له شكل خاص به وأنا أميل في المشاهدة لكل أنواع الدراما وبشاهد كل انواع الأعمال بشكل متنوع ، ولكن بميل بشكل خاص في الكتابة في الأعمال الدرامية الاجتماعية والجريمة وساسبنس.
نجاح السيناريو من وجهة نظر إبراهيم ربيع تطلب ايه ، وايه النصيحة إللي ممكن توجهها للكتاب المبتدئين؟
ومن وجهة نظره ان اساس نجاح اي عمل فني سواء مسلسل أو فيلم هو الورق ممكن قصه تكون جيدة للغاية ولكن لم تكتب بالقدر الكافي أو بالأهمية الكافية , ممكن أن تكون قصة مستهلكة ولكن كتبت بأبداع وثقافة ورقي فالنجاح يأتي برسم الشخصيات وسرد القصة بشكل جيد وايضًا من الضروري أن تكون الشخصيات المكونة لدينا من لحم ودم.
حتى في كتابة الشخصيات نذاكر مواهب الشخصية والأحداث التي حدثت لها من سنتين أو منذ صغر الشخصية حتى لو لم نحتاجها في السيناريو ولكن بتكون مهمة لتكوين الشخصية من لحم ودم ولتكوين القصة والشخصيات والتعايش معها.
حاليًا يعرض لحضرتك مسلسل باللهجة السعودي ، هل حضرتك بتكتب باللهجة المصرية وهم يسعودوا ، وهل هناك تغييرات في الدلالات والافكار والمعاني بعد تغير اللهجة ام لا ، وهل هناك كلام سعودي لا تستطيع ادراكه أو فهمه؟
طبعًا ده مش أول عمل ليا احنا كتبنا من 2018 تجربتين مسلسل سريع سريع كان 34 حلقه او 35 حلقه كان بطوله ثلاث نجوم كبار سعوديين حسن عسيري، فايز المالكي ، راشد الشمراني، ودا كان أول عمل بالنسبة لي وكان مفاجأة حلوة وبدايتها مع نجوم كبار طبعا , وكتبت ايضا مسلسل بيوتي كلينك التي تم عرضه على شاهد.
وبنكتب المسلسل باللهجة المصري وهم يسعودوا ولكن بنكتب وأحنا محافظين على المعايير الخاصة بالسعودية والمحاذير وكل ما يخص السعودية بيكون هناك إعداد محلي ده بيكون اختصاصه إنه يسعودوا السيناريو.
كل بلد ودولة لها طبعًا لغة خاصة بها وطبعًا هناك دلالات ومعاني بتتغير ولكن ليس بالشكل الجذري ، وهناك بعض الكلام طبعًا بيكون غير معروف ولكن مع تكرار التجارب لنا أصبحنا ملمين باللهجة السعودية بشكل كبير .
وكان أخر أعمالي والذي يعرض حالياً على قناة ام بي سي هو مسلسل مجمع 75 وهو من نوعية مسلسلات سوب أوبرا ,الموسم الواحد 250 ومن ضمن أبطال المسلسل حلقة النجم المصري عبد المنعم رياض.
حضرتك حاليًا تقوم بكتابة عمل جديد ، كلمنا عن كتابة العمل ، ومتى سيتم الاعلان عنه؟
اختتم حديثه قائلا ان المسلسل حاليًا من نوع الجريمة وساسبنس وهو عبارة عن عدة جرائم سابقة أغلقت لعدم كفاية الأدلة ويتم فتح التحقيق فيها مرة أخرى من قبل نخبة من وكلاء النيابة والضباط , والمسلسل جريمة وفيه طابع إجتماعي ، وقريب جدًا هيتم الإعلان عنه وعن أسمه وكل تفاصيل العمل.